10 ربيع الثاني 1433

السؤال

ما حكم الاتكاء على المصحف، وأيضاً ألاحظ أن بعضاً من المصلين يمد رجليه إلى الصندوق الذي يحمل المصاحف، فما حكم مثل هذا العمل ؟

أجاب عنها:
د.عبدالكريم الخضير

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فالاتكاء على المصحف محرم؛ لأنه امتهان وابتذال لكلام الله -جل وعلا-، وقُل مثل هذا، إذا قصد وضع شيء عليه، لا شك أن هذا امتهان لكلام الله -جل وعلا-، الذي هو أشرف الكلام، وفضله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه، فالواجب على المسلم احترام كلام الله -جل وعلا-، وإذا كان تعظيم الشعائر من تقوى القلوب، فتعظيم كلام الله -جل وعلا- الذي هو صفة من صفاته من باب أولى، بل هو فرع من تعظيمه. في الآداب الشرعية لابن مفلح يقول: يكره توسد المصحف، والمراد بالكراهة هنا لا شك أنها كراهة تحريم، الكراهة هنا كراهة تحريم؛ لأن هذا لا شك أنه ابتذال وامتهان.
وأما مدّ الرجلين إلى المصحف أو إلى ما يوضع فيه المصحف فهذا مثله امتهان وابتذال، لكنه فيما يظهر أخف من مسألة المباشرة للامتهان بالاتكاء أوالاضطجاع أو توسد المصحف هذا مع القصد.
أما إن حصل هذا من غير قصد فالأمر فيه سهل، يعني فرق بين أن تقصد الاتكاء من غير قصد امتهان وابتذال، هذا مرحلة، هذا لا يجوز.
فإذا قصد الامتهان والابتذال فالأمر أعظم، هذا أمر من عظائم الأمور، أما إذا حصل شيء من غير قصد، ولا انتباه، كمن يحمل كتباً مثلاً وينقلها من مكان إلى مكان فوجد بينها مصحف مثلاً فوقه كتب من كتب العلم أو غيرها من الكتب، هذا يمكن غير مقصود، فالأمر فيه سهل وإلا فالأصل أن ترتب هذه الكتب على حسب شرفها، وأهل العلم ذكروا مثل كتب أدب، تواريخ، وما أشبه ذلك، كتب العربية، قواميس اللغة، تجعل تحت كتب الفقه مثلاً، وكتب الفقه تجعل تحت كتب الحديث، وكتب الحديث تجعل تحت كتب التفسير، مع أنه ينبغي أن يفرق بين كتب الحديث الصرف من كتب التفسير التي فيها تفسير بالرأي، فيجعل الحديث باعتبار كلام الرسول -عليه الصلاة والسلام- فوق كتب التفسير التي غالبها تفسير بالرأي، أما إن كانت تفاسير بالأثر فحكمها حكم كتب الحديث، ثم بعد ذلك يأتي كلام الله -جل وعلا- فوق الجميع.

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .