أنت هنا

بطريرك الموارنة ضد حرية السوريين
21 شوال 1432
موقع المسلم

مفاجأة الموسم جاءت على يد البطريرك الماروني بطرس الراعي، خلال زيارته الأخيرة إلى فرنسا، إذ أعلن أنه  يريد  من الغرب عدم التعجل في الدعوة إلى تغيير الأنظمة السياسية في المنطقة لئلا تأتي أنظمة أسوأ منها أصولية تحديداً!!

 

طبعاً هذا التعويم والتمييع-التحدث عن المنطقة!! - مقصود لأنه لا يعني سوى إقناع سادته هناك بإبقاء نظام بشار الأسد فوق رقاب السوريين الثائرين على ظلمه وظلم أبيه لهم من قبل.. فالراعي لا يتحدث عن اليمن ولا عن ليبيا..وبعد مواربة جهر الراعي بمكنونات صدره من انحياز مطلق إلى جانب النظام الدموي وعداء تام للشعب السوري الثائر على ظلم مستمر منذ 41عاماً!! 

 

فأين وجد الأصولية في شعارات المتظاهرين السوريين الصريحة عن الوحدة الوطنية بالرغم من امتناع النصارى عن التحرك لأن كهنتهم يودون بقاء النظام ليس لأنه علماني مثلما يكذب ولكن لأنه طائفي  ولا يضطهد سوى الأكثرية السنية !! وهل نسي مجازر الأسد في لبنان حتى ضد النصارى؟

 

فمن اغتال رموز النصارى والسنة والدروز ... وهل تناسى زعيم الموارنة ألوف المفقودين اللبنانيين في غياهب سجون حافظ ثم بشار الأسد وأكثر هؤلاء من رعية الراعي الذي لم يكن أميناً معها وباع حاضرها ومستقبلها في مشروع فاشل لبناء تحالف الأقليات..
يدعي البطريرك أنه يخشى من سيطرة الإخوان المسلمين على سوريا ثم تحالفهم مع سنة لبنان ضد نصاراه!!
ونحن نسأل هذا الحقود الدجال:من صنع لبنان كدولة أليس تفاهم الموارنة والسنة في عام 1943 ؟

 

وعندما حكم أهل السنة سوريا طويلاً  كان للأقليات موقع بدده الاستبداد النصيري في ما بعد، وإلا فليدلنا البطريرك على نصراني في الدولة الأسدية يضاهي موقع فارس الخوري في عهد استقلال سوريا  وربيعها الحر الذي اغتاله البعث عام1963م!! وهل اعتدى هؤلاء الحاكمون السنة على دم لبناني واحد أو ماله أو كرامته؟
والراعي يعلم أن نقيض ذلك كله حدث على يد النظام الذي يريد البطريرك الماروني  تأبيده فوق رقاب السوريين!!

 

ولماذا يخيفه إسلاميو السنة العزل المسالمون قديماً وحديثاً،  لكنه لا يخاف من أصولية رافضية مسلحة بقوة مرعبة لخصومها وتسيطر على البلد ووراءها مشروع إيراني يرى العميان فداحة أخطاره؟بل إن الرجل يؤيد بقاء هذه القوة الهمجية التي تأتمر بأوامر خامنئي!!
أليس أهل السنة هم الطائفة الوحيدة في الحرب الأهلية الذين لم يكن لهم ميليشيا كسائر الآخرين ؟
أليس تحالف نصارى عون ونصر الله قد أقصى أهل السنة وهمشمهم فهل يريد رجل "السلام" و"التسامح" لهم مزيداً من الاضطهاد؟

 

وما علاقة بطريرك موارنة لبنان بمستقبل السوريين ؟ وهل أعطاه السوريون وكالة؟وكم نسبة النصارى في سوريا حتى يقرر لنا البقاء تحت نظام لا مثيل له في وحشيته ودمويته لمجرد أن الراعي يظن أن أهل السنة سيؤذون نصارى لبنان؟
هل يريد تجديد ذكريات البشرية الأليمة عن تحالف الكنيسة مع طواغيت الغرب في القرون الوسطى؟

 

أم أنه –كما بدا من حراكه داخل لبنان نفسه-يؤيد على استحياء هوس ميشيل عون المفتون بمشروع إسرائيل وطهران لتشييد حلف الأقليات على يد الأسد وحسن نصر الله؟
وهل نسي هذا الأفاق أن أهل السنة العثمانيين حكموا المنطقة زهاء4قرون ولو كانوا كما يزعم لما تركوا أسلافه في لبنان البتة!! وقبلهم تم فتح الشام على يد الصحابة الأبرار ولو كانوا مثل رهطه لما بقي صليب في كل المنطقة!!

 

لقد كنا تحدثنا هنا مرات ومنذ سنوات عن خطة خبيثة لتشييد تحالف الأقليات لحماية الكيان الصهيوني، برعاية أمريكية وتواطؤ إيراني، وكان السذج يتهموننا بالمبالغة، فماذا يقولون اليوم بعد أن غدا التآمر علنياً مفضوحاً؟!
وهنا نستذكر حكمة شعبية بليغة تقول: الذي لا يرى من الغربال يكون أعمى!!