19 شوال 1443

السؤال

سافر شخص إلى المدينة لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وأوصاه شخص آخر أن يبلغ عنه السلام إلى الرسول، فهل يلزم ذلك؟

أجاب عنها:
عبد الله بن حميد

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده. أما بعد.

فهذا لا أصل له، ما زال الصحابة يأتون من البلاد النائية إلى المدينة ويسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينقل أنهم يوصون من سافر من العراق أو الشام أو من مصر، الذي أقام فيها الصحابة، أنهم يقولون لمن سافر إلى المدينة أبلغ سلامنا رسول الله، بل أنت إذا سلَّمت عليه هنا فإن تسليمك يصله بدون وصية، وبدون أن توصي أحداً، فهو صلى الله عليه وسلم يقول: "إن لله ملائكة سياحين تبلغني عن أمتي السلام"(1). وفي الأثر الآخر: "ما أنتم ومن بالأندلس إلا سواء"(2).

فأنت إذا صليت عليه هنا، فتصله صلاتك وسلامك عليه، حتى ولو كنت في أقصى الدنيا. كما جاء في الحديث: "إن لله ملائكة تبلغني عن أمتي السلام"، وقال: "صلوا عليَّ حيثما كنتم"(3)، "لا تتخذوا قبري عيداً ولا بيوتكم قبوراً، وصلوا عليَّ فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم"(4).

فكل هذا يدل على أنه لا حاجة أنك توصي أحداً. والله أعلم

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

______________

(1)    أخرجه أحمد برقم (3666)، وعبد الرزاق برقم (3116)، والنسائي في المجتبي (3/43)، وفي "عمل اليوم والليلة" برقم (66)، والدارمي (2/317).

(2)    هو من كلام الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أخرجه سعيد بن منصور في سننه كما في (الاقتضاء) لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية (2/656).

(3) كشف الأستار عن زوائد البزار (1 / 339، 340) ، رقم (707)

(4)رواه أبو داود في سننه (2043).