الاستشارات العقارية ..

[email protected]
يسعدني طرح موضوع الاستشارة العقارية وهي تهدف لتثقيف الوسيط العقاري والزبون العقاري بمجال العقار ، وكذلك من يرغب بالدخول بمجال العقار أو لديه أي رغبه بالتعامل العقاري .
وبالنسبة لموضوع اليوم وهو الاستشارة العقارية فسأقسمها إلى أربع حلقات متفرقة ( أ-ب-ج-د ) وهي كالآتي : -
أ – أدلة الاستشارة العقارية.
ب – أهداف الاستشارة العقارية.
ج – أركان الاستشارة العقارية.
د – وقفات أخيرة حول الاستشارة العقارية .
ولعلنا بالاستشارة العقارية ونأخذ الحلقة الأولى ( أ- أدلة الاستشارة العقارية )...وعلى بركة الله سبحانه وتعالى نبدأ بالموضوع ...
مقدمة للموضوع: فموضوع المشاورة قد تكرر ذكره في القرآن الكريم ، فمن المناسب أننا لن نستطيع أن نستغني عن هذا الموضوع المهم في حياتنا وفيما يتعلق بموضوعنا وهو الاستشارة العقارية .
وحتى يفهم المقصود بالمقال فهو موجه للمستثمرين الذين يرغبون بالبيع والشراء بالعقار أو الاستثمار أو
أي نوع من أنواع الدخول في مجال العقار ، والمستشار العقاري هو الشخص الذي يقوم بتقديم النصائح
والاستشارات إلي الأفراد والشركات بخصوص الشراء والاستثمار في مجال العقارات.
ومن يعرف قيمة المشاورة سيعرف قيمتها ومكانتها وآثارها ، وسلبية من يتخذ قرار ببيع أو شراء عقار دون وجود مستشار عقاري ، و الذي في الغالب من سيقوم بهذا الدور هو الوسيط العقاري(الدلال) ، ولكن في العموم لا يشترط أن يكون الوسيط العقاري (الدلال) هو المستشار العقاري ، فالصحيح أن الشخص المختص والذي يتابع حركة السوق العقاري ويعتمد على الإحصائيات والتحليل العلمي ودراسة السوق والبحوث فمثل هذا هو الأحق بأن يكون المستشار العقاري مع الخبرة العملية ، ولكن بما أن المشتري يعتمد في الاستشارة دائماً على الوسيط العقاري ويتم تنفيذ الصفقة العقارية من خلاله بناء على المعلومات التي يزودها الوسيط للزبون العقاري لذلك الخطاب في هذا العموم سيكون للوسيط العقاري وكذلك لكل مستشار عقاري يعمل في هذا المجال ، ولا ننسى قبل ذلك الزبون العقاري فهو من صلب الموضوع .
وهو كذلك موجه لمن يرغب بالاستشارة العقارية حتى يستفيد مما يقدم له من نصائح لما سيقبل عليه و يضع النقاط على الحروف أثناء الاستشارة العقارية.
ولا أخفيكم أن الوسيط العقاري يلعب دور كبير بصراحة في جعلك مليونيراً بل ويعطيك الاستشارة العقارية الصحيحة التي تجعلك تستفيد من واقع عقارك الذي تملكه بحيث تحصل على الفائدة القصوى منه .
وقبل الشروع بالموضوع دعوني أذكر لكم هذه القصة التي توضح ماذا يعني مستشار عقاري صح...
وهي وقعت معي ...
