أنت هنا

إلى المجاهدين في الصومال
29 ذو القعدة 1429

 

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،

 فإن مما يَشْفي صدور المؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم اندحار الغزاة النصارى ومناصريهم، وجلاؤهم عن مدن الصومال واحدة تلو أخرى، وإنا لنرجو أن يكتب الله للمرابطين الصابرين، العاملين لأجل الدين، الحادبين على أمر البلاد وأمنها فتحاً قريباً ونصراً عزيزاً، نسأل الله أن يُعجِّل به، وأن يرفع عن أرض الصومال البأس والضر، وأن يمنَّ على أهلها بتحكيم كتابه وإقامة شرعه، وأن يعيذهم والمسلمين من الحالقة التي تحلق الدين، وتُذْهِبُ ريحَ المسلمين، ألا وهي فسادُ ذاتِ البين، (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون * وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) [الأنفال: 45-46]، (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً)، الآية [آل عمران: 103]، (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) [آل عمران: 105].

 

  وقد عُلم من واقع المجاهدين في بعض بلاد المسلمين أن من أعظم أسباب تأخر النصر عنهم، فسادُ ذات بينِهم وتنازُعهم، فاتقوا الله معاشر أهل الرباط والجهاد، واعلموا أن المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يُسْلِمُه، فكونوا عباد الله إخواناً، وواقع الأمة وحال بلادكم يؤكد رعايةَ ذلك والتعاونَ عليه، ويتطلبُ أنْ يقدِّر بعضُكم اجتهادَ بعض، وأن يتعاون بعضكم مع بعض، ويبقى التناصح فيما بينكم واجباً، واستشارة أهل النظر، والرجوع إلى أهل العلم لازماً، يرأب –بإذن الله- الصدع ويجمع الصف، فإن لم يكن ذلك فلا أقل من أن تجتمعوا على دفع العدو الصائل، وكفِّ بعضكم عن بعض، واعلموا أن كل اختلاف يكون بينكم أو شقاق فهو مكسب لعدوكم، ولا يُؤمن أن يَدْخلَ في الصفوف من يوسع دائرة الخلاف، ويغري بالتمسك بالآراء، لينشغل المجاهدون بعضهم ببعض، فتعظم المصيبة بالانشغال عن الغاية.

  

 فاحذروا مَنْ يُوقد نار الفتنة، واقطعوا الطريق عليهم معتصمين بحبل الله، كما أمر سبحانه، وهذا يتطلب منكم صبراً على بعضكم، وحسن ظن بإخوتكم، وصـبراً على حرب عدوكم فإن الأيام دول، والعاقبة للتقوى، وقد قال الله تعالى: (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً) [آل عمران: 120]، وقال: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) [آل عمران: 200].

  

 كتب الله لنا ولكم الفلاح، والنصر على الأعداء، وأعاذنا وإياكم من مضلات الفتن، ووفقنا جميعاً لما فيه رضاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

 الموقعون :
1. الشيخ العلامة / عبد الرحمن بن ناصر البراك (الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقا)
2. د / عبد الله بن حمود التويجري (رئيس قسم السنة بجامعة الإمام سابقا)
3. أ.د / ناصر بن سليمان العمر (الأستاذ بجامعة الإمام سابقا)
4. د / عبد الرحمن الصالح المحمود (الأستاذ بجامعة الإمام)
5. د / سعد بن عبد الله الحميد (الأستاذ بجامعة الملك سعود)