21 جمادى الثانية 1434

السؤال

السلام عليكم.. لدي تساؤل! كيف يكون حال المعلم في مراعاة بعض الطلاب من ذوي الحالات الخاصة مثل (طالب يتيم).. كيف يستطيع أن يكون في حالة عدل ومساواة.. كيف يضبط اتجاهات طلابه الآخرين نحو هذه الحالة.. هل لك أن تبصرني بما تراه حول هذه الحالة وأشباهها؟

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

السائل الكريم:
أستطيع أن أؤكد معك على عدة نقاط يمكن أن تنفعك في هذا السبيل وهي:
أولا: ليس من فقه التربية أن تظهر اهتماما فائقا لأحد الطلاب على غيره أياً كان حاله، بل تعامل الجميع بنفس المستوى، نعم يمكن في بعض المواقف التشجيع والدعم النفسي، لكن لا يكون ذلك واضحاً للأقران ولا يكون ظاهراً للشخص نفسه إلا بمقدار الملح على الطعام.
ثانيا: الدعم النفسي شيء مهم للغاية، وأهم ما فيه إشعاره أنه ليس وحده، وأنك معه كأخ وصديق، بل كأب في بعض الأحيان.
ثالثا: ما يسميه علماء النفس بـ"التفريغ الوجداني" مهم للغاية، وهو يعني محادثة صاحب الشكوى أو المعاناة حديثاً يجعله يتكلم عن نفسه وآلامه ومشكلاته، فلتدعه يتحدث ويحكي عما يؤلمه ليجد من يسمعه.
رابعا: كذلك نوجهه لأن يبث شكواه دوما لله سبحانه ونعرفه مواطن المناجاة.
خامسا: دورك يبرز بتبسيط المواقف عليه وتذليل المشكلات.
سادسا: التقوية الإيمانية أساس في التعامل التربوي مع أهل الظروف المختلفة، فالدعم الإيماني أصل ينبغي أن نهتم به، بربطه بالله سبحانه وبذكره والإيمان به والتوكل عليه وغيره.
سابعا: يمكنك إمداده ببعض البرامج التنموية على مستوى الأداء الشخصي أو الاهتمام بمهارات الإبداع عنده فقلما يكون بين هؤلاء من يهتم الناس لأمرهم ولا لتميزهم وستجد بينهم مبدعين وعباقرة.
ثامنا: يمكنك توجيه جماعة الفصل أو جماعة التعليم تجاه هذا الشخص بذكر ما يتميز فيه معهم، وإعطائه الفرصة لعرضها عليهم، كذلك ما يمكن أن يكون ثنائية أو ثلاثية يكون هو أحد أفرادها مع الحرص على إشعارهم بشعور الوحدة والمحبة.
تاسعا: لا يمكنك أن تقوم بكل ذلك وحدك، ولكن أشرك فيه المعلمين الآخرين والمحيطين به ممن يدرك ويفهم ما تفعل.
وفقك الله.