فضاء الرأي
فإني في البداية أسأل الله ـ تعالى ـ أن يتقبل ضحايا هذه الانتفاضة المباركة في عداد الشهداء، وأن يُلهم أهليهم وذويهم الصبر والسلوان، وأن يُخلفهم خيراً، كما أنني أتقدم بتحية إجلال وإكبار إلى كل رجل وامرأة وطفل خرجوا من بيوتهم منادين بالحرية والعدالة وبناء سورية الجديدة.
كان رد فعل النظام السوري إزاء أحداث الأسبوعين الماضيين مثار التساؤل والتكهنات؛ إذ ساد الموقف الرسمي صمت لم يخترقه سوى مستشارة الرئيس بثينة شعبان التي عبرت عن سخطها من تغطية الإعلام الخارجي، واستبقت نتائج التحقيق لتتهم عناصر خارجية من: “الفلسطينيين والجزائريين واللبنانيين”
ما عرفنا من عرفنا من علماء الأزهر إلا ملوكًا، لا أمر فوق أمرهم، ولا كلمة بعد كلمتهم، إذا قال واحدهم لبَّت الأمة، وإذا دعا هبَّ الشعب، وإذا أنكر على الحكومة منكراً أزالت الحكومة المنكر، وإذا أمرها بمعروف أطاعت بالمعروف، فكانوا هم السادة وهم القادة، وهم أولو الأمر: هذه حكومة مصطفى فهمي باشا تستجيب سنة 1899م لرغبة الإنكليز في إضعاف القضاء الشرعي، فتضع مشروعها المشهور لتعديل اللائحة الشرعية...
فإن الاختلاف في الرأي لا يمكن أن يكون مؤدياً إلى فتنة، أو مورثاً لفرقة إلا إذا صاحبه بغي أو هوى كما قال تعالى:"وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم" (1). والله تعالى أمر بالعدل قال تعالى:"ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى" (2). قال ابن تيمية: (وهذه الآية نزلت بسبب بغضهم للكفار، وهو بغضٌ مأمور به، فإن كان البغض الذي أمر الله به قد نهى صاحبه أن يظلم من أبغضه، فكيف في بغض مسلم بتأويل وشبهة أو بهوى نفس فهو أحق أن لا يظلم) (3).
إن تسمية بعض الناس بعض الإسلاميين باسم الإسلام السياسي يوهم أنه يوجد إسلام غير سياسي أو أنه توجد طائفة ترى أنه لا دخل للإسلام بالسياسة، وهذا بلا شك تصنيف غير صحيح؛ لأنه لا يجهل مسلم أن الله -عز وجل- أنزل دين الإسلام؛ لصياغة حياة البشر بطريقة شاملة شمولاً تامًّا، يدل عليه قوله ـ تعالى ـ: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام:162-163).
في لقاء له مع الجزيرة مباشر عن الاحتجاجات العربية تحدث عزمي بشارة في جزء من اللقاء عن الوضع في سورية واختلافه عن الانتفاضات الأخرى في العالم العربي ومما قال (أنا أُفضل أن يتم التحول إلى الديمقراطية بالضغط الاجتماعي المؤدي إلى الإصلاح .... الإطاحة بالرئيس ليست مطروحة إطلاقا)
إطلالة على معظم الشخصيات المدعوة للحوار الهزلي الذي يديره نائب رئيس الوزراء د.يحيى الجمل تختصر الجهد الذهني الذي يمكن أن يبذله أي مراقب لتوقع ما سوف تسفر عنه جولات الحوار التي وعد رئيسه بأن تكون مطولة ومستمرة، فنتيجته باتت معروفة كحلقة أخرى من حلقات الالتفاف التي كتبت عنها منذ أن بدأ المستورثون يمتطون ظهر الثورة المصرية ويجيرونها باتجاه سلطوي متغرب يقفز على إرادة الجماهير في الاحتكام إلى الصناديق والتي تتفق مع إرادة المجلس العسكري الحاكم حتى الآن
لم يلق تصريح من الرفض داخل الأوساط الإسلامية ـ وهي المعروف عنها التقدير الكامل للعلماء والدعاة ـ مثل الذي لقيه وصف الشيخ محمد حسين يعقوب لما حدث يوم الاستفتاء بـ"غزوة الصناديق"، وسواء كان الرجل يقصد ما قال أو جاءت كلماته مع نشوة إحساس بالانتصار، إلا أن ما قاله لم يجد قبولا لدى شيوخ السلفية أو شبابها على الإطلاق، بل على العكس لقي حالة من الرفض والإنكار غير مسبوقة من قبل الإسلاميين كافة.
لماذا لا يوجه لويس مورينو اوكامبو اتهامه لعصابة القتلة في سوريا في قتل (50) ألفاً من المواطنين الأبرياء معظمهم من الشيوخ والأطفال والنساء؟؟قتلهم حافظ الأسد ورفعت الأسد وغازي كنعان وعلي حيدر وشفيق فياض وعلي حبيب وعلي دوبا وعلي أصلان وغيرهم من نظام القتلة قتلوهم في حماه في فبراير (1982) وهدموا ثلث المدينة,وهو الحي القديم فيها،حي الحاضر، وخاصة حي البار ودية الذي لا تستطيع الدبابات دخوله لضيق أزقتـه،هدموا بيوتـه على ساكنيها..
