25 ربيع الثاني 1434

السؤال

فضيلة اشيخ:
هل يجوز الدعاء بغير العربية ـ في الصلاة ـ خاصة لمن لا يعرف العربية ؟ خاصة وأن السجود من مواطن الدعاء، ويحرم منه من لا يعرف العربية .

أجاب عنها:
سليمان الماجد

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده .. أما بعد.
فاختلف العلماء في هذه المسألة على أقوال مشهورة ، منها : أن الأدعية في الصلاة إذا كانت مأثورة خاصة ، فهذه يجب أن يؤتى بها باللغة العربية إلا لعاجز عنها ، وهو قول أبي يوسف ومحمد بن الحسن من الحنفية وبعض المالكية وهو مذهب الشافعية والحنابلة ، وعللوا ذلك بأن الدعاء في الصلاة تعبد محض ، فيجب الاتيان به كما ورد بلفظه ومعناه .
وإن كانت أدعية مطلقة ؛ كالتي في السجود وآخر التشهد، فهذه تجوز بغير العربية ولو لمن يحسنها ؛ لأن المراد بالدعاء لفظه ومعناه، وإذا تعارضا فالمعنى مقدم على اللفظ في مثل هذا النوع ، وذهب آخرون إلى الجواز مطلقا .
وقد ظهر بالتأمل في المسألة أن الدعاء وإن كان عبادة يتقرب بها إلى الله إلا أن الأصل في محتواه هو عقل المعنى ، ومعرفة القصد ؛ فعلى هذا يقال بأنه يجزيء بأي لفظ ألقاه المصلي ؛ إذا أدى المعنى الوارد ، وذلك بخلاف الذكر فإنه أقرب إلى التعبد المحض ؛ فيوقف فيه عند الوارد لفظا ومعنى ، وإن جاز فيه ذكر المعنى عند العجز .
وبالجملة فإنه لأجل الإشكال المتعلق بهذه المسألة فإنه يحسن بالمصلي إذا كان أعجميا أن يحتاط لنفسه بتعلم الأذكار التي هي ركن الصلاة ؛ كالتكبير ، ويسعى فيما سواها إلى تعلم اللغة العربية ما استطاع خروجا من الخلاف . والله أعلم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.