23 جمادى الأول 1426

السؤال

ماهي الضوابط للنظرة الشرعية في الخطبة؟

أجاب عنها:
د.عمر بن عبد الله المقبل

الجواب

للنظر إلى المخطوبة آدآب وضوابط ينبغي مراعاتها، وهي – حسب التتبع – منها: 1 – تحريم الخلوة بالمخطوبة؛ لأنها لا تزال أجنبية من الخاطب، وبهذا يعرف الخطأ الكبير الذي يفعله بعض المسلمين اليوم متأثرين بالعادات الغربية، من خلوة، وخروج متكرر باسم الفسحة والتعرف على المحاسن... إلخ تلك الأعذار التي لا تسوغ هذا العمل شرعاًً، بل ربما انقلب الأمر على الزوجين، فاستهلكوا الشحن العاطفي – الذي هو وقود الحياة الزوجية – في أيام الخطوبة، حتى إذا ما دخل بها، وكأنه دخل على امرأة يعرفها منذ سنوات، فلا يبقى للأيام الأولى من الزواج رونقها وجمالها. 2 – تحريم المصافحة؛ لأنها أجنبية، والأجنبية لا يجوز مصافحتها مطلقاًً، كما في الصحيحين من حديث عروة بن الزبير، عن عائشة - رضي الله عنها- أخبرته عن بيعة النساء قالت: ما مس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده امرأة قط، إلا أن يأخذ عليها، فإذا أخذ عليها فأعطته، قال: اذهبي فقد بايعتك. هذا لفظ مسلم. فإذا كان هذا في البيعة – التي مدُّ اليد فيها من أظهر صور تأكيدها – فغيرها من باب أولى. 3 – أن يستر الخاطب ما رآه إذا لم يُقْدم على الزواج؛ لأن الله يقول: "وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً" (الإسراء: من الآية34)، ومن المعلوم أن أهل الزوجة، وإن لم ينصوا على وجوب الستر إلا أن ذلك متقرر عرفاً ومروءةً، والمعروف عرفاً كالمشروط شرطاً. والله أعلم.