والقصة حتى أوضح لك ماذا يعني المستشار العقاري الصحيح وكيف سيجعلك تربح من عقارك إلى أقصى درجات الاستفادة ، وقبل البدء بالقصة سأوضح ماذا يعني أعلى درجات الاستفادة ومثالها إذا شخص عنده مصنع ويبيع فرضاً مائة زجاجة عسل كل شهر وكان العسل طبيعي ومن أفضل الأنواع ولنفترض أن قيمة زجاجة عسله في السوق مائة درهم وهو يبيعها بثلاثون درهم ، فالفرق واضح وكبير ، فإذا جاء إليه شخص ونصحه وقال له وقدم له استشارة في العسل بأن عسلك الحقيقي قيمته في السوق مائة درهم وأحضر له نماذج مشابه لنفس العسل يباع في السوق فهنا الرجل سيتنور(بيفتح عينه) ويفهم الخطأ الذي كان يسير عليه طوال السنين وأنه لم يكن يجني من بيعه للعسل وتعبه السعر الحقيقي له ومبلغ الربح الصحيح من عسله ، فتراه يشكر هذه المستشار على استشارته لأنه قدم له نصيحة ستخدمه طوال عمره وإذا أردنا أن نتحدث بلغة الأرقام فاحسب كم كان سيبيع بالطريقة القديمة في السنة وكم سيبيع الآن وكم الفرق في المبلغ ، وماذا كان يمكن أن يستثمر ويفعل بالأموال التي جاءته بعد بيعه العسل بالسعر الحقيقي .. وماذا كذلك عليه أن يفعل تجاه هذا المستشار للعسل من كلمات شكر وثناء وأنه بالفعل المستشارين السابقين في العسل لم يكونوا على مستوى الاستشارة وأنه الآن قد استوعب الموضوع كاملاً... وكذلك تراه لن يقصر معه في دفع المال مقابل هذه الاستشارة لأنه استفاد فلا بد أن يفيد...والمثل يقول (مايخدم بخيل)!! فالذي أريد أن أصل له هل مستشارك العقاري الذي تتعامل معه شعرت أنه قد أوصلك عقاراتك إلى مستواها الحقيقي من الربح الذي يتمثل في صورة نقود تستلمها بيدك سواء كان ذلك عقار يديره لك أو بعت أو اشتريت من خلاله أو استثمرت عن طريقه ، وكذلك وبعد قراءتك للحلقات العقارية للاستشارة العقارية القادمة أرجو أن ترفع سماعة الهاتف وتتصل على مستشارك العقاري وترى هل ما قيل من صفات ووقفات حول مستشارك العقاري في الحلقات التي سأتناولها تنطبق على من تسأله ويغذيك بالمعلومات وهو المستشار العقاري أم أن الموضوع لا يعدو أن يكون دقائق من الحديث بالهاتف ثم تأتي الصفقة .
إنني من الأمور التي قد أنتقد فيها قضية التأخير في البحث عن العقار الذي يطلب الزبون وكثير منهم يقول لماذا لا تفعل كالباقين أعرض الموجود وسنختار منها ... والجواب لوحده بحاجة إلى وقفة طويلة ...
حيث أنني أعرف تماماً ما الذي يفعل في حالة طلب زبون عقار ولكن بكل بساطة سأجيب على السؤال وحتى لا أستطرد كثيراً في هذه النقطة أن هذا الشخص الزبون العقاري كالمريض الذي دخل على طبيب يبحث عن دواء فلا بد قبل هذا أن يتوجه الطبيب بالأسئلة للمريض حتى يستطيع أن يصل إلى الدواء لا بد من تشخيص الداء ثم الدواء فإذا ما شرب الدواء واستعمله برأ من المرض بإذن الله تعالى وانتفع ، وهكذا المستشار العقاري والوسيط العقاري الذي يقوم بدور المستشار العقاري لا يكون هوامير بشرية في السوق تأكل اليابس والأخضر, وهذه الهـوامير المخيفة وإن كانت كبيرة الحجم لكنها لا ترى في النور, يصطادون في وضح النهار صيوداً لا يذكرون اسم الله عليها؛ لأن الحلال عندهم ما حل في أيديهم, والحرام ما حُرِموه!! بل على الوسيط العقاري أن يكون الطبيب الذي يصف الدواء للمريض .
ويعتبر الوسيط العقاري المرجعية الرئيسية للعملاء عند رغبتهم في الدخول إلى السوق العقاري، إما للتملك أو التأجير أو الاستثمار أو البيع أو الشراء أو غيرها مما يتعلق بالعقار ..
ولعلي تأخرت عليكم بالقصة التي سأذكرها وهي كما قلت ليس قصة بل مجموعة من القصص وكأنها ستزداد كل يوم مع العمل في الوسط العقاري فخذوا واحدة سريعة نبدأ بها ...
