2 رجب 1430

السؤال

ما حكم ممارسة لعبة اليوغا والهدف من ممارسة اليوغا هو محاولة الوصول إلى المشاعر الداخلية في أعماقنا فهي لا تؤدي بنا فقط إلى حالة الصفاء الذهني ولكنها تساعدنا أيضاً على التخلص من الضغوط العصبية والنفسية وتحسن من أسلوب معيشتنا اليومية. بل وتزيد من نشاطنا البدني وصفاء أذهاننا .....
إلا أن ما يقلقني هو ارتباطه ببعض الطقوس الوثنية، وذهاب الكثيرين إلى مصدرها في الهند لتعلمها.
فما حكم تعليمها وتطبيقها لغرض التخلص من الضغوط اليومية والاسترخاء؟ وهل فيها ما يناقض العقيدة....

أجاب عنها:
أ.د. عبدالله عمر الدميجي

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فالحكم على الشيء فرع عن تصوره، واليوجا كلمة مشتقة من "يوج" التي تؤدي في ترجمتها إلى معنى "الاتحاد" وهي إحدى الطقوس الهندوكية، وتعد من الدعوات الهدامة الوافدة التي تستمد فلسفتها من تعاليم "بوذا" و"النرفانا" ومن تراث الغنوصية القديم يزعمون أنها توصل إلى الصفاء العام من خلال السيطرة على البدن والتخلص من أوهام العالم الحسي ليتم الاتحاد بروح الكون الذي من خلاله يحصل الصفاء العام من خلال حركات جسدية معينة كما هو عند الفلاسفة ومن تأثر بهم من الصوفية.
وتستخدم "اليوجا" في العصر الحاضر الماسونية والمهاريشية في الدعوة إلى باطلهم فقد انتشرت في الغرب بدعوى أنها تساعد على تحسين الفكر والتركيز الذهني والدعوة إلى المحبة والسلام بين البشر من دون تعصب لدين أو جنس أو لغة مما جعلها تتعدى الحدود والجنسيات كما هي مبادئ الدعوة إلى الماسونية العالمية ومنظمة اليوجا إحدى المنظمات السرية ذات الصلة بالصهيونية، تبدأ بدعوى مباشرة ألوان من الرياضة والتدريب ا لجمساني وتنتهي بدعوى محاربة الأديان وتوجيه الشباب إلى التحلل من الالتزام الديني والعمل على ما يسمى بالرباط الإنساني المتحلل من كل دين.
وتنقسم فلسفتها إلى عدة أقسام تتفق مع حاجات الناس في زعمهم؛ فمن يرد أن يصل بقوة إرادته التي تكشف الروح حتى ترفع عنها الحجب في زعمهم فعليه بـ(راجا يوجا) ومن يميل إلى العمل والنشاط ينجذب إلى (كارما يوجا) والذي يحاول دراسة الكون ومعرفة أسراره فعليه بـ(جنانا يوجا) ومن سمت طبيعته فإنه يفضل أن يتقدم في معرفة الله تعالى والاتحاد به من خلال (بهاكتي يوجا) كما هو الحلول والاتحاد عند الصوفية.
وعليه فإنه لا يجوز تعلمها ولا تطبيقها ولا الإذن بممارستها، ومن شاء الاستزادة فعليه بالموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة الصادرة من الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.