25 ذو القعدة 1436

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا فتاة أبلغ من العمر سبعة عشر عام، أدرس في المرحلة الثانوية، في الأعوام الماضية كنت مجتهدة ومثابرة، لكنني حساسة كثيرا بموضوع الدرجات، وتحدث معي الكثير لكي أترك تلك الحساسية الزائدة، حتى دخلت في حالة تبلد وفتور، أصبحت إنسانة أخرى، أشعر أن في كثير من الأوقات شيئاً يمنعني عن الاستمرارية والسعي، كل آمالي محطمة، لا توجد ضغوطات حولي تقهرني على الدراسة، لكنني أريد أن أكون شخصا ذا قيمة يغير ويتغير للأفضل، أشعر أنني أصبحت في أواخر الصفوف، لي أحلام كثيرة متوقفة على دراستي، ومتعلقة بديني وآخرتي، الناس من حولي يمدحونني كثيرا، حتى شعرت أنهم قد قصموا ظهري من مدحهم المبالغ فيه، الشيطان متغلب علي في عباداتي ودراستي...

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

كثير من الناس تفتر همتهم وتقل عزيمتهم وقد يحدث الفتور والملل بسبب إجهاد النفس وتكاليفها فوق طاقاتها، فإذا كان التقصير مذموما فكذلك الإفراط والغلو.
الابنة السائلة.. لكل جواد كبوة، لكن الإنسان المؤمن لابد أن يتقوى عند الأزمات ويخرج من كل مشكلة بدرس يوقظه ويوجهه للتقدم إلى الأمام، فإياك والاستسلام لوسوسة الشيطان الذي يريد أن يقلب حياتك، ويأخذك إلى الوراء، فهو يريد أن يصل بك لدائرة الاكتئاب وحمل الهموم والأحزان حتى يضعف قوتك، ويرخي همتك، وهذا هو هدفه.
لكنك إنسانة ذكية وكل من حولك يمدحونكِ، فهذا دليل على أن لديك قدرات وطاقات، لذلك عليك الحفاظ على ذلك الحماس الذي كان من قبل، وعليك بالبذل واستثمار هذه الطاقات.
إنني أجد مشكلتك الرئيسية التي زجت بك إلى هذا التراجع ربما تكمن في نوع الرفيقات اللاتي تصاحبهن، والدليل على ذلك أنك في الأعوام الماضية كنت متفوقة ومجتهدة، فذلك الخلل ربما يكون بسبب الصديقات الجدد، فأهم الخطوات الآن:
1- البحث عن صديقات صالحات تشاركك اهتماماتك وطموحاتك، فمعهن وبهن تستطيعين استرداد همتك وحماسك، والحفاظ عليهما.
2- عليك بوضع وتحديد هدفك الذي تودين الوصول إليه أمام عينيك، إن وجود الحلم يبعث في الإنسان الهمة والعزيمة، ويوجه خطواته بشكل صحيح.
3- عدم التردد في البدء واحذري التسويف، لأنه يسبب الضغوط النفسية عندما تتراكم عليك المذاكرة، مما يزيدك ارتباكا وتوترا لذلك حاولي التدرج في المذاكرة، وابدئي ولو كل يوم ساعتين، فمن خلال ذلك، ستجدين نفسك محبة لما تفعلين.
4- ديننا دين الوسطية فعليك الاعتدال في الأمور كلها بتنظيم مذاكرتك ووقت فراغك، واجعلي بين أوقات المذاكرة فترات قليلة للراحة، كفترة طعام أو صلاة أو قسط من النوم، واجعلي لنفسك يوما في الأسبوع للاستجمام والراحة من تعب المذاكرة، للترفيه كي تبدئين الأسبوع الجديد بحيوية.
5- عليك بتأدية دورك - لكن النتيجة والدرجات اتركي ذلك الأمر واعلمي أنه لابد بالرضا لما يقدره الله تعالى لك، واتركي الحساسية والحزن عندما تنقصين عن صديقاتك في الدرجات، لأنه من أسباب الفتور فعلا المقارنة بالآخرين مما يزيد التشتت ويضعف الهمة فالمؤمن الحق يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فلتكن المنافسة بينكم منافسة طيبة للتشجيع فقط.
6- حاولي التخلص من القلق لأنه يقلل من العمليات الذهنية، وابتعدي عن المتشائمين واتركي العادات السيئة ولا تكثري من الأنشطة الكثيرة المرهقة غير الضرورية، ولا تستسلمي للكسل، وكافئي نفسك كلما حققت إنجازاً جديداً.
7- لا تنسي الصبر والمثابرة التي كانت تقودك للتفوق واعلمي أن الجائزة للصابرين، لقوله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: من الآية10] فالصبر على المذاكرة ليس تحقيق لآمالك فقط.. بل تحقيق آمال والديك أيضا فيك.
8- أيضا عليك بالقرب من الله تعالى، والمحافظة على الصلاة، وتلاوة ورد من القرآن ولو قليل قبل بدء المذاكرة، وأنصحك بعمل رقيا لأنه قد يكون ما حدث لك نتيجة حسد فالعين حق.
9- أكثري والزمي الاستغفار "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرج، ومن كل ضيق مخرجا، ومن كل بلاء عافية".