مجزرة غزة الجديدة
20 ربيع الثاني 1432
الأسير/ محمود نور الدين

ارتكبت قوات البغي والعدوان الصهيوني جريمة نكراء، ومجزرة مرعبة ورهيبة في قطاعنا المحاصر على أرض غزة هاشم ، وراح ضحيتها ثمانية شهداء عدا الجرحى والمرعوبين منهم أطفال ونساء وشيوخ، ولم يسلم من القصف العشوائي الصهيوني لا مزرعة أغنام، ولا مزرعة دواجن ولا محلات الحرف ومخازن قطع تابعة لشركة الكهرباء بغرض الصيانة.

هذه الجريمة والمجزرة هي واحدة من بين آلاف المجازر والعمليات الارهابية التي اقترفها العدو بحق شعبنا البريء والمظلوم، والتي ذهب ضحيتها مئات الآلاف من شهداء وجرحى ومشتتين.

 

على أية حال لا أحد يقول لنا أو يعملنا أو يضيف لنا اضافات عن مجازر الاحتلال، وأنه ليس بحاجة الى مبرر وذرائع، وإن حقنا هو مقاومة الاحتلال، ثورة الشرائع السماوية والأحكام والقوانين الأرضية على حد سواء.

لا يزاود علينا أحد نحن أبناء حركة المقاومة الاسلامية حماس، لا بمقاومتنا ولا بشهدائنا ولا باستهدافنا.

إنه منذ عام 2005 إلى الحظة ، فإن العمليات الجهادية التي جرت في الضفة الغربية تحديدا هي من انتاج وبصمات عز الدين القسام، سواء تلك التي كانت بالرصاص أو العبوات أو السكاكين أو الفؤوس، وها هي السجون تحدث، هاتوا لي واحدا ممن قام بهذه العمليات من غير كتائب عز الدين القسام، حتى تلك العملية التي جرت في 2006 وتبنتها كتائب الأقصى وسرايا القدس في منطقة بيت حجاي وعصيون في الخليل، هاهم الأبطال أبناء العويوي موجودون في قسم 3 في سجن ريمون وهم من كتائب عز الدين القسام، وهم الذين قاموا بعملية عتصيون في منطقة الخليل كذلك.

 

هذا نموذج نسوقه لكل أولئك الذين عبر اذاعاتهم أو ما ينشرونه في أدبياتهم أن حماس تخلت وخرجت من مربع المقاومة وهو تزوير للحقائق وكذب وتضليل.

نحن نعمل في سبيل الله بواجبنا وبدورنا، الرائد والطليعي، ونحن كنا العمود الفقري في صد العدوان في غزة بامتياز مع اقرارنا بدور كل القوى المجاهدة والمقاومة للاحتلال الصهيوني، فلا نتنكر لجهد احد سقنا ذلك تعقيبا على مجزرة العدو في غزة الاباء.

لكن مع ذلك نصدع برأينا وموقفنا المسؤول بكل وضوح وشفافية، أنه لا يجوز لأحد أن يتصرف بمفرده فيكون عمله شكلا من أشكال العبث واللامسؤول.

 

الأصل أن هناك توافقا فلسطينيا بين كل القوى، الأصل أن يلتزم به الجميع، واذا كانت بعض التنظيمات والفصائل لا تستطيع السيطرة على مؤيديها وانصارها وخلاياها، فعليها أن تعيد حساباتها، أو أن تكون على دراية أن بعض هذه الخلايا تعمل تحت اطارها فتستخدمها استخداما وتوظف هذا الفصيل أو ذاك لاثارة بلبلة، واختراق التوافق الفلسطيني العام لحسابات أخرى مما يؤدي إلى رفع وتيرة العدوان والاجرام بحق أهلنا في القطاع خاصة وشعبنا عامة، وان كان لم يتوقف قط.

فهذا لا يجوز لجهة ملتزمة بالتوافق الفلسطيني العام أن تغامر وتقامر بحياة ودماء الناس ولو حتى من ابنائها ، هذه الحياة وهذه الدماء لها وقتها وزمانها ومكانها.

إن العدوان الصهيوني لا زال مستمرا وحصاره مستمرا، وأهلنا في القطاع يواجهون كل أشكال المعاناة والأذى نفسيا وصحيا ومعيشيا وفقرا وجوعا وتراجعا في كل مناحي الحياة.

هم توافقوا بينهم كقوى وفصائل ومنظمات ليغالبوا هذا الواقع العدواني الارهابي والاجرامي الصهيوني فعلى الجميع مرة اخرى أن يلتزموا بذلك، ولا يجوز أن يتغلب البعض أو أن يأخذ الأمر على عاتقه وكأن الوطن شركة له ولمن حوله يعبث بها كيفما يشاء ومتى شاء و أراد.

 

إن الواقعة حينما تقع ويكون التوافق الفلسطيني على لبس ( الأمة) و منازلة العدو حينها الكل مستنفر والكل لا يجوز له النوم، ولا يجوز أن يبخل على الأرض والوطن والمقدسات، والمواطن بأي شيء مالي أو مادي أو معنوي أو رصاصة أوتوابعها.

ثم ها هي ساحة الضفة الغربية والاستيطان، وتهويد القدس والمقدسات و عربدة المستوطنين ، فأين كل قوى المقاومة ،اللهم إلا تلك العمليات المميزة من أبناء كتائب عز الدين القسام رغم مطاردة وملاحقة وقيود أجهزة الأمن الصهيونية، وأجهزة سلطة فتح الأمنية المرتبطة بالعدو الصهيوني.

 

 

نقلا عن أحرار ولدنا