15 ربيع الأول 1430

السؤال

يجب علينا عندما نسمع ذكر النبي _صلى الله عليه وسلم_ أن نقول: صلى الله عليه وسلم، ولكن أثناء خطبة الجمعة يجب ألا نتكلم وإلاّ ضاع علينا الأجر، فإذا ذكر الخطيب النبي_صلى الله عليه وسلم_ هل نصلي عليه _صلى الله عليه وسلم_؟

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فالمسألة خلافية عند العلماء، فهناك من يرى السكوت مطلقاً للأحاديث الواردة في الإنصات أثناء الخطبة، وهناك من يرى مشروعية التأمين والصلاة على النبي _صلى الله عليه وسلم_ ويحمل أحاديث النهي على ما كان خارج الخطبة، ويستدلون بذلك على التأمين في الدعاء كالاستسقاء ونحوه، وكذلك مشروعية رفع اليدين في الاستسقاء وهو أشد من الصلاة على النبي _صلى الله عليه وسلم_، والصلاة على النبي _صلى الله عليه وسلم_ أهم من التأمين؛ لأنها واجبة؛ لقوله _سبحانه_: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً" (الأحزاب:56)، ولقوله _صلى الله عليه وسلم_: "رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصلِّ عليّ" رواه الترمذي في الدعوات. وهذا هو الراجح في المسألة، وأوصي الإمام بمراعاة ما عليه الناس ما دام في الأمر سعة، ولا يلزم من الصلاة عليه الجهر بذلك، فيصلى عليه سراً حتى لا يشوش على الناس ويحدث فتنة، وهذا هو الحكمة وهو منهج شيخ الإسلام وغيره من أئمة الإسلام في مراعاة أحوال الناس في الأمور التي لا تدخل في البدع أو المحرمات، وإنما هي في أبواب الفضائل ومسائل الخلاف المعتبرة، كالجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ونحو ذلك، والخلاف شرّ كما قال ابن مسعود _رضي الله عنه_، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.