19 صفر 1440

السؤال

هل علي أن أتريّث ولا أحاول أن يكون لي أطفال، بسبب مخاوفي ألاّ أوفّر للأطفال الذين قد يرزقني الله بهم مناخًا إسلاميًا في العائلة؟ علي ديون مِن الماضي وأنا أسددها بالإضافة إلى الفوائد التي عليها. وأنا أظنّ أنّه يجدر بي أن أنتظر على إنجاب الأطفال حتى أتمكن مِن سداد الديون. فما هو رأيكم في ذلك؟

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

الحمد لله، قال تعالى: {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ رِزْقُهَا} (هود:6)، وقال تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّـهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (العنكبوت:60)، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (الذاريات:58)، وقال تعالى: {فَابْتَغُوا عِندَ اللَّـهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ} (العنكبوت:17).

وقد ذمّ اللهُ أهلَ الجاهليّة الذين يقتلون أولادهم خشية الفقر، ونهى عن صنيعهم ، قال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} (الأنعام:151). وأمر الله عباده بالتوكّل عليه في جميع الأمور، وهو الكافي لِمَن توكّل عليه، قال تعالى: {وَعَلَى اللَّـهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (المائدة:23)، وقال تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (الطلاق:3).

فعليك أيّها الأخ السّائل أن تتوكّلَ على مولاك في حصول رزقك ورزق أولادك، ولا يمنعك الخوفُ مِن الفقر مِن طلبِ الأولاد والتسبب في الإنجاب؛ فإنّ الله قد تكفّل برزق الجميع، وفي ترك الإنجاب خوفاً مِن الفقر: مشابهة لأهل الجاهليّة.
ثم اعلم أيّها الأخ الكريم أنّ الاقتراض بالفائدة هو مِن الرّبا الذي توعّد الله أهله بأليم العقاب، وهو أحد السّبع الموبقات -أي المهلكات- قال عليه الصّلاة والسّلام: (اجتنبوا السّبع الموبقات... -إلى قوله:- وأكل الربا) (صحيح البخاري:6857). وقال -عليه الصّلاة والسّلام-: (لعنَ اللهُ آكلَ الربا وموكله..) (مسند أحمد:5/309).
وإنّ أكل الرّبا مِن أعظم أسباب الفقر ومحق البركة، كما قال تعالى: {يَمْحَقُ اللَّـهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} (البقرة:276)؛ وأظنّك لا تعرف حكم الاقتراض بالفائدة، فاستغفر الله مما مضى، ولا تعد، واصبر، وانتظر مِن ربّك الفرج،  واطلب الرّزق مِن عنده، وتوكّل عليه، إنّ الله يحبّ المتوكلين. والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.