27 جمادى الأول 1432

السؤال

يقوم بعض الشباب المتحمس في بعض الدول العربية بمهاجمة السياح بل وقتلهم إرهابًا لهم وضغطًا على دولهم، فهل لهم ذلك شرعًا؟ وبماذا تنصحونهم عند تعاملهم مع السياح ؟

أجاب عنها:
د. عبد الله الجبرين رحمه الله

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد.
فلا يجوز لهم ذلك إن كان السائح من المسلمين، أو من المعاهدين، ولو كانوا من العصاة أو المخالفين للتعاليم والتقاليد، ولو ظهر منهم فسوق أو فساد، بل عليهم نصحهم، وتخويفهم، ودعوتهم إلى الحق، وتحذيرهم من المعاصي، ولو كانوا قاصدين لها، فقد يكون غرض بعض السائحين شرب الخمور، أو فعل فاحشة الزنا، أو مشاهدة المغنين والمطربين، وحضور المحلات التي يكثر فيها الاختلاط والفساد، فإن كانوا من المسلمين فلا يحل قتالهم أو مهاجمتهم من أفراد الشعب، بل على الولاة والرؤساء أخذ التعهد عليهم عند قدومهم للسياحة، ومنعهم من فعل ما يخالف الدين، أو ما فيه معصية لولاة الأمور، وتحذير من يخالف التعهد بالسجن أو التنكيل، أو الطرد والإبعاد، فأما إن كان السائح من الكفار كالنصارى، والبوذيين، والهندوس، والرافضة، والصهاينة، ونحوهم ممن لهم عهد وذمة، وأمان، وقد دخل بإذن الدولة لمصلحته أو لمصلحة البلاد التي دخلها، فلا يجوز أن يهاجم، ولا يؤذي، ولا يقتل، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة) رواه البخاري. ولقول الله تعالى: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ).
فعلى الشباب المتحمس أن يدعوهم إلى الإسلام، ويشرح لهم تعاليمه، رجاء أن يمن الله عليهم بالهداية، أما إذا كان السائحون من المحاربين كاليهود والصرب الصليبيين ونحوهم، فأرى عدم تمكينهم من دخول بلاد الإسلام إلا بأمان، لسبب، ولا بأس أن يؤذى أفرادهم، ويهاجموا، لظهور عداوتهم للإسلام، وأهله. والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.