3 جمادى الثانية 1434

السؤال

صدمني حال كثير من الشباب خصوصاً أنهم تحت سن ٢٣ لهم معرفات بتويتر إباحية ويتواعدون بينهم بكل يسر وسهوله هل لهؤلاء حل.. أنتظر الرد

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الأخت الكريمة
لا ينبغي عليك أن تصدمي، بل هذا هو المتوقع العام من الناس بالعموم خصوصا من ضعف عندهم وازع الإيمان وبعد عنهم الإطار المرجعي الإيماني.
ما يمكن أن يحزن بحق هو أن يقع في ذلك شباب يعرفون دينهم ويعرفون ضوابطه وأحكامه، لكنهم اتبعوا هوى نفوسهم فارتكبوا من الآثام ما ثقل به كاهلهم وتضاعف به عليه أثر الران على قلوبهم فصار صعباً عليهم ترك الذنب بل ربما انقلب الذنب الصغير عليهم كبيراً.
الحل حقيقة يكمن في خطوات تبدأ من ترسيخ القيم في نفوسهم منذ الصغر، ومن أهمها قيمة المراقبة، فإن الله يرى ويسمع سبحانه، وينبغي على الآباء ترسيخ المراقبة في نفوس الأبناء ترسيخاً وثيقاً، وقد اهتم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كثيراً، ومن ذلك قوله لابن عباس رضي الله عنه بينما كان غلاما رديفا له: "احفظ الله يحفظك".
كذلك من المهم أن يرعى الأبوان عدم انفراد أبنائهم في سن المراهقة بأجهزة الكمبيوتر ومثالها، بل يضعونها في أماكن مشاهدة يسهل مراقبتها.
والحفاظ على الصلوات والأذكار في الصباح والمساء معينة لهم على التغلب على هوى نفوسهم كذلك.
المشكلة التي تطل برأسها دوما هي عدم معرفة الشاب كيفية السيطرة على نفسه إذا هي سقطت في ذنب، فتراه يسترسل معها ويولد الذنب بالذنب حتى يصل إلى الكبائر والعياذ بالله.
وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم كيفية علاج ذلك عبر بعض خطوات، فمنها "وأتبع السيئة الحسنة تمحها"، فإذا أخطأ أحدٌ فعليه فوراً أن يستغفر وأن يتبع ذنبه حسنة لتمحها وليتغلب على الشيطان.
ومنها أيضا أن يقطع العلائق عن الذنب فليترك مكانه (كما في قصة الذي قتل نفوسا فأمره العالِم أن يغادر المكان)، وكذلك أن يغير الأصدقاء {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الكهف: من الآية28].
ثم يلزمنا كمجتمع مؤمن أن نتيح محاضرات ودروس وتوجيهات الأمان لهؤلاء الشباب الذين هم بحاجة ماسة لمن يبصرهم وينصحهم ويعلمهم.
كذلك على مؤسسات المجتمع أن تنشر ثقافة طرد تلك النماذج من المجتمعات، ونبذها، والتحذير منها، وتبيين مخاطرها.
والله من وراء القصد.