أنت هنا

قباد طالباني.. حلقة الوصل بين الأكراد والأمريكان واليهود
15 ربيع الأول 1430
سارة علي

ولد قباد طالباني، النجل الأصغر للرئيس العراقي جلال الطلباني وعاش في بريطانيا والولايات المتحدة، ولم يعرف العراق أو يزره إلا قبل سنوات قليلة, وبات الآن يتولى إدارة ملف العلاقات الكردية الأميركية في واشنطن منذ أن تم تعيينه ممثلا رسميا لحكومة إقليم كوردستان لدى الولايات المتحدة بعد أن كان ممثلا للإتحاد الوطني الكردستاني في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

ويرى محللون أن قباد يعتبر حلقة وصل بين اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية من جهة والأكراد من جهة أخرى استناداً إلى ما ينسبونه إليه من تمكنه من تكوين علاقات كثيرة مع اللوبي الصهيوني.

 

واعتمد الأكراد الرسميون عليه كثيرا في حل الخلاف الأخير بين الأكراد وتركيا حول حزب العمال الكردستاني وقد لعب قباد دورا كبيرا في الاتصال بشخصيات أمريكية ويهودية للضغط على تركيا من أجل الوصول إلى حل حيث أجرى اتصالات عاجلة إبان اندلاع الأزمة مع أنقرة باليهودي إيعال فرانك الذي يعمل في منصب المحلل التشريعي للسفارة "الإسرائيلية" في واشنطن وطلب النصيحة منه ومن ثم طلب تدخله في التأثير على شخصيات لها كلمة مسموعة عند الرئيس الأمريكي السابق بوش بغية ممارسة الضغط الأمريكي المباشر على تركيا التي كانت تحشد قوات خاصة لاجتياح المنطقة الكردية في شمال العراق.
ويعتبر قباد طلباني شخصية مقربة من مجلس  الشيوخ الأمريكي ومن رجال الدولة الأمريكية رغم أنه لم يزل شابا لم يتم  الثلاثين من العمر.

 

ويرجح الكثير من المحللين السياسيين إن قباد سيكون له الدور البارز في الحزب بعد والده ـ الذي يبدو عليه ضعفاً صحياً ـ وإن كان هناك شخصان ينافسانه على منصب رئاسة الحزب وهما برهم صالح وفؤاد معصوم إلا أن ظاهر الأمور يشير إلى أن قباد هو المرشح الأقرب لمنصب رئاسة الحزب, ولعل تكليف قباد بمنصب ممثل حكومة إقليم كردستان العراق في أمريكا، لم يكن ناجماً من فراغ حيث إن توليه لهذا المنصب، كان تهيئة له لمناصب أكبر وأكثر حساسيَّة. وليس جزافاً اعتبار ما يتواتر عن زواج قباد طالباني من ابنة ملياردير يهودي - أمريكي، مقرَّب من اللوبي اليهودي في أمريكا أنه بمحض المصادفة، لا، بل الراجح أنه قد أتى لتعزيز خيار قباد طالباني رئيساً للاتحاد الوطني الكردستاني، ورئيساً للعراق، في منافسة برهم صالح على هذا المنصب, ولعل رغبة قباد في توثيق العلاقات الكردية الأمريكية ليس سراً بل هو يدعو لذلك ويرى فيها الحل الأنسب للأكراد حيث أكد انه لابد من تحويل العلاقات الكردية - الأميركية من وقتية إلى دائمة وإستراتيجية ودعا إلى إقامة قواعد أميركية في كردستان العراق (لمنع الظلم عن الشعب الكردي مستقبلا)،على حد تعبيره.

 

وقال إن الأكراد يرحبون بوجود قاعدة عسكرية أميركية في كردستان العراق، وأن ذلك صالح لأميركا والأكراد في نفس الوقت،وأضاف قباد: (أن أعداء الأكراد سيقفون ضد تحقيق مثل ذلك المشروع، وأن وضع قواعد أمريكية في كردستان العراق سيكون أفضل التزام من قبل الولايات المتحدة لحمايتنا، وعندها لن يفكر أحد في مهاجمتنا وتهديدنا)،على حد ذكره
وقد طالب قباد بتوسيع العلاقات لتشمل (المجالات العسكرية والاقتصادية وليس السياسية فقط).

 

وقد أبدى قباد أسفه لعدم قدرة الأكراد على إقناع عدد أكبر من الشركات الأميركية بإقامة استثمارات في إقليم كردستان، داعيا البرلمان والحكومة الكرديين إلى إنشاء جماعة ضغط في أميركا بشأن ذلك.
هذا وقد وصف قباد العلاقات الكردية - الأميركية في الوقت الراهن (بالوقتية)،مؤكدا على ضرورة تحويلها إلى (دائمة وإستراتيجية)، وذلك من خلال مساعدة عدد من جماعات الضغط والشركات الأميركية حسب تعبيره .

