"إسلام كريموف" يعلم كبار الشياطين الطريقة المثلى لحرب الإسلام والمسلمين

أعلن الدكتاتور الأوزبكي المدعو "إسلام كريموف" في قمة الناتو الأخيرة التي عُقدت في عاصمة رومينيا "بوخاريست" خلال الأيام 2 – 4 /مارس/2008م، أن تصاعد التوتر والإرهاب في أفغانستان وعدم قدرة القوات الدولية بقيادة أمريكا على القضاء النهائي لحركة طالبان والقاعدة وحركة أوزبكستان الإسلامية يشكل خطرا كبيرا على الأمن العالمي والاستقرار الدولي، على حد زعمه.
وهو في الحقيقة لا يفكر إلا في سلامة نفسه بعد كل جرائمه الدموية التي ارتكبها بحق الشعب الأوزبكي وبحق الأمة الإسلامية جمعاء، ويبحث عن طرق الهروب كي لا يقع في قبضة العدالة التي ستمسك به بلا شك ولو بعد حين.
وحين تطرق "كريموف" -أثناء طرح مبادراته أمام أسياده في قمة الناتو- إلى الأسباب التي تجعل الدول الكبرى كلها مجتمعة لا يستطيعون السيطرة على دولة واحدة وعلى شعب فقير –وهي أفغانستان والشعب الأفغاني المسلم- نصحهم قائلاً: "من المهم جداً ضمان حل القضايا الاجتماعية والاقتصادية من أجل أن تحظى قوات الائتلاف الدولية بثقة السكان، ومن المهم للغاية منع التهجم على الدين الإسلامي والإساءة له"؟!.
سبحان الله، ويا عجباً؛ كريموف –رئيس أوزبكستان التي لم يكن يعرف عنها العالم شيئاً قبل سنوات قليلة ولم يكن يهتم بها أحد- أصبح ينصح ويوجّه قيادات الدول الكبرى بكل هذه الصراحة والجرأة ويأمرهم باحترام الدين الإسلامي؟!
أجَلْ، لأنه أدرك بأن تلك الدول الكبرى بحاجة واضطرار إلى رئيس دموي ودَجَّال في نفس الوقت، ولم يجدوا ولن يجدوا في أوزبكستان سواه، حيث يذبّح المسلمين ثم يعلن للعالم بأنه يدافع عن الإسلام، ويصدقه في ذلك السذج والبسطاء الذين لا يتعرفون ولا ينظرون إلى حقيقة الأوضاع المأساوية في بلاد الأئمة البخاري والترمذي والسمرقندي والشاشي والفرغاني العريقة التي كانت عبر التاريخ معقل عظماء الإسلام، ولكنها صارت اليوم قاعدة عسكرية صليبية تنطلق منها الطائرات الهمجية الوحشية لتقتل وتسفك دماء الشعوب المسلمة المغلوبة على أمرها.
وبأي شيء ينصح "كريموف" دول العالم المشاركين في قمة "الناتوا"؟
ينصحهم بعدم كشف هويتهم الحقيقية أمام العالم فيدعو الكفار الصرحاء ليكونوا منافقين ومخادعين مثله، لأن ذلك أكثر تأثيراً وأقوى نفوذاً في السيطرة على قلوب وعقول الكثير من الناس البسطاء، فهو يقول لهم بلسان حاله ومقاله: "ألا ترون كيف أسيطر على أوزبكستان التي كانت معقلاً من معاقل الإرهاب عبر التاريخ؟! رغم أن قوتي أضعف بآلاف المرات من قواتكم الهائلة، وتجربتي قصيرة جداً بالنسبة لتجاربكم الطويلة الممتدة عبر القرون إلا أني بمثل هذا النفاق وبمثل هذا الدجل قدرت على ما لم تقدروا، فحقيقة اللعبة أن تقتل وتذبح كل من استطعت قتلهم من المسلمين وتحاول أن لا يعرف أحد بأنك أنت الذي تقوم بذلك وأنت الذي تقضي عليهم لأنك تعلن صراحة بأنك لست عدواً للإسلام أبداً، ولا تحارب المسلمين أبداً، بل تقول إن الإسلام دين آبائي وأجدادي، وأنا حاج وصاحب تقوى لله وأنا أقيم وأنظم الاحتفالات الكبيرة أمام مشاهد وضرائح أولئك الأئمة العظماء و.. و..." الخ.