هذه القصة حصلت عندما عرف أحد الأشخاص أن هناك من قام بالبيع والشراء عن طريقي وكان ربحه موفق بفضل الله تعالى ، وخلال فترة زمنية هي عبارة عن شهور ، فاتصل وطلب أن ابحث له عن عقار ، وكرر الطلب وقال سأزورك بالمكتب ... وكان سبحان الله يحصل تأجيل في اللقاء ...ولكن مع جديته في طلبه رأيت أنه لابد من البحث له عن عقار ، حيث أنني أحرص في التعامل مع الزبائن أن أجد ا لجدية لديهم وعند ذلك أوفر لهم ما يطلبون ، وذلك لأن أغلب الأشخاص الذين يرغبون بالشراء تراه يتحمس اليوم ومن الغد يقوم بتغيير رأيه ... لكن في حالة رؤيتي أن الزبون جاد فهنا يأتي دوري في البحث له ما هو العقار المفيد له وذلك بناء على الفكرة التي يرغب بها في الاستثمار ، وأقوم بتوفير الطلب له ..فانتظرت حتى وجدت عقار مناسب وكان ذلك في ديسمبر 2007 م ، والعقار بدبي بمنطقة هور العنز،
وسبحان الله .. حصل تأخير في عقد الصفقة للمرة الأولى وكان بسبب من المشتري ، والمرة الثانية كما تذكرون مرت علينا أمطار غزيرة وتعطلت الحركة ، فتأخر التسجيل إلى تقريباً نهاية ديسمبر وتم عقد الصفقة لدى دائرة الأراضي والأملاك وتم شراء العقار بقيمة ( مليونان درهم فقط لا غير ) ... ولله الحمد..
وبعد شهرين طلب مني المالك أن أقوم ببيع للعقار نفسه بدبي بهور العنز ، والأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى وبدأت بخطوة من خطوات التسويق وهي وضع لوحة على العقار .. وسبحان الله جاءت الاتصالات كما تعرفون وبدأ الناس يسألون عن السعر.. وكما لا يخفى عليكم في المفاوضات حول المبلغ الجديد المطروح للبيع حيث رغب المالك بأن يطرح بمبلغ كبير ، ولكن قلت له أنك تستطيع طرحه ويكون مقبول بمبلغ مليونان ونصف درهم ..وبالفعل الناس يتصلون على هذا السعر وهو مقبول ولم أجد الرفض والاعتراض الكبير من الزبائن ولكن كما هو معلوم أن الكل يرغب بأن تعطيه سعر أقل من المعروض ، إلى أن جاء رجل وأراد شراء العقار وبالفعل وافق أن يشتريه بمبلغ مليونان ونصف درهم ... ولله الحمد ..
وهنا الشاهد الذي أريد أن أصل إليه ... المالك سيربح نصف مليون درهم أي ( 500000) خمسمائة ألف درهم خلال شهرين تقريباً ... بالله عليكم .. هل هناك مشروع يحقق ربح خلال هذه الفترة البسيطة بهذا المستوى .. إن وجدتم أخبروني فأنا أول المستثمرين فيه ..نصف مليون درهم في شهرين ...
وجاء المشتري عندي الشركة بدبي ... وقد تكررت زيارته مرتين الأولى المفاوضة بالسعر ... والثانية القرار بالشراء والمبلغ جاهز وهو سيعقد الصفقة ...
أتوجه إليكم بسؤال .. إذا كنت مكان المالك ماذا ستقدم لي ..وهل ستقدم لي هدية غير العمولة المتفق عليها وهي 1% .. هل ستتوجه بعبارات الشكر والثناء والمدح .. هل هل هل ؟؟ أسأله بحاجة إلى إجابات أتركها لكم بعد أن تعرفوا ماذا قدم المالك من هدايا وعمولات تستحق الذكر وبصراحة استحقها لأني بعدها وضعت في منهجي العقاري مجموعة من التعديلات وذلك حفظاً للحقوق...
اتصل مدير المالك لأنه اكتشف أن الورقة التي قام بالتوقيع عليها لم يذكر فيها نسبة العمولة فقال المالك .. أي عمولة تتكلمون عنها ( أي أخذتم عمولة قبل شهر ولماذا الثانية ) .. أي لا عمولة لكم عندي ... جائزة جميلة جداً نستحقها بعد أن قمنا بتحقيق نسبة ربح له نصف مليون درهم في شهرين ... لا مكافأة !!!