 

ويسعى قباد أيضا إلى إقامة لوبي يهودي كردي وأشارت إلى ذلك صحيفة الواشنطن بوست في تقرير أعده المحرر في الصحيفة راجيف شاندا سيكاران ونشر  في الجريدة بتاريخ 23/4/2007 ، بان الأكراد قاموا خلال عام 2006 وحده بإنفاق ملايين الدولارات على الترتيبات والتجهيزات التحضيرية لقيام اللوبي الكردي.ويقول التقرير إن المجالات التي سوف يركز عليها اللوبي الكردي هي: 

 

 ملفات إقليم كردستان الداخلية: وذلك عن طريق التشاور مع المسئولين الأمريكيين، والشخصيات الأمريكية المتنفذة داخل وخارج الإدارة الأمريكية حول التطورات الجارية في إقليم كردستان.

 ملفات الوضع العراقي: وذلك عن طريق حث الأطراف الأمريكية على ضرورة البقاء الطويل الأمد في العراق، والتشديد على تطبيق النظام الفيدرالي الذي يساعد الحركات الكردية على الاستقلال في شمال العراق، بما يؤدي على الأقل إلى شبه انفصاله إن لم يكن إلى انفصاله الكامل. 

 

 كسب الأصدقاء الأمريكيين: وذلك عن طريق ضم المزيد من الأمريكيين إلى عضوية اللوبي الكردي والمشاركة في فعالياته، وحالياً حصلت مجموعة اللوبي الكردي على مساندة بعض اليهود الأمريكيين، ورجال الدين المسيحيين الأنجليكانيين المرتبطين بجماعة لوبي هرمجدون، وذلك على أساس اعتبارات المزاعم القائلة بأن العديد من الشخصيات الهامة التي ورد ذكرها في الكتاب المقدّس كانت تعيش في منطقة كردستان، وذلك بما يرسخ فكرة ومفهوم أن كردستان هي جزء مرتبط بمملكة الرب المقدسة –هرمجدون.

 

 بناء الروابط التجارية: وذلك عن طريق إقناع رجال الأعمال الأمريكيين والشركات الأمريكية بالاستثمارات التجارية والنفطية في منطقة كردستان، وحالياً يقوم اللوبي الكردي بالتنسيق مع بعض الشركات الأمريكية النفطية الراغبة في الاستثمارات النفطية في شمال العراق

 

 بناء الروابط مع اللوبيات الأخرى: ومن أبرز منظمات اللوبي التي يعمل اللوبي الكردي على تدعيم روابطه معها اللوبي "الإسرائيلي"

 الالتفاف على الضغوط التركية: يعمل اللوبي الكردي على إقناع المسئولين الأمريكيين بان تتصدى أمريكا لمنع تركيا من المساس بزعماء الأكراد.
يذكر أن قباد متزوج من يهودية  تدعى شيري ج. كراهام وهي ابنة ملياردير يهودي من جماعة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة عملت قبل الاحتلال الأمريكي للعراق مستشارة لنائب وزير الخارجية حيث كانت تشرف على المساعدات الأمريكية الخارجية البالغة تقريبا 5 بلايين دولار سنويا وقبلها من 1998 إلى 2001 عملت كراهام مسئولة العراق (تطوير وتنفيذ برامج منح تتعلق بالعراق) المقصود المنح للعملاء، وهي خريجة كلية القانون وإدارة أعمال وقد أخذت شهادة في العلوم السياسية حيث ركزت في دراستها على الصراعات الدينية والاثنية في الشرق الأوسط.

الآن تحتل منصب نائب رئيس بالوكالة في قسم السياسة والعلاقات شركة تحدي الألفية, ولشيري دور كبير في التنسيق بين الأكراد من خلال زوجها قباد وبين الشركات الأمريكية واللوبي اليهودي  ففي أوائل 2007 نشرت بعض الصحف إن حكومة الإقليم افتتحت رسميا في العاصمة الأمريكية  مكتب ضغط يرأسه قباد طالباني. وهدفه  هو تحريك الدعم للمصالح الكردية بالاشتراك مع شركات يهودية  إضافة إلى قيام الكثير من الشركات اليهودية بالحصول على امتيازات استثمار النفط العراقي في كردستان العراق إضافة إلى شركات أخرى وبمجالات مختلفة.