أنت هنا

موقع المسلم
4 صفر 1432
موقع المسلم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين     وبعد
فلم يزل الطموح إلى تقديم كلمة متزنة هادفة تحمل في طياتها منهجاً وسطاً رائداً، شاغلاً يسكن قلوب وعقول المصلحين، وتظل القدرة على تحقيق ذلك، والمواءمة بين الإمكانات الذهنية والفكرية والعلمية وذلك الهدف تحدياً يقصر بالكثير عن المضي إلى الأمام لتحقيق ذلك؛ فبقدر ما يتسع فضاء الانترنت لكثير من ألوان العمل الدعوي الإسلامي، وتتنوع أطيافه وأشكاله، بقدر ما يضيق على المتنافسين في تقديم رؤية ونظرة معمقة لحال الأمة الإسلامية في شتى تنوعات حاجاتها المعرفية والإيمانية وقضاياها المعاصرة على الأصعدة التربوية والعلمية والسياسية والاقتصادية وغيرها.

 

 

ومن هذا المنطلق، كانت محاولتنا في موقع "المسلم" لمقاربة تفي لشعارنا الذي رفعناه أمام أعيننا قبل زوارنا.. "حينما تصنع الكلمة المنهج" بما يترجمه إلى لغة واقعية تتنوع مفرداتها في مجالات الثقافة المتعددة، وتقطع المسافات في اتجاهاتها المختلفة ثم تلتقي عند المنهج الوسطي الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لأمته.

 

 

وكانت هذه أهدافه التي لم تغب يوماً عنا حين أنشئ الموقع أول مرة قبل أكثر من سبعة أعوام، بل وقتما برقت الفكرة في أذهان المؤسسين قبل عقد من الزمان، وتتمثل فيما يلي:
1. الالتزام بمنهج الوسطية، وتعميق هذا الأصل لدى الأمة أفراداً وجماعات، بعيداً عما لحق بهذا الأصل من مفاهيم مغلوطة، كالتنازل والتساهل، وتمييع قضايا الدين، بحجة الوسطية، وإنما نعني به المنهج الصحيح الذي جاء مؤصلاً في الكتاب والسنة، والتزم به سلف هذه الأمة، مستهدين بقوله سبحانه( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس)، وبقوله صلى الله عليه وسلم(يسِّرا ولا تعسِّرا وبشِّرا ولا تنفِّرا، وتطاوعا ولا تختلفا) وبقوله( إنما بعثتم ميسرين) مع ترسيخ هذا المنهج، وبيان أهمية الاطراد والثبات عليه، وخطورة الاضطراب الذي وقع فيه كثير من العاملين في ساحة الدعوة، أفراداً، وجماعات، ومؤسسات، مما عاق المسيرة وأساء إلى صفاء الإسلام ونقائه وشموليته، مع التأكيد على أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
2. نشر العلم الشرعي وتصحيح العقيدة، والتركيز على فقه النوازل، انطلاقاً من شمولية الإسلام وعالميته وكماله، وقدرته على مواجهة المستجدات، ومعالجة الحوادث، دون انحراف أو خلل، مستهدين بقوله سبحانه (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) وبقوله (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً).
3. البناء التربوي المؤصَّل، بوسائله الفردية والجماعية، بعيداً عن المحدثات والبدع، والإفادة من التجارب الثرية التي سبق إليها العاملون في حقل الدعوة والتربية والتعليم، مع بيان أن البناء التراكمي المتزن من أنجح وسائل التربية، وأكثرها أثراً.
4. رفع مستوى الوعي لدى الأمة عموماً، وطلاب العلم والدعاة والمربين خصوصاً، وذلك بتأصيل فقه الواقع، وبيان منطلقاته الشرعية، وحاجة الناس إليه، وتجنيبهم الوسائل التي تعود بالضرر، وتبعدهم عن الدين الصحيح، والفهم السليم، والمساهمة في إنشاء جيل قادر على مقارعة الحجة بالحجة، والدعوى بالبرهان، وبناء المواقف على دراسات علمية، وأصول معتبرة، لا على الظن والتخمين وردود الأفعال.

 

 

لقد مر بعدها موقع المسلم بعدة مراحل، حاول فيها التدرج نحو بلوغ غايات ربما سبقته إليها بعض وسائل الإعلام من الناحية المهنية البحتة، لكنه أدرك أن المحافظة على المنهجية يفرض عليه التأني في خطواته وتلمس موضع قدمه في كل بقعة خطاها وكل قضية تناولها؛ فشق طريق صعوده واكتسب مصداقية بين قرائه والتزم بثوابت جهد ألا يحيد عنها قيد أنملة، ودخل الآن عامه الثامن بعد عدة عمليات تطويرية لم تتوقف عند نسخته الجديدة التي أطلقها قبل شهر، بل استمرت مسيرته المهنية؛ فكان ثباته عند حدود المنهج وحركته في اتجاه كل جديد يلبي لقرائه ما يتطلعون إليه، وفضائه حيث التطور التحريري والفني، ورفع شعاراً يحدوه نحو المفيد، وبث الوعي وإضاءة الطريق، حيث تصنع الكلمة المنهاج والسبيل.

 

واعتمد ثلاثة روافد تبني الشخصية المسلمة المتكاملة، فهم الواقع، والتربية الصالحة، والعلم الشرعي، بتدفق متنوع من المواد المكتوبة والمطبوعة والمرئية لعلماء ودعاة ومفكرين وكتاب اختيرت كلمات بدقة لتصنع المنهج.