وهذا الذي يحصل دائما ... أن الناس لا تنظر للربح الذي حصلت عليه مهما كان قدره .. ولكن تنظر إلى العمولة التي سيأخذها الوسيط العقاري ... لذلك أتوقع والله أعلم أن هذا الذي جعل كثير من الوسطاء يستخدمون الحيل واللف والدوران وفقدان الصدق بسبب قناعتهم بأن أغلب الملاك سيتصرف معهم بهذه الطريقة ، وهذا طبعاً لا يجوز شرعاً للوسيط العقاري أن يفعله مهما صدر من الملاك تقصير في حقه فالغاية لا تبرر الوسيلة ..
وأنا من ناحيتي كمنهج عقاري أصبحت بعد هذا أوثق العمل بالعقود مع أنها كانت موجودة مع الكل في البيع والشراء ولكن هناك زبائن لا يجدي معهم إلا حفظ حقوقك قبل أي خطوة تأخذها وذلك حتى لا تضيع الجهود بدون فائدة ..والمسلمون على شروطهم ..
وهنا أيضاً تعليق بسيط على الحادثة سأذكرها بمثال .. إذا مرض طفلك فقد تذهب به إلى مجموعة من الأطباء ولا يعرفون علاجه وتعطيهم مبالغ في حدود شهاداتهم وخبراتهم ، ولكن ممكن تسافر إلى بلد يعرف العلاج ويصف لك الدواء في لحظة ويتعافى الولد بفضل الله تعالى ثم بفضل الطبيب ..فهذا الطبيب صحيح أنه قدم لك الاستشارة في لحظة وفي ساعة واحدة .. ولكن كلامه كان بناء على سنوات عمره قضاها في دراسة الطب والسهر والبحوث وطلب العلم و ... ولم يكن من فراغ ... فهو خبير بالطب والتخصص ..
وعليك بالقياس في مجال العقار .. حيث بعض من أتعامل معهم يرى أنك قدمت استشارة في ساعة مع أنه قد ربح لكنه يقول لماذا تأخذ هذه المبالغ فأنت قدمت نصائح وأنت جالس ..ولكن هو لا يعلم أن هذه الخبرة جاءت بعد سنوات من القراءة في مجال التجارة والعقار والدورات والسفر و ... فدرجة الخبير العقاري لم تأتي من فراغ بل هي بفضل الله سبحانه وتعالى ثم الجهود التي بذلها الشخص ...
ومن الممكن أن يذهب نفس المالك عند شخص آخر ويوجه بهذا المبلغ لشراء عقار فتراه لا يربح إلا في السنة الواحدة 10 % على المبلغ الذي استثمر به ... وقد لا يوفق في شراء عقار مناسب يندم عليه طوال حياته وقد يكون خسر ماله الذي جمعه طوال حياته في صفقة واحدة ...
الشاهد .. أن فن تقديم الاستشارة بطريقة تجعلك تربح وترضى عن الربح هذه بحاجة إلى خبير عقاري مختص ، وإذا قدم لك الاستشارة الصحيحة وربحت فكما استفدت أنت كمستثمر ..اجعل الآخرين يستفيدون..
ورسالة أتوقع أنها قد وصلت .. أن شخصين ممكن أحدهما يستثمر عن طريق وسيط عقاري ويجد ربح بسيط في نهاية السنة .. ونفس المبلغ كان إذا استثمر عند شخص آخر يجد أرباح مضاعفة لم يكن يتصورها .. فلذلك كما قال تعالى (قالت إحداهما : يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين )
هذه قصة من القصص التي تمر بالمجال العقاري ..... وهكذا علمتني الحياة ...
