رسالة إلى طبيب مبتعث

 إلى أخي الدكتور ** : ........................وفقه الله إلى ما فيه نفع الإسلام والمسلمين ، سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :

 فهذا مداد محبٍ ، أبى اليراع إلا أن يدفعه لك دفعاً ؛ جراء سفرتك الطبية إلى....... ـ وُفِّقتَ فيها وهُديتَ ـ ؛ ذلك أني ما إن سمعت نبأ رحلتك هذه ، إلا واختلج في الصدر مني كلامٌ ، أنت به دارٍ فطن ؛ ولكنَّي بذلته لأن الود إذا كان صادقاً ، فإن الكلماتِ فيه تنقاد ، وتساق له سوقاً ، فتدركه القلوب بلا عناء ، فلك أيها العزيز موضعٌ من نفسي ، ومكانٌ في قلبي ، فقد عرفتك صديقاً لا يشوب صداقته زيفٌ من شوائب الدنيا ، صحيحَ الدِّخلة ـ أحسبك كذلك ، ولا أزكي على الله أحداً ـ وعرفتك على تطاول الزمان ، أخاً كريم العهد ، وثيق الذمة، ليس كمن يدور بخُلَّته بين الناس ملتمساً بها دنياً ، أو باغياً بها نفعاً ، فكان ذلك مما متَّن الصداقة ، ووثَّق العلاقة ، فخذ أيها الصديق الأثير وصايا محبٍ ؛ علها أن تنفعك في دنياك وأخراك :
 
ـ فيا أيها الخليل : اتق الله ، فتقوى الله ما جاورت قلب امرئ إلا وصل ، والتقوى هي وصية الله لجميع خلقه ، ووصية رسوله ^ لأمته  ، وما زال السلف يتواصون بها ، وقد قال رجلٌ يريد الحج ليونسَ بنِ عبيد : أوصني ، فقال له :( اتق الله ، فمن اتقى الله ، فلا وحشة عليه) .
وكتب رجلٌ من السلف إلى أخ له : (أوصيك بتقوى الله ، فإنها أكرم ما أسررت ، وأزين ما أظهرت ، وأفضل ما ادخرت ، أعاننا الله وإياك عليها ، وأوجب لنا ولك ثوابها) .
فتيقن يامحب قوله تعالى [وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْه مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ]   {الطَّلاق. 2}، قال ابن كثير : (من جهة لا تخطر بباله) .
وتيقن بأن من لم يجعل الله قصده وقبلة قلبه ؛ فإنه موكولٌ إلى نفسه ، ومن وكله الله إلى نفسه وكله إلى ضيعة وعورة وذنب وخطيئة ، وما كل من طلب المعالي نافذاً فيها .  
فليكن لسان حالك ومقالك دائماً الدعاء النبوي : ( اللهم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ) فلهذا الدعاء أثرٌ عظيمٌ في النجاح والتسديد . 
 
ـ ثم لتعلم أن هذه العلوم الطبيعية من طب ونحوه ، من الأهمية بمكان أن تدرسَ ، ويهتمَّ بها ، ويوجد فيها المختصون ؛ لأمرين :
الأول : لكي نستفيد منها نحن المسلمين، ونسد هذا الثغر من ثغور الإسلام، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ولذا فإن الناظر في شرعنا يجد أنه قد أولى هذا الجانب اهتماماً كبيراً .
 
أما في القرآن ، فيذكر أن هارون الرشيد كان له طبيب نصراني حاذق ، وكان معتزاً بعلمه ، فقال ـ مرة ـ لعلي بن الحسين المروزي : ليس في كتابكم ـ يعني القرآن ـ من علم الطب شئ ، والعلم علمان: علم الأديان وعلم الأبدان؟ فرد عليه علي بن الحسين ، فقال : قد جمع الله الطب كله في نصف آية من كتابنا ، فقال : ما هي ؟ قال : قوله عز وجل [...وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا...]الآية. {الأعراف:31} .
وأما السنة ، فالنصوص طافحة بذكر هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الطب ، ولا تجد كتاباً من الكتب المصنفة على الأبواب إلا وتجد فيه كتاباً قد عُنون له بـ ( كتاب الطب ) ؛ بل قد أُفرد في ذلك مؤلفات ، ككتاب الطب النبوي لأبي نعيم ، والطب النبوي للذهبي ، وبعضهم أفرد باباً في كتابه عن الطب النبوي ، كابن القيم في زاد المعاد ، وابن مفلح في الآداب الشرعية، وغيرهم .
 