يا إخواننا وحكامنا في سوريا إن هذا الوضع القائم في بلادنا الآن لا يمكن أن يدوم ولا يجوز أن يدوم ولا نقبل أن يدوم.. اسمعوني جيداً فأنا صادق معكم ناصح لكم ولا تستمعوا إلى المرائين والمنافقين والانتهازيين الذين سينقلبون عليكم عندما تنقلب الأمور، شعبنا يريد التغيير، شعبنا يريد التغيير، لا ما تحاولونه من الترقيع والتسكين.. التغيير.. التغيير.. التغيير.. هل تسمعون؟!
ارتكبت قوات البغي والعدوان الصهيوني جريمة نكراء، ومجزرة مرعبة ورهيبة في قطاعنا المحاصر على أرض غزة هاشم ، وراح ضحيتها ثمانية شهداء عدا الجرحى والمرعوبين منهم أطفال ونساء وشيوخ، ولم يسلم من القصف العشوائي الصهيوني لا مزرعة أغنام، ولا مزرعة دواجن ولا محلات الحرف ومخازن قطع تابعة لشركة الكهرباء بغرض الصيانة.
لابد من تقرير العدل كما جاء في نصوص الوحيين , والتحذير من الظلم بشتى صوره وأنواعه , من شرك بالله تعالى , وظلم العباد والتعدي عليهم , وسائر الذنوب , ووجوب أداء الأمانات إلى أهلها, و أن الظلم مرتعه وخيم, ومجانبة لفظ "الحريات" أو المطالبة بها على سبيل الإطلاق , فإن في ذلك من الإبهام والإيهام والإجمال واللبس ما يقتضي العدول عنه , والتعبير بالمصطلحات الشرعية المحكمة.
إنسان هذا العصر منهمك في دوامة الحياة اليومية.. أصبح الواحد منا كأنه ترس في دالوب المهام والتفاصيل الصغيرة التي تستلمك منذ أن تستيقظ صباحاً حتى تلقيك منهكاً فوق سريرك في أواخر المساء..
إذا كانت الثورتان الشعبيتان في تونس ومصر قد تشابهتا في إسقاط الرئيس ورحيله والتحوّل إلى تغيير النظام بما يتماشى والأهداف التي حملتاها، فإن الثورة الشبابية الشعبية في ليبيا ارتطمت بإصرار القذافي وأولاده على مواجهة الإرادة الشعبية بالقوة العسكرية، الأمر الذي اضطرت معه الثورة الشعبية السلمية للجوء إلى السلاح.
انطلقت يوم الثلاثاء 15 آذار، الآلاف في جميع أرجاء الوطن من رفح الى جنين، استجابة للحراك الشبابي الداعي الى إنهاء حلة الانقسام بين شقي الوطن،والتي تسبب بها أطراف محلية وإقليمية ودولية، وذلك على اثر الانتخابات التي فازت فيها حماس بامتياز وأعطاها الشعب الشرعية ، ووكلها لأن تنوب عنه في حمل هم القضية الفلسطينية بعد طول عناء وعبث استمرت عدة عقود.
إن استمرار الوضع القائم على ما هو عليه من ثورة شعبية في الميادين أمر مرهق لطرفي المعادلة السلطة والمعارضة، فالسلطة مهددة بتحول هذه الحشود الكبيرة إلى سيل جارف يتحرك إلى مواقع رسمية بغية الاعتصام حولها وتعطيلها من أداء مهامها ما قد يعطل الحكومة، وبالتالي سقوطها خلال أيام، كما بدأ يحدث في مصر عندما تحرك المتظاهرون إلى مجلس الشعب ومقر التلفزيون ومواقع أخرى؛ والمعارضة لا تضمن بقاء هذه الحماسة واستمرارها مع البطش الذي يجابه به المحتجون دون أفق للحل ممكنة لذلك فإن عليها الانتقال بالاعتصام في الميادين من مرحلة الكمون إلى مرحلة التمدد والحركة والأخذ بزمام المبادرة.
رصد موقف لوبي إسرائيل وقيادات اليمين الأميركي المتشدد من الثورة المصرية ضروري لفهم حجم التحدي الخارجي للثورة وللثوار المصريين، لذا ترصد هذه الورقة القصيرة بعض أبرز ما نشرته منابر لوبي إسرائيل واليمين الأميركي بهذا الخصوص، لعل ذلك يذكر الثوار بالمهمة الصعبة التي تنتظرهم وتساعدهم في اختيار استراتيجياتهم الدولية في المستقبل المنظور.
اليمن لم تكن بعيدة عن الأحداث التي شهدتها تونس ومصر، وإن كانت المطالب المنادية بالتغيير والإصلاحات السياسية وإسقاط النظام حاضرة من قبل، كما أن اللجوء إلى الشارع كان الورقة التي تراهن عليها الأحزاب في إطار استقوائها على السلطة لتلبية مطالبها. غير أن ما جرى في تونس ومصر أحال ورقة الضغط هذه من أداة في الصراع السياسي بين القوى الحزبية إلى منهجية تغييرية تتظافر لها كل القوى الاجتماعية والثقافية والسياسية فتقلب ميزان القوى..
في الأيام القليلة الفائتة برز صوت يدعو للفتنة في بلادنا .. وظهرت دعوات من الخارج تنادي بالمظاهرات والخروج في مسيرات جماعية للمطالبة بالإصلاح والتغيير .. وقد تلقف هذه الدعوات بعض المغرضين أو المغرر بهم في الداخل وحاولوا الاستجابة لهذه الفتنة بل كانت هناك استجابة فعلية من البعض وإن كانت محدودة جدا ولله الحمد .