23 جمادى الأول 1438

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله..

أخت مسلمة، والداها كافران تعيش في ألمانيا، تريد أن تذهب إلى الحج وتترك ابنيها مع والديها، ووالداها يكرهان الإسلام ولا يحترمانه، نصحتها إمّا بترك الأبناء عند عائلة زوجها في بلد مسلم أو عند عائلة مسلمة ثقة أو تأجيل الحج إلى السنة التي تليها حتى تجمع المال وتأخذ معها ابنيها، وأعطيتها مثالا واحدا، أنه - لا قدر الله - لو أنها ماتت في الحج وبقي الأبناء مع والداها سيتربون على غير الإسلام، ووضَّحْتُ لها خطورة ترك أبنائها عند والديها (يشربون الخمر ويشاهدون الأفلام الخليعة ولا يستحيون، يعني يقبلون بعضهم أمام أبنائها....) حتى إني نصحتها بأن لا تترك ابنيها عندهم في نهاية الأسبوع دون وجودها معهم لما فيه خطورة على تربية الأبناء. فبماذا توجهون هذه الأخت بارك الله فيكم.

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فبداية أشكر لهذه الأخت حرصها على الحج، وأقدر لها تعلقها به بزيارة المسجد الحرام، وهذا يدل على معدنها الطيب، وحبها للإسلام.

 

لكن بالنظر إلى الأضرار التي سيتسبب فيها سفرها، من غلبة الظن على الإضرار بأنفس الأولاد وبدينهم فلا يلزمها الحج ويسعها التأخر {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}.

 

كذلك فإن النظرة التربوية تقول أنه ليس من الصالح ترك الأبناء عند أبويها وهما بهذه الصفة وعلى هذا الحال.

 

وكأني أفهم من سياق السؤال أنها ستسافر بدون محرم، وهو محرم وممنوع، فلا يجوز للمرأة السفر بدون محرم، ويسقط عنها الحج حتى تجد محرماً.

 

أما عن نقطة الحل فنقول لها: إنها إن استطاعت الآن أن تجد محرماً وتجد بيئة صالحة تجعل فيها أولادها، فتحج.

 

فإن لم تجد فلتنتظر فسيكبر أولادها إن شاء الله قريبا، فيحجون معها، فتجمع بين عدة أمور من الخير، فتكون قد حافظت على أولادها وحفظت دينهم، وفي الوقت نفسه حججتهم معها ولا تضغط على نفسها بطريقة خاطئة. والله أعلم.