والمتأمل في تاريخنا يجد أن علم الطب من العلوم التي عُنيت بها الأمة ، ووجد فيها المبدعون ، يقول عروة بن الزبير ـ رحمه الله ـ :  ( ما رأيت أحداً أعلم بالطب من عائشة ) .
فقلت: يا خالة ، ممن تعلمت الطب ؟ قالت: ( كنت أسمع الناس ، ينعت بعضهم لبعض ، فأحفظه ) .
وقد كان الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ مع علمه الشرعي ـ طبيباً ، وكان يتلهف على ما ضيّع المسلمون من الطب ، وكان يقول : ( لا أعلم علماً بعد الحلال والحرام أنبلَ من الطب ، إلا أن أهل الكتاب قد غلبونا عليه ) .
 ويقول : ( ضيعوا ثلث العلم ـ يعني الطب ـ ، ووكلوه إلى اليهود والنصارى ) .
وقد كان الإمام المازري ـ وهو أحد أعيان المذهب المالكي ـ  يفزع إليه في الفتوى في الطب ، كما يفزع إليه في الفتوى في الفقه.
ويحكى أن سبب قراءته للطب ، ونظره فيه : أنه مرض فكان يطبه يهودي ، فقال له اليهودي يوماً : يا سيدي مثلى يطب مثلكم ؟ وأي قربة أجدها أتقرب بها في ديني ، مثل أن أُفقدَكم للمسلمين؟ فمن حينئذ نظر في الطب .
 
الثاني : أننا نعيش في زمن طغت فيه الماديات ، ووصم فيه المتدينون بوصمة التخلف ، فلنبين للعالم ، أن عندنا نحن المسلمين ، نحن المتدينين ، إبداعاً في كافة الميادين ، وأن فينا من يخوض غمرات الصعاب ، ويركب أكتاف الشدائد ؛ لكي ينفع أمته ، وأن فينا من هو عزيز النفس ، شريف الطبع ، لا يقنع بما دون السماء ، مجداً وسؤدداً ، كما قال النابغة الجعدي :
بلغنا السماء مجـــــــــدنا وجــــــــدودنا       وإنا لنرجــــــــــو فوق ذلك مظهــــــرا
ومن جميل ما قال الشيخ الأديب علي الطنطاوي ـ رحمه الله ـ في مقالة له بعنوان ( نحن المسلمين ) قال :
( سلوا عنا ديار الشام ورياضها ، والعراق وسوادها ، والأندلس وأرباضها ،
سلوا مصر وواديها ، سلوا الجزيرة وفيافيها ، سلوا الدنيا وما فيها ،
سلوا بطاح أفريقية ، وربوع العجم ، وسفوح القفقاس ،
سلوا عنا كل أرض في الأرض ، وكل حي تحت السماء ،
إن عندهم جميعاً خبراً من بطولاتنا وتضحياتنا ومآثرنا ومفاخرنا وعلومنا وفنوننا .
نحن بنينا للعلم داراً يأوي إليها حين شرده الناس عن داره .
نحن المسلمين !
قوتنا بإيماننا ، وعزنا بديننا ، وثقتنا بربنا .
نحن المسلمين !
ملكنا فعدلنا ، وبنينا فأعلينا ، وفتحنا فأوغلنا ، وكنا الأقوياء المنصفين .
 نحن المسلمين !
هل تحققت المثل البشرية إلا فينا ؟
تنظم في مفاخرنا مائة ألياذة ، ثم لا تنقضي أمجادنا ،
من يعد معاركنا التي خضناها ؟
من يحصي مآثرنا في العلم والفن ؟
من يستقري نابغينا وأبطالنا ؟
إلا الذي يعد نجوم السماء ، ويحصي حصى البطحاء .. ) إلخ ما قال ـ رحمه الله ـ .
 
وإن مما يؤكد أن يوجد في مثل هذه القطاعات الشباب المستقيم ، أننا نريد أطباء يتمثلون هدي الإسلام في أفعالهم ؛ يسدون هذا الثغر من ثغور الإسلام ، مع القيام بالدعوة إلى الله ، بآدابها المتمثلة بقوله تعالى [ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ...]الآية. {النحل:125}  ، والقيام بالأخلاق الحسنة ، مما يعطي الناس انطباعاً حسناً : أن الاستقامة لا تعني الجفاء والغلظة ، إنما هي الحرص على الأخذ بأيدي الناس إلى الصراط المستقيم ؛ حيث السعادة الحقة ، والفوز المبين ، وإن حسن الخلق وسيلة متينة في الدعوة إلى الله ، وفي سنن الترمذي ، من حديث أبي ذر ومعاذ بن جبل - رضي الله عنهما - : أن رسول الله ^ قال :( اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن ) . وفي مسند أحمد ، وسنن الترمذي ، وابن ماجه ، حديث أبي هريرة ، عن النبي ^ أنه سئل : ما أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ قال : ( تقوى الله ، وحسن الخلق ) .
 
