أنت هنا

"ديموقراطية" المالكي وشبح التقسيم!!!
28 شعبان 1435
موقع المسلم

ما زال المشهد العراقي المزعزع يعبّر بقوة عن عمق المأزق الذي وقع فيه حلفاء الصادات الثلاث: وهم الصليبيون والصهاينة والصفويون..وهو مأزق بنيوي تضرب جذوره في النظام الطائفي الذي فرضوه على العراقيين بالحديد والنار، ليبلغ الأمر ذروته مع انتقال الثورة العراقية إلى العمل المسلح اضطراراً، فإذا بها تعرّي النمر الورقي المسمى : الجيش العراقي فتلحق به هزيمة صاعقة ومخزية في أيام معدودة.!!
ظل الاضطراب هو السمة الأبرز في ردود أفعال مكونات الحلف الخبيث، وبخاصة الضلعان المكشوفان: واشنطن وطهران.

 

فالسيستاني صحا من أوهام "جهاده " ضد المسلمين وهو الذي حرّم على الرافضة مقاتلة الغزاة الغربيين، فصدمة الوقائع أكرهته على الدعوة إلى إنشاء حكومة تضم جميع المكونات!!

 

الأمر نفسه تم في البيت الأبيض مع الاحتفاظ بمسافة كافية لعدم توجيه دعوة علنية للمالكي أن يتنحى، ولو على غرار مسرحية دعوات مماثلة دأب أوباما على توجيهها لسفاح الشام بشار الأسد، بينما ينصبّ الجهد الأكبر على منع الثوار من التسلح!!
لكن طاغية بغداد نور المالكي رفض القبول بتأليف حكومة "وحدة وطنية"، حتى بصيغتها المقترحة من سيده السياسي والعسكري أوباما والمُؤَيَّدة من سيده الديني الفارسي علي السيستاني، وهي صيغة مواربة تجعل بقاء الجزار في منصبه أمراً مسكوتاً عنه، في تورية ماكرة لعلها تمر على الثوار المثابرين على تقدمهم على الأرض.

 

بالطبع، ما من عاقل يقف عند الأدلة الكاريكاتيرية التي ساقها المالكي لتبرير رفضه طوق النجاة الوحيد الذي يمكن بوساطته إنقاذ ما تبقى من العراق.. مثل تهريجه المثير للسخرية من أن حكومة الإنقاذ الوطني تهدف إلى إنهاء الديموقراطية التي ينعم بها العراق!!!! فبئست الديموقراطية التي جاءت على متن الدبابات الغازية، وبئس المتشدق بها وهو الذي فرضه المحتلان: الأمريكي والإيراني رئيساً للوزراء للمرة الثانية عقب انتخابات 2010م التي فازت بها قائمة العراقية بزعامة إياد علاوي.
فإذا تجاوز المرء الفاصل الترفيهي الذي يقدمه المالكي، فإن السؤال الموضوعي يقول: على أي شيء يراهن مندوب الاحتلالين لكي يصر على تعنته،مع أنه مهزوم عسكرياً وسياسياً؟

 

هو يدرك أن إيران بذلت كل ما في جعبتها لتعويمه والاستمرار في فرضه على ملايين العراقيين عنوة، ولم يعد في وسعها فعل المزيد..
وهو يعي أن يد واشنطن مغلولة لأسباب عملية وليست ثمرة عفة نفس لا وجود لها في قاموس القوم..
إن كل ما تستطيع أمريكا فعله لتخليص صبيها العراقي من ورطته القاتلة، لا يتجاوز الخبرة الإجرامية التي أسست بموجبها جيش الطائفة وأجهزته القمعية،فأثبتا فشلهما الذريع عند أول امتحان جاد..

 

ولذلك طار مستشارو القتل فوصلوا إلى عاصمة الرشيد المحتلة بالتزامن مع وصول وزير خارجيتهم جون كيري،الذي ضغط على الكرد، لعلهم يُسْدُون له خدمة إنقاذ المالكي مجاناً!! لكنه فوجئ بتصلب مسعود البرزاني الذي يتهم المالكي علانية بالمسؤولية عن كل ما يعانيه العراق والعراقيون منذ سنوات.. فقد رفضت أربيل أي مسعى لكي تتصدر المشهد،ما دام المالكي جزءاً منه..

 

فهل يراهن المالكي بل سيده خامنئي على تقسيم العراق، وابتلاع الجنوب وجزء من الوسط،واختطاف بغداد لرمزيتها المشحونة بالحقد المجوسي الجديد عليها،واختطافها ممكن في رأيهم لأنهم عملوا على تغيير تركيبتها السكانية بتهجير أهل السنة منها ومن محيطها القريب؟

ربما تكون هذه القراءة هي الأقرب إلى نمط تفكير الصفويين الجدد، ولا سيما أن الكرد ألمحوا إلى إمكان استغلال الواقع الجديد لإعلان انفصالهم عن العراق..
وأبواق الصفويين تناولت هذا الاحتمال، وزعمت أن تحقيقه سهل عليهم، لولا " حرصهم الكبير" على العراق الموحد،وأن أكثر نفط العراق يجري من تحتهم!!

 

مع ذلك، لا يبدو أن التقسيم هو الخيار الأول لطهران وأذيالها في العراق الأسير،ليس حباً بوحدة العراق التي يدّعون الهيام بها،ويعلم الجميع أنهم كاذبون..وإنما لأن خسارتهم وسط العراق وغربه يعني انقطاع شرايين التواصل الصفوية مع الصبي الآخر في دمشق..

 

فلعل الثوار الأحرار يريحوننا من هذه الاحتمالات كلها فيحررون بغداد وسائر أرض الرافدين من رجس الاحتلال صليبيه وصفويه..