أنت هنا

مذكرة حول الحرب الدينية التي تشنها حكومة فتح في الضفة
10 رمضان 1431

بسم الله الرحمن الرحيم
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }(البقرة: 114)
في الوقت الذي استقبل فيه شعبنا وأمتنا شهر رمضان المبارك بكل عزيمة وإيمان والتحاف في بيوت الله عز وجل ، تستقبل الضفة الغربية رمضان بحرب دينية وحملة ضد الأخلاق والقيم فمساجدها تشتكي إلى الله ومنابرها تبكي فرسانها وأئمتها وروادها ودعاتها يزجون في سجون فتح فضلاً عن الاحتلال ويلاحقون على الكلمة ويفصلون من مواقعهم في مشهد غريب ربما لم تمر بها الضفة من قبل حتى في ظل قبضة الاحتلال المستحكمة ، إن هذه الخطة الخبيثة تهدف إلى صد الناس عن المساجد ومنع المساجد من أداء رسالتها الربانية ودورها الإسلامي لمحاربة شعبنا في الضفة دينياً بعد أن حاربوه سياسياً وأمنياً وعسكرياً لخلع ثوب الإيمان من قلوب الشعب .
ونحن هنا نعرض بعض النماذج من مخطط سلطة فتح ضد القيم وضد الدين والأخلاق:

 

أولاً: رفض "وزارة أوقاف الضفة" تعيين أئمة وخطباء ومؤذنين وخدّام لنحو ألف مسجد في الضفة، في الوقت الذي يعين فيه عشرات الآلاف في الأجهزة الأمنية المختلفة من أجل ملاحقة المقاومة والتعاون مع الاحتلال. وفي ذات السياق ترفض هذه الوزارة تعيين موظفين جدد مكان كل من ينهي خدمته الوظيفية بهدف تفريغ المساجد من الأئمة والخطباء
ثانياً: إجبار "وزارة أوقاف الضفة" خطباء المساجد على إلقاء خطبة موحدة تعدها وتوزعها عليهم، وتعاقب من يرفض ذلك من الخطباء، وهو ما يؤكد سياسة تسييس المساجد وتوجيهها بما يوافق هوى " سلطة فتح".
ثالثاً: منع الشيخ حامد البيتاوي خطيب المسجد الأقصى ورئيس رابطة علماء فلسطين والشيخ نايف الرجوب وزير الأوقاف السابق ومئات العلماء من ذوي الكفاءة والتأثير من الخطابة في المساجد .
رابعاً: منع العلماء والدعاة والغيورين على دينهم ووطنهم وشعبهم، من إلقاء الدروس والمواعظ الدينية، ومحاسبة كل إمام مسجد يلقى موعظة في مسجده.
خامساً: تعيين خطباء أو وعاظ غير مؤهلين لا يحملون إلا الثانوية العامة على أحسن تقدير وهو ما يزيد النفور عند الناس.
سادساً: استبعاد ذوي الأصوات الجميلة من الإمامة وتعيين آخرين لا يتمتعون بذلك مما ينفر الناس ويبعدهم عن المساجد.
سابعاً: إغلاق مئات مراكز ودور تحفيظ وتجويد القرآن الكريم، والتي خّرجت آلاف الحفظة لكتاب الله عز وجل من الذكور والإناث.
ثامناً: فصل الكثير من الأئمة والخطباء لأسباب سياسية ولرفضهم سياسة حكومة فتح واستدعاء كل خطيب أو واعظ يمس هذا الواقع .
تاسعاً: وضع عقبات وعراقيل أمام بناء المساجد، وذلك بتأخير موافقة "وزارة أوقاف الضفة" على تشكيل لجان بناء المساجد باشتراط موافقة أجهزة أمن فتح على أعضاء هذه اللجان، والتي تستمر لسنوات طويلة في كثير من الأحيان .
عاشراً: إغلاق المساجد بعد كل صلاة ومنع الأنشطة المسجدية التي اعتاد شعبنا عليها، كالإفطارات الجماعية في شهر رمضان المبارك، وكذلك إحياء المناسبات الدينية .
الحادي عشر: خفض صوت الأذان في المساجد بالتنسيق مع المستوطنين للحفاظ على "مشاعرهم" .
الثاني عشر: اقتحام المساجد والعبث فيها من قبل أجهزة فتح وتبادل الأدوار مع الاحتلال والمستوطنين في استهداف المساجد .
الثالث عشر: إحلال أدعياء العلم الذين يسبحون بحمد عباس وفياض مكان العلماء والأئمة القدامى المشهود لهم بين الناس .
الرابع عشر: إغلاق لجان الزكاة أو تغيير طواقمها لصالح أجهزة فتح والتي كانت تخدم الآلاف من الفقراء والمساكين والمحتاجين .
الخامس عشر: اعتقال عشرات أئمة وخطباء المساجد خاصة من يُشهد لهم بالعلم والتقوى والكفاءة، وإهانتهم وقمعهم وإذلالهم في زنازين سجون أجهزة أمن فتح وتعذيب بعضهم حتى الموت كما كان في الشهيد الإمام مجد البرغوثي والشهيد محمد الحاج والحافظ لكتاب الله محمد رداد والقافلة تطول .
السادس عشر: نشر ثقافة الرعب بين الموظفين في قطاع الأوقاف من خلال كثرة المندوبين في هذه المؤسسة وكثرة الاعتقالات لهم .
السابع عشر: ابتداع سنة السب والتسلق على العلماء الأجلاء وفرض هذه البدعة على كل الخطباء كما كان في الحملة الخبيثة ضد الشيخ العالم يوسف القرضاوي .
الثامن عشر : الدعوة إلى التطبيع الديني من خلال دعوة علماء الأمة إلى زيارة المسجد الأقصى تحت مظلة الاحتلال وبتصاريح صهيونية بعد ممارسة التطبيع السياسي الخبيث .
التاسع عشر: وفي الوقت الذي تشن فيه سلطة فتح هذه الحرب بحق المساجد وأهلها والملتزمين بصورة عامة، تُنفذ الشق الآخر من هذا المخطط الخبيث فتفتح الأبواب مشرعة أمام تيار الفساد المبرمج، فتمنح التراخيص لإقامة الخمارات والبارات والملاهي الليلية ودور الفساد، وتقيم حفلات المجون والخلاعة ومهرجانات العري والرقص، ويستعيد "كازينو أريحا" نشاطه وعافيته .. والهدف من كل ذلك هو محاربة الإسلام والذي كان على الدوام الدافع الأساسي، والمحرك الرئيس في مقاومة الاحتلال ومشاريعه .

 

هذا هو واقع الضفة الغربية
مآذن خرساء حزينة : ومنابر تبكي فرسانها : ومساجد تشتكي الى الله : وشعب ينتظر لحظة الفرج.
ونتساءل وأمام ضرورة تحمل الجميع مسؤولية الدينية والوطنية، لمصلحة من يجري هذا كله ومن المستفيد من هذا الواقع ، أليست المساجد التي بنيت لعمارتها بالصلاة والذكر ودروس العلم وموائد القرآن وتربية الأجيال امتثالا لقول ربنا " إنما يعمر مساجد الله من أمن بالله واليوم الأخر وأقام الصلاة وأتى الزكاة ولم يخشى إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين "
والحديث الصحيح " سبعة يضلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ... ومنهم رجل قلبه معلق في المساجد".
حركة المقاومة الإسلامية "حماس"
18/08/2010 م