فتأمل ـ يا رعاك الله ـ هذه الوصية العظيمة الجامعة لحقوق الله وحقوق عباده .
ـ ألا فلتعلم ـ يارعاك الله ـ أن الاستفادة من تجارب غير المسلمين مطلبٌ قد ورد جوازه في شرعنا ، ففي صحيح مسلم من حديث عائشة ، عن جُدامة بنت وهب أخت عكاشة قالت :  حضرت رسول الله  في أناس وهو يقول :( لقد هممت أن أنهى عن الغيلة*** ، فنظرت في الروم وفارس ، فإذا هم يغيلون أولادهم فلا يضر أولادهم ذلك شيئاً ) .
 
وقد نقل أهل السير استفادته  من الفرس يوم حفر الخندق، وذلك بمشورة سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ .
 
ـ أيها الرفيق : لتحتسب كل ما تعمله ، لتحتسب سفرك هذا ، ولتحتسب ذهابك للعيادة ، وإيابك منها ، ولتحتسب وأنت تستقبل المريض ، ولتحتسب وأنت تضع سماعة الأذن ، ولتحتسب وأنت تجس المريض بيدك ، ولتحتسب وأنت تصف الدواء ، فإنك ترى الرجلين يعملان العمل الواحد ، وقد أدرك أحدهما رحمة ربه بحسن نيته، وقد غفر لبغيٍّ من بني إسرائيل ؛ لما سقت كلباً بإخلاصٍ وحضور قلب .
 
فإذا كان الإحسان على الكلاب يغفر به الخطايا ، فكيف يصنع الإحسان بمن وحد رب البرايا؟! لا شك أن الرحمة به أحق وأجدر .
ـ أيها الخل الكريم : إن الله سبحانه جعل للغايات أسباباً توصل إليها ، وإن من الأسباب التي ينال بها الإنسان حظاً وافراً من العلياء ـ هو أن يكون ذا قصد واضح ، وهدف ظاهر ؛ يتوخاه ، ويسعى إليه ، وإلا فإنه إذا لم يكن ثَمَّ هدفٌ ؛ فإن الجهد ضائع ، والعمل ساقط :
ومشتَّتِ العزمـــــــاتِ ينفق عــــــمــــــــره          حيرانَ لا ظفرٌ ولا إخفــاقُ
 
ولا يخفى عليك خبرُ بعضِ مَنْ ذهب إلى هناك ، وليس له همٌّ إلا تحصيل النزوة ، وإطلاق الشهوة ، فتاهوا في شعاب الباطل ، وهاموا في أودية الضلال ، فرجعوا وقد أخلدوا إلى الصغار ، وتجرعوا كأس المذلة.  
ألا وإن من الأسباب التي تُدرك بها الغاية أن يكون العامل ذا جد بالغ ، وعزم صادق ، يشمر للأمر ، ويحسر له عن ساقه ، غير هياب ، يلتمس الوسائل في بلوغ مآربه ، ويبتغي لها الأسباب ، ويتوخى لها وجوه النجح ، فإنه إذا فعل ذلك فإنه يوشك أن يلج :
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجتـــــــه           ومدمن القرع للأبواب أن يلجـــا 
وإياك أيها الصديق واستطالةَ الطريق ، فمن استطال الطريق ضعف مشيه :  
بعيدٌ على كسلانَ  أو ذي مـــــــــــــلالة              وأمــــا على المشتاق فهو قريب
بل ألق بين يديك عزمةً ، وخذ بنفسك في سبيل المجد أخذاً ، فإن النفس على ما قال الأول : 
وما النفس إلا حيث يجعـــــــلها الفتى          فإن أطمعــــت تاقت وإلا تسلــــَّت
وكانت على الآمال نفسي عزيـــــــــــزة       فلــما رأت عزمي لى الترك ولَّــــت
 
 ولتكن محسن الظن بربك ، فالله عند ظن عبده به ، ولتعلم بـ :
أن رباً كفاك بالأمـــــــــــــــــس ما كا              ن سيكفيـــــــك في غدٍ ما يكون
 
ـ أيها الحبيب : إن للغربة لوعتها وشدتها ، لكن مما يخففها ، ويملأ أفلاذ الكبد بالصبر       عنها ـهو الإقبال على الله ، والتعلق به ، والإنابة إليه ، والرضى بأمره ونهيه وقضائه ، فاجعل هذا ديدنك وهِجِّيراك تلق ثواباً ، وجنة عيش .
 
