أنت هنا

هل فشلت الثورة السورية؟
10 رمضان 1435
موقع المسلم

أصبح السؤال عن مستقبل الثورة السورية مطروحاً بقوة،في الشهور الأخيرة،حيث استطاعت عصابات الطاغية استعادة مناطق عدة في ظل تآمر أممي غير مسبوق في حجمه وشراسته وتعاضده، اشتمل على إفساح المجال للسفاح وسادته المجوس الجدد،لمواصلة التدمير الممنهج للبلاد وتهجير أهلها، وتغيير التركيبة السكانية، في موازاة التشدد في سياسة منع السلاح –حتى الفردي منه مؤخراً والذخائر- عن الثوار.

 

لكن الوجاهة الأولية للسؤال سرعان ما تتبخر،أمام نقطتين حاسمتين لاستيعاب مسار الثورة واستشراف مستقبلها.. أولاهما: الأخطاء القاتلة التي وقعت فيها فصائل الثورة بعد اضطرارها إلى العسكرة، والأخرى: الخلل الفادح في اعتبار السيطرة على الأرض معياراً يتيماً لتقويم نجاح الثورة من عدمه..

 

فما من شك في أن الشتات الذي تعاني منه قوى الثورة المسلحة، هو العنصر الأول في تغير موازين القوى على الأرض، لفائدة القتلة.

 

لسنا خياليين لكي نطالب بتوحيد فصائل الثورة في جسم واحد، فهي عاجزة عن ذلك حتى لو أرادت، لأن الداعمين مختلفون ومتنافرون. فكيف إذا أضفنا إلى ذلك أهواء الأفراد وهوس كثير منهم في الرياسة؟!

 

إن ما يطمح إليه المخلصون في المرحلة الراهنة، هو اعتماد معيار لا يختلف في دقته عاقلان، هو توجيه السلاح إلى صدور المجرمين من عصابات الطاغية وحلفائه الحاقدين.. فكل رصاصة تُطْلَقُ على غير هؤلاء هي رصاصة آثمة،ومطلقها شريك للطاغية في إرهابه، بصرف النظر عن التبريرات السخيفة والتأويلات الزائفة..

 

فالأولوية لدحر العدو الصائل وكل من يزعم غير هذا، عدو لله وللمؤمنين،وحسابه عسير إن لم يكن في هذه الفانية فإنه مؤكد بين يدي ملك الملوك تبارك وتعالى..

 

فإذا اتقى المقاتلون ربهم وحصروا القتال في مواجهة العدو الطائفي الوضيع،فلن تؤثر فيهم ألاعيب الساسة الخارجيين ولا مسرحيات مندوبيهم البائسين من تجار الثورة ومناضلي الفنادق. فهؤلاء وأولئك أعجز من التأثير في مجريات الواقع، إلا إذا عثروا على مطايا من حملة البنادق الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً!!

 

فلا قيمة للائتلاف وراكبي موجته ما داموا لا يملكون سيطرة عملية على الثوار الفعليين.. ويكفي أن العدو الأكبر: أمريكا، خذلت الائتلاف ورهطه على رؤوس الأشهاد باعترافهم أنفسهم.. فها هم يلطمون الخدود ويَشُقُّون الجيوب لأن العدو الأول الذي راهنوا عليه ورهنوا أنفسهم تحت قدميه، قطع عنهم ذخائر البنادق الفردية والأسلحة المتوسطة في حلب!!

 

والأمر ذاته ينطبق على الحمقى الآخرين من منافسي الائتلاف على خطف الثورة، من أمثال معاذ الخطيب ومعهم خونة من الجيش الحر،الذين وقعوا على وثيقة سرية تعهدوا فيها  بإبقاء نفوذ للنصيريين في سوريا الجديدة بعد الأسد، على أن يحظوا بالقبول لدى البيت الأسود،ولكن رضي المتاجرون بدماء القتيل ولم يَرْضَ بهم القاتل!!

 

أن الشمس لا يمكن تغطيتها بغربال، فما إعلان وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن تشييع مجرم صفوي برتبة عقيد طيار في الحرس الثوري المجوسي هلك في سامراء في العراق وما سبق ذلك من  إعلانات عن تشييع ضباط من الحرس الثوري صرعهم الثوار في سوريا، ما  هو إلا رسالة مباشرة ومعلنة من إيران لدول الخليج والمنطقة أن سوريا والعراق ولبنان  ساحة رسمية للنفوذ الإيراني برعاية أمريكا والصهاينة... فهل   ننتظر الخبر القادم عن مقتل أحد ضباط الحرس الثوري في اليمن لتؤكد إيران عن منطقة نفوذ جديدة في خطتها الإستراتيجية لتطويق الجزيرة العربية ونحن نائمون؟

 

أن الرهان على فشل الثورة السورية ليس سوى تعبير يائس عن  رغبة دفينة لدى الحلف الإجرامي الأممي، يتمنى حصولها،وتثور أعصاب كبار مجرميه لأن كل ما ضخّوه من مساندة للقاتل النصيري وكل ما فعلوه لإفشال الثورة السورية،لم يحقق لهم أمنيتهم الحاقدة..
فالثورة السورية ليست ثورة السوريين وحدهم، بل إنها سوف تحرق أعداء الله في سائر أنحاء المنطقة، التي منحها وعد أوباما لخامنئي.

 

حتى محاولات التشويه وخلط الأوراق واستدراج القاعدة إلى المشهد، خابت وتبددت، فهي ثورة أمة تكالب عليها أعداء الله لوأدها وأنهاء وجودها،فلم تجد مفراً من المواجهة الشاملة.. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.