10 شوال 1430

السؤال

تزوجت من ابنة عمي وبعد دخولي عليها اكتشفت أنها تعاكس وقمت بالاجتهاد عليها ونصحها ولكن مع الوقت اكتشفت أنها ما تزال على معاكستها وبعد أن أنجبت لي ولدين علمت أنها خرجت مع من كانت تعاكس فطلقتها، وبعد فتره تزوجت من امرأة أخرى متدينة فعشت معها وما زلت أعيش أياماً جميله حيث إني وجدت المرأة الصالحة العفيفة التي تحرص على بيتها وتربية أبنائها وقد أنجبت لي ولدا وبنتا.. وأنا الآن أواجه ضغوطاً من أقاربي لإعادة زوجتي الأولى من أجل أبنائي ومستقبلهم.. وأطلب منكم النصيحة.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الأخ السائل : لي مع سؤالك وقفات مختصرة :
أولا : أن اختيار الزوجة ابتداء يجب أن يكون على اعتبار أسس هامة ظاهرة وأولها الدين , والمرأة المتدينة يبدو دينها في سمتها وكلماتها وتصرفاتها جميعا , كما يبدو في صديقاتها ومعارفها من النساء وغير ذلك , فأعتب عليك ابتداء أنك لم تتحر جيدا عن ابنة عمك القريبة التي يفترض أنك الأعرف بها من غيرك
ثانيا : عتاب آخر عليك ..كونك تغفل عنها فترات زمنية طويلة قد تفاجأ بعدها بسلوك سىء منها لدرجة خروجها مع آخرين , والواجب على كل زوج أن يهيىء البيئة الإيمانية في بيت الزوجية وأن تكون مراقبته لأهل بيته مراقبة يقظة مع بناء الثقة بينها , والثقة إنما تنبني خطوة خطوة مع السلوك الذي يولدها لا بشكل عشوائي غير منضبط , لان المرأة إنما تحمل عرض الأسرة بأكملها وتحافظ بسلوكها الحسن على سمعة الزوج ذاته وبقية أفراد الأسرة .
ثالثا : بعد طلاقك لتلك المرأة وتزوجك ممن وصفتها بالعفيفة الطيبة , واستقرار اسرتك , يبدو أن هناك أصواتا أخرى تناديك بارجاعها وضابطك في هذا أمور :
1- هل كان طلاقك بعد جهد منك في إصلاحها أم لا؟
2- هل تعلم من شخصيتها وطبيعتها الإيمان وحب الله ودينه أم لا ؟
3- هل تعلم من طبيعتها القدرة على التغير والتعديل أم تستبعد ذلك ؟
4- هل تتوقع عودة الخلافات من جديد أم لا ؟
فالإجابة على تلك الأسئلة ترد على استفسارك ببساطة ..
رابعا : شأن الأولاد شأن هام لاشك , إلا أنك في حالة كونك تظن عودة الخلافات إذا أرجعتها وعودة الشك الذي قد انزرع في قلبك , يجب أن تبحث عن سبل أخرى لرعاية أبنائك غير سبيل إعادة أمهم للزواج بها وهناك سبل مختلفة لرعاية الأبناء , وربما يكون رعاية أبنائك في ظل زوجتك الجديدة أفضل من جهات كثيرة على ألا ينقطعوا عن أمهم أيضا ..
خامسا : أهمس في أذنك أيها الأخ السائل أن الشك والريبة إذا دخلا قلب الزوج كسرا قلبه وتركا جرحا غائرا يصعب أن يندمل ويحتاج وقتا جديدا وثقة تتربى بسلوكيات صائبة , فلتنتبه لذلك ولا تتعجل في قرار ينبني على عاطفة فحسب خصوصا وأن هناك تحسبا لخلافات جديدة قد تطرأ على بيتك المستقر الآن بعد إرجاعك للأولى ..
سادسا : فلتبني موقفك إذا على اعتبار دراسة متأنية مفادها : أنها إذا كانت قد تابت فصلحت توبتها ,. وتغيرت بالفعل كما قال لك الآخرون , وتستطيع أن تعد لها بيئة إيمانية صالحة وتجتنب الخهلافات التي قد تهدم البيوت فلابأس بإرجاعها مع كل تلك الاعتبارات , وإلا فاتركها لحال سبيلها وقد قال الله سبحانه : " وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته " ...وقفك الله ورعاك