1 ربيع الثاني 1439

السؤال

أنا مربٍّ ومعلم، وفي الوقت نفسه أب ووالد وراع لأبنائي، أريد رؤيتكم في كيفية تربية الأبناء على تعظيم الأماكن المقدسة وحبها وتكريمها بشكل منهجي علمي.. فماذا أفعل؟ أفيدوني..

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

يناسب هذا السؤال ما يتداول هذه الأيام، وأستطيع أن أقف معك على عدة محاور مهمة يمكن أن تستضيء بها فيما سألت..

أولا: أنت أيها المربي تعتبر النبراس والدليل العملي لمن تربيهم.

وظهور التعظيم للشعائر والحرمات والمقدسات على سلوك المربي ذاته هو الأساس، فهي أول الخطوات وأهمها.

فالقدوة هنا لها أثر كبير للغاية في تعليم الأبناء والمتعلمين، ويجب ههنا أن يرى الأبناء من مربيهم علامات تكريم المقدسات وحبها والحرص عليها، والتأثر عند الإساءة إليها.

 

ثانيا: يجب قبل تعليمهم تعظيم الأماكن المقدسة والأوقات الفاضلة، أن نربيهم ونعلمهم توقير الله سبحانه، رب الشعائر والحرمات والمقدسات. فيجب على الآباء السعي الدؤوب نحو بث توقير الله سبحانه وتعظيمه في نفوس المتربين، بتعظيم التوحيد، وتعليمهم صفات الله سبحانه وأسماءه.

سواء أكان ذلك بالحديث عن عظمته سبحانه، أو الحديث عن خلقه الكون أو بالحديث عن إعجاز كتابه القرآن أو غير ذلك، أو بكثرة ذكره عز وجل، أو باللجوء إليه والدعاء له والتبتل على بابه.

 

ثالثا: من المهم بث معنى فضل المقدسات ومكانتها، والثواب المعد لذلك {فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}، كما يلزم بث التخويف من عذاب الله سبحانه عند الاستهانة بشعائره وحرماته، وتدبر الآيات والأحاديث الدالة على هذا التخويف والتعظيم.

 

رابعا: التربية المنهجية على تعظيم المقدسات مع التحذير من الاستهانة بها، مع اختيار المناهج التي يصب مفهومها في ذلك، ويرجى ههنا أن تكون المناهج تطبيقية مع الواقع، ومماسة له، وواصفة طرائق التعامل معه، مع تحذيرها من طرق الانحراف وسبله.

 

خامسا: التعرف على المناهج المنحرفة، والتحذير منها، وبيان مَواطن انحرافها، خصوصاً تلك التي تسخر من الشعائر وتنتهك الحرمات.

 

سادسا: تَدَبُّر الحِكَم والمعاني فيما يخص المقدسات، وتدريسها، وبيان الإعجاز فيها، ومواطن الأثر الإيماني فيها.

 

سابعا: تكرار الحديث عنها بشوق ورغبة ومحبة، والدعوة إليها، وبيان عظمتها، والبذل والعطاء في سبيلها.

 

ثامنا: متابعة تشرب القلب لتعظيم الشعائر، وعلامته تظهر في السلوك وعلى اللسان، ومن علاماته توقيرها، وحسن الحديث عنها، والتألم لانتقاصها، والحرص عليها.

 

تاسعا: صيانتها، التعاون والمشاركة في الذب عن الحرمات، والرد على منتقصيها، والمشاركة في اتخاذ الوسائل لعدم تكرار ذلك.

 

عاشرا: نشر ثقافة الأدب مع المقدسات، واستغلال وسائل الإعلام المختلفة في ذلك، وعقد الندوات والمؤتمرات والمحاضرات والفعاليات المختلفة للحديث عنها والتحذير من انتقاصها.

 

حادي عشر: الحذر من مناهج التخريب والعنف والتكفير والإضرار، وما يمكن أن ينتج من تلك المناهج من ضرر على الأمة والأفراد والمجتمعات.