26 رجب 1435

السؤال

هل يجوز دعاء الله بقولنا "يا ساتر" على أنه وصف لله وليس اسما، كما نقول: اللهم يا مقلب القلوب؟

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، أما بعد:
فإن من أسماء الله: الغفور والغفَّار، ومن صفاته سبحانه: المغفرة، قال المفسرون وأهل اللغة: الغَفْر بمعنى السَّتْر، وغَفْرُ الذنوب من ستر العيوب، وهو تعالى يغفر الذنوب ويستر العيوب، وفي الحديث: (من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة)، لكن لم يرد لفظ ساتر وستار في أسماء الله، ولكن معناهما حقٌّ، وجاء في الحديث الصحيح: (إن الله عز وجل حليمٌ، حييٌ ستِّيرٌ يُحبّ الحياءَ والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر)، فدل الحديث على أن من أسمائه تعالى الستِّير، وهي صيغة مبالغة تدل على الكثرة، كستَّار، وعليه؛ فلا حرج في دعائه تعالى بيا ساتر ويا ستَّار ويا ستير، ولفظ ستَّار وستِّير أدلُّ على المعنى، فهما أولى من ساتر، وإذا قرن بهما ما يزيدهما تخصيصا، كالإضافة وأل، كما تقول: يا ستَّار العيوب، أو: اللهم أنت السَّتَّار، ونحو ذلك؛ كان حسَنًا، وأسماء الله منها ما هو مختص به تعالى لا يطلق على غيره، مثل رب العالمين وخير الناصرين ومقلب القلوب، ومنها ما لا يختص به، فيطلق على المخلوق على ما يليق به، ويطلق على الخالق كما يليق به، مثل: السميع والعليم والعزيز والحكيم، ومنها ما لا يكاد ينصرف إلى غيره تعالى عند إطلاقه؛ كالقُدُّوس والصَّمَد، فعلم مما تقدم خطأ من يظن أن الاسم المشتق من بعض أفعاله سبحانه صفةٌ لا اسمٌ، مثل مقلب القلوب والفعَّال لما يريد، فهذا اسمان وصفتان. وذلك أن من القواعد المقررة أن كل اسم من أسماء الله متضمن لصفة، مثل الرحمن الرحيم واللطيف الخبير والسميع العليم. والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم