أنت هنا

بشار يستنجد بـ"أعمامه" اليهود
24 ربيع الأول 1434
موقع المسلم

صحيح أن بشار الأسد أحمق وأبله لكن ليس إلى درجة أن يتصور قدرته على نقل صواريخه وأسلحته الكيميائية إلى لبنان من دون أن يكتشفه سادته الأمريكيون واليهود، فهو يعلم علم اليقين أنهم يتابعونه على مدار الساعة حتى في غرفة نومه!! إنهم لا يتركون عملاءهم يسرحون ويمرحون على هواهم، فالغرب لا يثق بأدواته ولذلك يراقبهم مثلما يراقب أعداءه وربما أشد، خشية لعبهم لحسابهم أو أن يكونوا عملاء مزدوجين.وهنالك يتقرر التخلص منهم بلا رحمة.

 

نحن هنا لا نستنتج وإنما نعتمد على وقائع ثابتة ومكشوفة، فالصهاينة دمروا موقعاً عسكرياً شديد السرية في أقصى شمال شرقي سوريا، فدخلوا بهدوء وفككوا ما أرادوا تفكيكه ثم لغموا المكان ثم تكفل طيرانهم  ببقية المهمة، بينما كان الرئيس "المقاوم الممانع" مشغولاً مع أجهزة أمنه بمطاردة مواطنيه لحظة بلحظة، أين يسهرون وماذا يقولون عن نظامه .....

 

بعض الناس سارعوا إلى قراءة واقعة تهريب بشار أسلحة لحسن نصر الله وغارة الطيران الصهيوني التي أجهضت العملية، على أنها خطوة استباقية من طاغية الشام لسقوطه المتسارع، لكي ينقل السلاح الأكثر أهمية إلى عضو فاعل في الحلف الصفوي ولئلا يقع في أيدي أعدائه ثوار سوريا.

 

غير أننا استناداً على الخلفية المؤكدة التي أشرنا إلى عناوينها في مستهل الكلمة، نكاد نجزم   بأن محاولة عصابات بشار تهريب أسلحة لحزب اللات في لبنان لم تكن جادة جملة وتفصيلاً، وإنما هي لعبة لها هدف غير ذلك بكل يقين.والأرجح أن نيرون الشام أدرك حتمية هزيمته أمام الثوار الشجعان بالرغم من تواطؤ الغرب والشرق مع جرائمه، إذ نجحوا في منع الجيش السوري الحر من شراء أي سلاح قادر على التصدي لطيرانه الخسيس الذي يدك المدن والقرى فوق رؤوس المدنيين العزل.فالخطوة مدروسة وغايتها الجلية تتلخص في استدراج ضربة صهيونية حتمية، يمكنه توظيفها دعائياً في مسرحية اتهاماته الوضيعة للشعب السوري بأن احتجاجاته تجري في نطاق مخطط أمريكي صهيوني!!

 

بالطبع يمكن مواجهة هذه القراءة باعتراضين، أولهما:أن الأكثرية الساحقة من السوريين والعرب والمسلمين والأجانب لا يأخذون أراجيف النظام هذه مأخذ الجد، لأنها مكرورة وممجوجة وليس لها سند واقعي، بل إن واقعه ينطق بنقيضها تماماً فهو أهم كلب حراسة للكيان الصهيوني.والقلة الببغاوية المأجورة التي تصدقه نتيجة حقدها ومصالحها الدنيئة أولغبائها المضحك،  لا تحتاج إلى براهين تشهد لرواياته المختلقة.
والاعتراض الآخر:أن الغارة اليهودية سوف تحرجه لأنها تؤكد رضوخه لعربدة اليهود دون أي رد يحفظ ماء وجهه-على افتراض أن في وجهه القبيح ماء-!!

 

في تقديرنا المبني على سيرة آل الأسد العملاء كابراً عن كابر، لم تكن لدى الأسد الصبي أي أوهام مما يظنه نفر من المحللين، فغايته الجلية هي استدراج حرب إقليمية واسعة مع سادته في تل أبيب ليتاح له خلط الأوراق، والتغطية كلياً على الثورة التي توشك أن تقتلعه من جذوره لنتهي نهاية واحد من أسلافه الطواغيت المخلوعين:القذافي أو ابن علي تحديداً، أي الهلاك على أيدي الجيش الحر أو الفرار من سوريا كلها أو من دمشق إلى القرى النصيرية.

 

ولعل من المفيد هنا أن يلاحظ المرء تهييج الأبواق الرافضية للنظام بأن يرد على الغارة اليهودية الأخيرة تحديداً، بينما دأبوا من قبل على تبرير خنوعه أمام كل ضربة صهيونية مهينة لصورته المزعومة كمقاوم وحيد في المنطقة.وليس خافياً على ذوي الألباب أن أحمق الشام سعى بتحريض ملالي قم إلى استدراج تركيا إلى مواجهة عسكرية مباشرة بالرغم من تهافت جيشه الذي لم ينتصر في تاريخ البعث إلا على الشعب السوري الأعزل!!وذلك لتغيير هوية الصراع من ثورة شعب مظلوم على طاغية خائن إلى صورة حرب متوسطة تتيح لخامنئي دخول المعركة صراحة لا تقية!!

 

والصهاينة لا يلعبون حتى مع عميل مخلص لهم مثل بشار، فأمن كيانهم لا يقبل المزاح،  وهم سوف يضربون بشراسة إذا تجاوز صبيهم حدوده مهما كان مضطراً.بل إن نتنياهو لا يخفي حرصه على استكمال تدمير سوريا ما دام كلب حراسته فيها مهدداً بالزوال.