نعم ... تعودت بعد هذا الموقف أنني لا أقوم بعمل أي خطوة عقارية مع أي زبون عقاري إلا بعد كتابة العقود القانونية التي أحفظ بها حقوقي ، وأصبحت أرفض عن الجواب عن السؤال التقليدي الذي يسأله كل متصل كم سعر الأرض في المنطقة الفلانية ، حيث أنني إذا فتحت هذا الباب فلعلي سأفتح بدالة تقييم وتثمين للعقارات ... فالجاد يعرف الهاتف والمكتب ويزورك ... ثم يبدأ العمل ... أما أولئك الذين يريدون إنهاء كل شىء من خلال مكالمة واحدة فإنني أحفظ وقتي من التعامل معهم وحتى إذا أخبروني أن صفقاتهم بالملايين فليحتفظوا بها لهم ونسأل الله تعالى أن يبارك لهم فيها ...
نعم هذه قصة من القصص التي كان المقصود منها توضيح المثال على أنه ماذا يعني وجود مستشار عقاري لك وقيمة المستشار العقاري الناجح ...وأتوقع وصلت الرسالة في بيان أهمية المستشار العقاري ..
مع العلم بأن الوسيط العقاري هو الذي سيوفق بين أشخاص وصفقات بالملايين لا بد له من صفات معينة تتوفر فيه حتى يستطيع تقديم الاستشارة العقارية الصحيحة وكما هو معلوم إذا كان هذا الشخص غير مؤهل ولم تتوفر فيه صفات المستشار العقاري فإنه بإمكانه بقرار خاطئ أن يجعل أسرة تنام في الشارع بين عشية وضحاها إذا لم يكن أهلاً للاستشارة العقارية ، والرسائل التي تصلني عبر البريد الإلكتروني في موضوع وقوع كثير من الأشخاص ضحايا للتلاعب لعلها توضح المقصود ، ومن خلال ما سيطرح بإذن الله تعالى سيدرك الفرد أهمية المشاورة وثمارها، مما يدعوه إلى مزاولتها الدائمة في بيعه وشرائه العقاري.
نسأل الله تعالى أن يجعل هذا المقال خالصاً لوجه الكريم سبحانه وتعالى وأن ينفع قارئه ، ولا أنسى أن أوصيكم بملاحظاتكم واقتراحاتكم وآرائكم حول الموضوع حيث أنه لا يوجد في السوق العقاري موضوع مفصل بهذه الطريقة التي ستذكر في موضوع الاستشارة العقارية ومن وجد فلا يبخل علينا بأن يدلنا عليه..
ولعلنا ولبيان أهمية الموضوع لعلنا نطرح هذا السؤال: -
لماذا الاستشارة العقارية مهمة ؟
حقيقة إذا أردنا أن نتحدث عن هذا الموضوع ولماذا الاستشارة العقارية مهمة فإننا سنجد: -
1- إن الله -سبحانه- أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستشير أصحابه.
2- بيّن الله في سورة يوسف ممارسة إخوة يوسف للشورى مرتين، عند محاولة التخلص من يوسف، وعند حدوث مشكلة السرقة (خَلَصُوا نَجِيّاً) .
3- ممارسة الرسول صلى الله عليه وسلم للشورى حتى قال أبو هريرة رضي الله عنه " ما رأيت أحدا أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه " .
4- الآثار الإيجابية للشورى، تكسبها أهمية خاصة، وبخاصة إذا أدركنا الآثار السلبية الكبيرة للفردية وعدم التشاور ، ولعل من أقدم على الاستثمار في حياته أياً كان نوعه بدون استشارة وجد سلبية ذلك .
5- إن بعض الناس يعمل العمل وحده، فإذا جاءت النتيجة على غير ما توقع، ووقع في مشكلة لا يدري أين المخرج منها، جاء باحثا عن الحل مدعيا الاستشارة، وهو في الحقيقة يستنجد لا يستشير، لأن الاستشارة يجب أن تكون قبل الفعل لا بعده .
6- لو استغنى أحد عن الاستشارة والمشورة لاستغنى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: قيل: إن الله أمر بالمشاورة نبيه صلى الله عليه وسلم فغيره أولى بالمشورة وصدق الشاعر:
عقل الفتى ليس يغني عن مشاورة
كحـدة السيف لا تغني عن البطل

7 – مع الوضع العقاري المقبل وما نشاهده من سوق العقار فإنه لا بد من إعادة تأهيل الوسيط العقاري بطريقة يكون ناجح في كل صفقة وساطة عقارية يقوم بها وذلك بالاستشارة الصحيحة المقدمة خصوصاً مع ازدياد عدد الوسطاء العقاريين وأصبح كما يقال شغل من لا شغل له .