ـ ولتعلم بأن للبيئة تأثيرها ، فالصاحب ساحب ، والطبع استراق ، والشُّبَه خطافة، وإن بعضاً ممن ذهب إلى هناك ـ أوهنت المخالطة ديانتهم ، وأصابتهم فيها بمقتل ، وإن الحفاظ على الدين ، وأخذه بقوة ؛ يسيرٌ على من يسره الله عليه ، فكن دائم السؤال لربك بأن يثبت قلبك على الدين ، وأن يصرفه على الطاعة ، وأن يقيك الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وتذكر قول ربك :[وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا] {الإسراء:74} وقوله : [... وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئًا ...] {المائدة:41}.
 
وخذ من حضارة القوم ما يخدم دينك ، ويرقى بحضارة أمتك ، وانبذ منها ما يخدش دينك ، فبذلك تعيش سالم الدين ، جميل الذكر ، وكم من أناس ذهبوا هناك ، فغرهم سراب تلك الحضارة، فأشربوها في قلوبهم، فاستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، فرجعوا وقد لحقتهم سُبَّةٌ ونقيصة ، فصاروا شؤماً على دينهم ومجتمعهم .
 
ـ وكن دائم التواصي مع إخوانك بالحق والصبر ؛ فإن هذا من أعظم ما يملأ القلب ثباتاً ، ويزيده إيماناً ، وقد قال تعالى : [وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا] {الكهف:28}
 
قال الشيخ ابن سعدي ـ رحمه الله ـ : ( فيها الأمر بصحبة الأخيار، ومجاهدة النفس على صحبتهم، ومخالطتهم وإن كانوا فقراء ؛ فإن في صحبتهم من الفوائد، ما لا يحصى ، [وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ] أي: لا تجاوزهم بصرك، وترفع عنهم نظرك [تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا] فإن هذا ضارٌ غيرُ نافع، وقاطعٌ عن المصالح الدينية؛ فإن ذلك يوجب تعلق القلب بالدنيا؛ فتصير الأفكار والهواجس فيها، وتزول من القلب الرغبة في الآخرة؛ فإن زينة الدنيا تروق للناظر، وتسحر العقل، فيغفل القلب عن ذكر الله، ويقبل على اللذات والشهوات، فيضيع وقته، وينفرط أمره، فيخسر الخسارة الأبدية، والندامة السرمدية؛ ولهذا قال: [ وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا ] غفل عن الله، فعاقبه بأن أغفله عن ذكره ).  
 
ـ أيها المحب : افزع إلى الصلاة أبداً ؛ فإنها خير معين في تيسير المطلب الكؤود ، ونيل المرام البعيد ، وقدكان رسول الله ^ إذا حزبه أمرٌ يفزع إلى الصلاة .
 
ـ ولا تنس وردك من القرآن ، فإنه الكتاب المستبين ، والحق المبين ، وهو الطبيب الآسي ، والكريم المواسي ، وإياك أن تقول إني في شغل شاغل ، فالمهنة ضاغطة ، والعمل شديد ؛ فإن هذا خطاب من لم يوفق ، ومن يتحر الخير يعطه ، ومن يتوق الشر يوقه .
 

ـ أخي الكريم هذه كلمات جمعتها ، وهموم بثثتها ، وما دعاني إلى تسطيرها إلا حق الصحبة ، ثم أملي أن أرى منك خيراً عاجلاً ، فبادر فإن النفس مولعة بحب العاجل ، وفقك الله وسددك ، وجعلك هادياً مهدياً ، راضياً مرضياً ، مباركاً أينما كنت ، وأعادك إلى بلدك سالماً غانماً ، قد أدركت الغاية ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

-----------------------------------------

* الكاتب محاضر في كلية الشريعة - جامعة القصيم

** كتبتها لأحد الأصحاب قبيل ذهابه لإحدى الدول الغربية لإكمال دراسته الطبية ، وأحببت نشرها ؛ لعل أن يفيد منها من كان مثله .

*** هو أن يجامع الرجل زوجته وهي مُرْضِع.