أنت هنا

من يحرك حزب العمال الكردستاني؟!
13 شوال 1428
أ.د عمر المفدى

ما الذي يدفع حزب العمال الكردستاني إلى تسخين الأوضاع على الساحة الكردية على الحدود ما بين العراق وتركيا في هذا التوقيت بالذات؟ <BR>التوقيت ليس بريئاً بطبيعة الحال وسوف لن يمنح قضية الحزب عدالة افتراضية؛ فهو حين يتزامن مع تصعيد أمريكي مع الأتراك ويعقب قرار الكونجرس الأمريكي غير الإلزامي بتقسيم العراق، يصب في الصالح الأمريكي أكثر مما يفيد الأكراد. <BR>وحزب العمال الكردستاني الذي يتخذ من جبال كردستان الوعرة معقلاً له قام على أسس يسارية لكنه عاد كغالب اليساريين في "الشرق الأوسط" ليراهن على الفرس الرابح في الصعيد الدولي، وهو في نظره الآن الولايات المتحدة الأمريكية التي تفردت لحد كبير بالنمط الامبراطوري العصي على الانهيار حتى الآن.<BR>الحزب وزعامته لابد تلقوا تطمينات معينة من جهة ما حدت بهم إلى استخدام السلاح المفقود أمريكياً في إقليم كردستان أو بالأحرى المسرب أمريكياً حسب بعض الخبراء الاستراتيجيين المصريين في النيل من الجنود الأتراك عبر شن هجمات نوعية مستفزة في الآونة الأخيرة..<BR>نعود إلى السؤال، ما الذي يدفع حزب العمال إلى ارتكاب هذه الحماقة العسكرية؟ ما الذي يبعث له رسائل الطمأنينة إلى أن النظام التركي المكلوم في جيشه لن يسعى إلى تنفيذ حكم الإعدام بحق زعيم الحزب عبد الله أوجلان المسجون لدى تركيا منذ سنوات طوال بانتظار إعدام لم ينفذ نتاج الضغوط الغربية؟ ثم ما الفائدة العائدة على الحزب وهو يدرك أن أي جيش في العالم لن يتردد هذه المرة في الرد القاسي عليه على الأقل انتصاراً للكرامة الوطنية التي أهدرها الحزب في جبال كردستان فضلاً عن أن يكون جيش تركيا العنيد؟ ثم ما الذي وجده الحزب من قوة لدى داعميه تسمح له بشن هجمات بالوكالة عنهم في وقت يشعر هؤلاء بأنهم في أضعف حالة عسكرية عرفها تاريخهم العسكري بعدما لطخته المقاومة العراقية البطلة في كامل ربوع العراق؟ <BR>لاشك أن مثل هذه الأسئلة تستحث إجاباتها إلى المرور فوق الحالة السائلة للوضع في "الشرق الأوسط"، والذي يرهص بتغيرات جمة؛ فالحزب قد أضحى ألعوبة كغيره من القوى الكردية العلمانية في يد الولايات المتحدة تأتمر بأمرها، وتتحرك وفق أجندتها وأسلوبها، وعليه لا يبدو التناوش الحادث على الحدود التركية/العراقية صاباً في مصلحة الأكراد وإنما في الأساس يدفع هؤلاء إلى مزيد من التسول الدولي للحماية من الهجوم التركي المزمع وهو ما يمكن أن يدفع ثمنه غير المقيمين في الكهوف والجبال والوعرة من الأكراد الآمنين الذين بات عليهم أن يكونوا بين كفي رحى لا ترحم.. <BR>ربما الإجابة يسيرة على اسم الجهة التي أضحت تحرك حزب العمال الكردستاني، لكن الأصعب في القضية هو فتح ملفات التقسيم هذه المرة على مصارعها، ودخول مشروعات الفك والتركيب الجديدة حيز التنفيذ. <BR><br>