29 محرم 1430

السؤال

قد قرأت مرة بأن الرسول _عليه الصلاة والسلام_ قد نهى الرجال عن لباس لونه أحمر فهل هذا الحديث صحيح ؟
ولقد رأيت رجلا يلبس لباسا لونه أحمر فقلت له: بأن الرسول عليه الصلاة والسلام نهى أن يلبس الرجال اللون الأحمر، فطلب منى الدليل..
فبدأت بالبحث، وأنا أبحث وجدت حديثاً لا أعرف إن كان صحيحا أم لا، فآمل منكم بيان ذلك.

أجاب عنها:
د.عمر بن عبد الله المقبل

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد:
أما النهي عن لبس الثياب الحمر فقد وردت فيها أحاديث صحيحة، ما ثبت في الصحيحين من حديث البراء _رضي الله عنه_ أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ نهى عن المياثر الحمر، وفي الباب غيره.
وقد جاء ما يُظن أنه دال على جواز لبس الأحمر، ففي الصحيحين من حديث أبي جحيفة _رضي الله عنه_ أنه رأى النبي _صلى الله عليه وسلم_ وعليه حلّةٌ حمراء، وجاء مثله عن البراء _رضي الله عنه_. قال ابن القيم _رحمه الله_ في (زاد المعاد 1/137 – 139): "وغلط من ظن أنها كانت حلة حمراء بحتاً لا يخالطها غيره، وإنما الحلة الحمراء بردان يمانيان منسوجان بخطوط حمر مع الأسود، كسائر البرود اليمنية، وهي معروفة بهذا الاسم باعتبار ما فيها من الخطوط الحمر، وإلا فالأحمر البحت منهي عنه أشد النهي...، وفي جواز لبس الأحمر والجوخ وغيرها نظر، وأما كراهته فشديدة جداً، فكيف يظن بالنبي _صلى الله عليه وسلم_ أنه لبس الأحمر القاني، كلا لقد أعاذه الله منه، وإنما وقعت الشبهة من لفظ الحلة الحمراء، والله أعلم" انتهى ملخصاً. إذا علمت هذا – بارك الله فيك – فاعلم أن الخلاف في لبس الثوب الأحمر خلاف قديم، والأقوال فيه متعددة أوصلها بعض الشراح إلى ثمانية أقوال، والذي يظهر لي أن المنهي عنه هو لبس الأحمر الخالص، أما ما سواه فباق على أصل الإباحة، والله أعلم، وإن أردت الاستزادة فراجع فتح الباري لابن حجر _رحمه الله_ عند شرح الحديث (5848). والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.