أنت هنا

صناديق الانتخابات العراقية "الذكية"!!
23 ربيع الأول 1431
موقع المسلم

في أعتى الدول ديكتاتورية في العالم اليوم لا نجد هذه الأرقام إلا في ظل دولة "الديمقراطية الأمريكية" العراقية، ولا نشاهد ديمقراطية في العالم تقوم على بقايا شعب، وتفاخر بصناديق شفافة بعد مصادرة الناخبين أنفسهم!!

لقد أغلقت صناديق الانتخابات العراقية مساء الأحد، في مشهد "جاهدت" فيه فضائيات عربية اللغة، أمريكية/إيرانية الهوية لكي تبرهن على نزاهتها، أو ذرا للرماد في العيون، سعت لأن تحصر الخطايا والجرائم الانتخابية في حيز "الأخطاء الانتخابية"، ولو كانت بحجم دولة، بما يتيح لها تغيير النتائج وتكريس الطابور الخامس على مقعد الوطنية والنزاهة.

قالت الأرقام التي ساقها بيان صادر عن هيئة علماء المسلمين في العراق، وهي هيئة لم تلطخ يدها بالدم الأحمر الحرام، ثم بلون الحبر الأسود الانتخابي، مثلما فعل قادة الميليشيات ممن ارتدوا البزات وأربطة العنق الأمريكية، أو خلعوها إيرانياً، للتماهي مع ظروف المرحلة التي تقتضي بأن يرتدي الجزار ثوباً أنيقاً، - قالت: إن "حملات المداهمة والاعتقال التي تقوم بها قوات الاحتلال والحكومة حيث بلغ المعلن منها (166) حملة نتج عنها اعتقال (1117) معتقلاً من الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة أمام وحشية أجهزة لم يعرف التاريخ لها نظيراً في البطش والطغيان وجحود حقوق الإنسان".

بيان الهيئة كشف عن وقوع معظم الاعتقالات في محافظات سنية (من دون أن ينص على ذلك حرفياً)، كما تحدث عن (1036) بين قتيل وجريح، كل هذا في شهر فبراير الذي سبق "العرس الديمقراطي الانتخابي".

لم تكفِ هيئة اجتثاث السنة (المعروفة باسم اجتثاث البعث) التي أمضت الولايات المتحدة عملها المشين لمنع قادة من السنة المنخرطين فيما يُسمى بالعملية السياسية من ترشيح أنفسهم؛ فبادرت السلطات إلى ارتكاب هذه المجازر والاعتقالات قبل أيام من إجراء الانتخابات.

لقد قامت "الديمقراطية الأمريكية" في العراق على تغيير التركيبة السكانية للبلاد على النحو الذي يرضي الحليفين الأمريكي والإيراني، ومن ثَم يتم السماح بإجراء انتخابات. وقد قام الحليفان بالفعل بارتكاب أكبر جريمة في تاريخ العراق الحديث بقتل نحو مليون ونصف المليون من السنة، وتهجير نحو ثلاثة ملايين، معظمهم من السنة، وبرغم عودة بعضهم إلا أن الإخلال بالتركيبة السكانية لم يزل قائماً، لاسيما مع فتح الحدود الشرقية للعراق لاستقبال من يشاء الموالون لطهران في العراق لهم أن يتمتعوا بالبقاء أو حتى بالحصول على الهوية العراقية.

ومع كل هذه الإجراءات، إلا أن الحليفين أغمضا – أو شاركا – عن تزوير الانتخابات السابقة، ووضعا قوائم منقوصة ومبتورة للناخبين، وكأن كل هذا العبث لم يكف لإنتاج "ديمقراطية الحلم العراقي"؛ فابتكرا صناديق انتخابية ذكية!!