أنت هنا

وأين الجدار الفولاذي مع الكيان الصهيوني؟!!
14 محرم 1431
موقع المسلم

لو بنت حكومة مصر جداراً فولاذياً في الجانب الحدودي المتاخم للأراضي التي يحتلها الكيان الصهيوني منذ العام 48 لربما تفهم العرب والمسلمون الأمر، ولكانوا قدروا الرغبة في تحصين مصر حتى لو كان في ذلك تأجيل المواجهة لتحرير الأقصى المبارك الذي يتوجب فعله على مصر كغيرها من دول العالم الإسلامي حكومات وشعوباً.

وكان سيصار إلى القول إن مصر تخشى غائلة اليهود فهم قوم بهت وغدر وخيانة، ولم يزل القرآن الكريم يحذر من مكرهم ويدعو إلى الحذر منهم وعدم أمان جانبهم؛ لذا فقد حصنت حدودها وحفظتها من أي عدوان مفاجئ لاسيما أن سيناء تكاد تكون خالية من السلاح بموجب اتفاقية كامب ديفيد، ولابد من عرقلة أي تقدم مفاجئ للصهاينة إن غلبت عليهم خيانتهم وبادروا إلى العدوان على مصر مجدداً كما فعلوا في الأعوام 56، و67 ، و73، وما بينهم في حروب الاستنزاف، وما بعدهم حتى حرب غزة 2009 حينما أغارت على حدود مصر، وحيثما لم تزل تقتل بعض أفراد الشرطة الحدودية البسطاء شبه العزل كل عدة أشهر.

لا جديد في أن يقول البعض إن كلها حدود لفلسطين، وليست للكيان الصهيوني، لكن الواقع أن الجنود على الجهة الأخرى من الحدود في معظم الحدود هم من الصهاينة، بعد أن حرر الفلسطينيون جزءاً ضئيلاً من أرضهم، وهو غزة الحرة التي لا تجاوز 1% من مساحة فلسطين الأصلية، بحسب إمكاناتهم وطاقاتهم المتاحة، وهؤلاء الجنود الصهاينة لم تبن على حدودهم احتلالهم جدرٌ ولا معوقات مثلما فعلوا هم أنفسهم على الجبهة الشرقية للقناة قبل حرب رمضان المجيدة فيما عرف بخط بارليف وخط النابالم، إنما كان البناء في ذلك الحيز الذي حرره الفلسطينيون؛ فترى من كان أحق بالأمن ومن أحق بالجدر؟!

إن مصر تعاني منذ فترة طويلة من تهريب المخدرات، ومن بعض السلع الضارة التي تهرب عبر الحدود الشرقية لها، ولم يعرف يوماً عن غزة أنها بلد المخدرات، وأهلها يشاطرون الجانب الآخر من الحدود كل شيء حتى أسماء العائلات، حيث تشاطر الأسر في جانبي رفح أسماء العائلات والعشائر ذاتها؛ فبأي حديث بعد ذلك يبنون الجدر؟!

ولحكومة مصر أن تختلف مع سلطة غزة ما شاءت، ولها أن تضغط عليها بما تريد، لكن بأي ذنب يدفع أيتام الشهداء والأرامل وغيرهم ثمناً للخلافات السياسية، ولمصلحة من يجوع الناس ويعانون برد الشتاء.

تتمتع مصر بحق سيادتها على أراضيها، ولا ينازعها عربي في ذلك، لكن ماذا عن حق الدين والقرابة والدم والروح.. ننشدكم الله والرحم والدم لا تكملوا جدار الشقاق؛ فإن كان لابد فاضربوا بينكم وبين الصهاينة جدراً بسماكة وعمق هذا الجدار أو يزيد.. فإن كان لا هذا ولا ذاك، وكانت السيادة والأمن وما إلى ذلك؛ فما بال معبر رفح لا يفتح على مصراعيه؟!