8 – إن السمسار البسيط الذي يسير على التقليد وما سمعه في هذه المهنة عن آبائه وأجداده ينبغي أن ينتهي من السوق في ظل وجود شركات ومكاتب عقارية متخصصة بالوساطة العقارية، وتعمل وفق خطط واستراتيجيات وأنظمة داخلية محكمة لأنه غير مؤهل لتقديم الاستشارة العقارية الصحيحة .
وقبل الدخول في صلب الموضوع نقف وقفة بسيطة لمشهد يتكرر شبه يومي نعلق عليه ثم بعد الانتهاء من قراءة مقال الاستشارة العقارية كاملاً نرغب من القارئ أن يرجع لهذا المشهد ويقارن هل هذا الشخص بالفعل هو مستشاري الذي سأتعامل معه وأدعو الآخرين للتعامل معه ...
وإليك المشهد ... ستفتح جريدة أو أي مجلة أو أي عرض عقاري موجود وقد وضع الوسيط العقاري رقمه ولنفترض أن اسم المشتري بو خالد وهو يقوم بالاتصال بالوسيط العقاري ولنفترض أن العقار بمنطقة معينة فيبدأ هذا الحوار :
آلو : السلام عليكم
الوسيط العقاري: وعليكم السلام
بو خالد : أخي أنت عارض عقار بالمنطقة المعينة .
الوسيط العقاري: نعم.
بو خالد : كم سعره .
الوسيط العقاري: مليون ومائتان ألف.
بو خالد : مباشر .
الوسيط العقاري: مباشر مع المالك !
بو خالد : كم مساحة الأرض .
الوسيط العقاري: عشرة آلاف قدم.
بو خالد : هل تنصحنني اشتري العقار .
الوسيط العقاري : لايفوتك …
والسؤال المطروح: هل هذه استشارة عقارية صحيحة وموفقة... الجواب عندكم .
ولعلي أسمع جواب منكم بعد الانتهاء من كل حلقات الاستشارة العقارية ... بإذن الله تعالى.
وليس ذلك فحسب بل ما سيضعه من تسويق عقاري وهو في الحقيقية (الاحتيال العقاري وليس التسويق العقاري...) فالتسويق حقيقة له تعاريف عدة ولكن إذا نظرنا للموضوع من الجانب الشرعي فلا يوجد مصطلح في القفه الإسلامي يشرح معنى التسويق وإن كان قد قد يكون له معاني أخرى ولكن نستطيع أن نقول أن التسويق حقيقة هو أن تخبر الشخص بالعقار الموجود مع ذكر المميزات الموجودة فيه حقيقة مثال: ستشتري أرض بمردف بدبي والأرض تقع على شارعين فهنا يحق لك أن تسوق للأرض بمعنى تصفها في حدود المعقول بما فيها من صفات دون زيادة ، والكل يعرف ميزة منطقة مردف والشراء بها بل إذا قال لي شخص ما رأيك سأشتري عقار بمردف فما هي نصيحتك ..فجوابي استخر ثم تأكد من سعر الأرض ثم اشتر ولا تتأخر ... ونسأل المولى سبحانه وتعالى أن يطرح البركة بما اشتريت ... اللهم آمين..
وموضوع التسويق العقاري سنتعرض له مستقبلاً بمقال مستقل بإذن الله تعالى.
ولكن موضوعنا ما كان من سؤال وجواب عبر المكالمة الهاتفية بين بوخالد والوسيط العقاري هل هي كافية في عقد صفقة عقارية لن تقل عن مليون درهم أو عشرات الملايين أو مئات الملايين وتجعل الزبون راضي نفسياً عن الجواب ومقتنع بهذه المكالمة أو حتى إذا جاء للمكتب العقاري بأن يعرض له عدد الأدوار أو مساحة الأرض أن يتخذ قرار الشراء ... إذا كان الزبون يعتقد ذلك ... فأترك لك أخي قارئ مقال الاستشارة العقارية بعد النهاية منها أن تقرر هل ستقتنع بذلك أم لا... ويسعدني رأيك بصراحة ...