وصدق الله العظيم جل جلاله حين وصف المنافقين في سورة "المنافقون" في القرآن الكريم الذي يتلى إلى يوم القيامة ليتعظ بها المتقون ويتعلم منها السياسيون العقلاء المدركون لحقائق الأمور والذين لا ينخدعون بالشعارات البراقة: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (المنافقون:4).
فانظر إلى مدى جمال الكلمات التي يتفوه بها هذا المجرم الدموي المتسمي بـ"إسلام كريموف" حين يقول: "من المهم جداً حل القضايا الاجتماعية..."!!
أي حل للقضايا الاجتماعية وعشرات الآلاف من النساء الأوزبكيات يعملن تماماً كالرقيق في مختلف دول العالم؟!
وأي حل للقضايا الاجتماعية وعشرات الآلاف من الفتيات الأوزبكيات يبعن في أسواق الدعارة؟!
والتي تشرف على هذه التجارة الخسيسة الدنيئة هي بنت الرئيس نفسه وهي المتسمية باسم "غولنارا" وهي غولٌ ونارٌ على أهل أوزبكستان المظلومة!!
ويستمر دجال أوزبكستان قائلاً: "ومن المهم جداً حل القضايا الاقتصادية..." أيضاً، وذلك بنهب جميع ثروات البلاد وإغلاق جميع الأبواب على التجار المساكين والفلاحين الفقراء وتأخير رواتب الموظفين لأشهر وسنوات ورفع أسعار الأغذية لتكون أعلى وأغلى حتى من أسعار الدول الغنية، وترك الناس يشحتون ويتجولون في كل مكان بحثاً عن لقمة العيش!!
ثم يعلن داهية الدهاة قائلاً: "ومن المهم جداً منع التهجم على الدين الإسلامي "!!
ما شاء الله تبارك الله!!
وهل يكون منع التهجم على الدين الإسلامي باختطاف علمائه الربانيين من أمثال الشيخ عبد الولي قاري وعبد الله أوتا وصادقجان أوزجاني؟!
وهل يكون منع التهجم على الدين الإسلامي باغتيال الدعاة إلى الله من أمثال الشيخ محمد رفيق قاري والشيخ مختارجان قاري والشيخ محمدي قاري؟!
وهل يكون منع التهجم على الدين الإسلامي باتهام كل من يدرّس القرآن الكريم أو الحديث الشريف في بيته لعدد من الأطفال أو الشباب بأنه "إرهابي مجرم وخائن ووهابي ... الخ؟!
وهل يكون منع التهجم على الدين الإسلامي بإذلال الفتيات المتحجبات في الشوارع وطردهن من المدارس وغيرها؟!
وهل يكون منع التهجم على الدين الإسلامي بمطاردة شباب الصحوة الإسلامية في كل مكان وزجّهم في السجون وتعذيبهم بشتى أنواع التعذيب واغتصاب نسائهم وبناتهم لإجبارهم على الاعتراف بتهم "الوهابية" و"الأصولية" والإرهاب" وأنهم "أعضاء في حزب التحرير وحركة أوزبكستان الإسلامية وحركة الأكرمية" ونحو ذلك ...
ومن الذي اغتصب الطفلة البريئة عائشة بنت الشيخ الأسير روح الدين فخر الدينوف التي لم تكن تتجاوز ست سنوات من عمرها حين خطفها عميل السلطات الأوزبكية واغتصبها في مكان ما قبل عامين (في أوائل عام 2006م) كي يجبر يجبر جلادوا "كريموف" الشيخ الأسير روح الدين ليعترف بأنه "من دعاة الوهابية والزعيم الروحي لحركة أوزبكستان الإسلامية" وغير ذلك من التهم التي لا حصر لها!!
والحديث عن إرهاب ودجل "الكذاب المبير" الأوزبكي طويل ومتشعب، ولا يتسع له مقالة مختصرة كهذه، وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى بإيجاز شامل كامل عن شدة مكر أعداء الإسلام فقال جل شأنه وهو أصدق القائلين: {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} [سورة الرعد، الآيات 46,47].