وإنني الذي أراه أن مهنة الوساطة العقارية أصبحت مهنة الكل..وأخشى أن يأتي يوم نجد الخادمة التي تعمل في المنزل تعمل في الوساطة العقارية وقد يتصل بها أحد الأشخاص وهي تضع الملح في الطعام فيسألها هل عندك أرض بمنطقة........فتقول عندي وتأكد أيضأ أنه من المالك مباشرة...وممكن إذا سألت الخادمة هل عندك أبراج للبيع تقول نعم عندي .. !!
نكرر ونقول ... هل هؤلاء هم المستشارين العقاريين.. الجواب عندكم ...
ومن خلال ما سبق تتضح أهمية أن يكون الوسيط العقاري ملماً بالاستشارة العقارية الصحيحة ، وأن هذا الموضوع من المواضيع المهمة التي ينبغي أن لا يرخص لأي وسيط عقاري بممارسة المهنة إلا بعد حصوله على دورة كاملة في موضوع الاستشارة العقارية مع بقية الدورات العقارية ... والله أعلم .
ولا يخفى عليكم وما أكرره دائماً ... شكراً يا دبي ... شكراً يا دائرة الأراضي بدبي ... شكراً يا مؤسسة التنظيم العقاري بدبي ... على جهودكم في التشريعات التي تضعونها وجهودكم فيها لحفظ حقوق المستثمرين .. وعلى الدورات الإلزامية للوسطاء العقاريين للدخول بمهنة الوساطة العقارية ... شكراً لكم..
وبارك الله سبحانه وتعالى في جهودكم ... وسدد خطاكم ... وأسأل المولى سبحانه لكم التوفيق ..اللهم آمين ...

1 - تعريف المشاورة.
ومعنى الاستشارة العقارية: أن تسأل وسيط عقاري أو مستشار عقاري فتبين ما عندك من استفسار أو إشكال أو توضيح فتظهر وتسأل عن كل ما يتعلق بموضوع الاستشارة العقارية كاملاً الذي عندك ، رغبة بمن يوضحه لأن تصل إلى النتيجة الصواب فيما تريد وتكون استشارتك في الأمر المهم والمشكل لديك.
والوسيط العقاري أو مستشارك العقاري هو يظهر ما عنده من جواب شافي وكافي فيرشدك للحقيقة فيما استشرت.
فبالنتيجة...ستعرف الطريق الصحيح بعد الاستشارة وتتضح الصورة والمعالم لديك وتنير هذه الاستشارة طريقك..تتخذ قرارك السليم الصحيح بإذن الله تعالى في الموضوع الذي قمت بالاستشارة حوله .
إن حقيقة الاستشارة هي طرح وجهات الرأي المختلفة حول الموضوع المطروح وتقليب هذه الآراء المطروحة وتمحيصها حتى يتم بعد ذلك اختيار الرأي السديد ، فإذا انتهى الأمر إلى رأي من الآراء فيما تم طرحه وقبوله والموافقة عليه بعد تقديم الاستشارة العقارية الصحيحة يكون دور الاستشارة العقارية قد انتهى وجاء دور التنفيذ، التنفيذ في عزم وحسم، وفي توكل على الله .
وهنا وحتى تكون المسألة واضحة وأن الموضوع له أصل في القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والتاريخ كذلك سيتم إيراد بعض الأدلة على الاستشارة من الكتاب والسنة.
الشورى في القرآن
بعض الأدلة من القرآن الكريم : -
1 - قوله تعالى " والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة"
قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ).
* وقال القرطبي: كان الأنصار قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أمرا تشاوروا فيه، ثم عملوا عليه، فمدحهم الله -تعالى- به .
* وقال: ابن كثير: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) أي لا يبرمون أمرا حتى يتشاوروا فيه .
2 - قوله تعالى "فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما"
قال -تعالى- في سورة البقرة: (فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا) .
وقال -سبحانه- في سورة الطلاق: (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى) .
هاتان الآيتان في موضوع إرضاع الصبي، ووجوب التشاور حول فطامه، ومن يرضعه ومقدار الأجرة لذلك
* قال الطبري في آية البقرة: قال بعضهم: عني بذلك: فإن أراد فصالا في الحولين عن تراض منهما وتشاور، فلا جناح عليهما.
* قال قتادة: إذا أرادت الوالدة أن تفصل ولدها قبل الحولين، فكان ذلك عن تراض منهما وتشاور، فلا بأس به.
* وقال مجاهد: التشاور فيما دون الحولين، ليس لها أن تفطمه إلا أن يرضى، وليس له أن يفطمه إلا أن ترضى.
* ثم قال الطبري: فإن أرادا فصالا في الحولين عن تراض منهما وتشاور، ولا تشاور بعد انقضائه، وإنما التشاور والتراضي قبل انقضاء نهايته.
* قال ابن الجوزي: (خَلَصُوا نَجِيّاً) أي اعتزلوا الناس، ليس معهم غيرهم، يتناجون ويتناظرون ويتشاورون .
***- مما يستدعي الوقوف والتأمل: ممارسة الشورى من قبل الكفار، كما ذكر الله -جل وعلا- في كتابه الكريم عن فرعون، وملكة سبأ، ومشركي قريش، وغيرهم، وهذا له دلالات عدة، من أهمها أن الكفار أيضا يشتركون في معرفة أهمية المشاورة، وآثارها على الأمم عاجلا وآجلا.
وسياق بعض الآيات يدل على أن القضية ليست قضية عين، بل منهج حياة، وممارسة مستمرة، حيث قالت ملكة سبأ: (مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ) فهى لن تقطع بأي أمر من الأمور دونهم، ويبدو أن هذا هو منهجها قبل هذه الحادثة.
الشورى في السنة
مشاورة النبي صلى الله عليه وسلم لخديجة وأبي بكر رضي الله عنهما
- أبا هريرة رضي الله عنه يقول: ما رأيت أحدا أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه.
وبهذا ندرك أن المشاورة أصبح منهج حياة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأمته من بعده اقتداء به، وتصديقا لقوله -تعالى-: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) إذ مدح الله الأنصار -رضي الله عنهم- لممارستهم .
وقد شاور الرسول صلى الله عليه وسلم لخديجة -رضي الله عنها- منذ بعثته حتى وفاتها .
صفحة من التاريخ
* وذكر البيهقي أن عمر كان يدعو الفتيان، فيستشيرهم.
* وعند البيهقي -أيضا- قال ابن سيرين: إن عمر بن الخطاب كان يستشير، حتى إن كان ليستشير المرأة، فربما أبصر في قولها الشيء الحسن فيأخذ به
. قال ابن عاشور: وكان عمر يكتب لعماله يأمرهم بالتشاور، ويتمثل لهم في كتبه بقول الشاعر:
خليلي ليس الرأي في صدر واحد
أشـيرا علي بالذي تريان

وقد استشار عمر ابنته حفصة -رضي الله عنها- في مقدار المدة التي تصبر فيها المرأة عن زوجها.
وفي الختام ... لعل سؤال لا زال يتردد ... في ماذا استشير في العقار ... فأقول لك ... إذا رغبت بشراء أو بيع أرض استشر... رغبت بشراء مزرعة استشر...رغبت بالدخول بمساهمة عقارية استشر.. رغبت ببيع برج استشر.. رغبت بتأجير مستودع استشر... رغبت باستثمار أرضك استشر...رغبت بالدخول في محفظة عقارية استشر ثم استشر ثم استشر... رغبت ببيع شقتك استشر... مشروع عقاري تم الإعلان عنه ولا تعرف عنه التفاصيل استشر قبل الدخول فيه... النقاط كثيرة ولكن أرجو أن يكون الجواب في ماذا استشير قد وصل...الشاهد استشر في كل أمر عقاري تريد الإقبال عليه ... بارك الله فيك ...

وأخيراً .. الكلمة مسئولية لا سيما إذا كانت نصيحة مطلوبة ، فلا تنصح من استنصحك إلا بما وافق شرع الله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المستشار مؤتمن ...
وإلى اللقاء في الحلقة الثانية لموضوع الاستشارة العقارية
أسأل المولى سبحانه وتعالى التوفيق للجميع ...
ونسأل المولى سبحانه وتعالى أن ييسر طرح باقي حلقات الاستشارة العقارية ...اللهم أمين ...