في ذكرى مجزرة أنديجان : إلى متى يجامل الغرب الدكتاتور الأوزبكي ؟

بحلول يوم الأحد 13/مايو/2007م يكتمل عامان من الزمن قد مرّا مرور الكرام بعد مجزرة أنديجان في شرق أوزبكستان التي قتلت فيها القوات الأوزبكية الآلاف من عامة الشعب الأوزبكي من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، وذلك لقمع تظاهرة سلمية أقيمت أمام مبنى الحكومة بمدينة أنديجان إحدى أكبر المدن الأوزبكية في يوم الجمعة 13/مايو/2005م.

وفور تناقل وسائل الإعلام العالمية الصور الدامية والدبابات والآليات العسكرية التي أغلقت الشوارع من كل جانب والدماء التي غطت المدينة بالآلام والمآسي استنكر العالم كله هذه الوحشية "الكريموفية" بشدة وطالبت الدول الديمقراطية بإجراء تحقيق دولي شامل ومستقل، ومن ثم تقديم المسئولين عن هذه الفاجعة إلى محكمة العدل، إلا أن الرئيس الأوزبكي المتغطرس رفض تلك المطالب العالمية بشدة ولا يزال يتحدى حتى الآن الدول الكبرى كأمريكا والاتحاد الأوروبي، وذلك لثقته بأنهم محتاجون إليه حتماً مهما وجهوا لحكومته من العتاب والانتقادات التي تقتصر على التصريحات الصحفية فقط.


وفي اعتقاد "كريموف" فإن سر حاجة الدول الغربية إلى بقائه في الحكم يكمن في أمرين هامين:


1. تمكنه من إحكام السيطرة وضبط مقاليد الأمور بيده تماماً، وذلك بعد أن استطاع القضاء على الأحزاب السياسية المعارضة وتشتيت شملهم وتفريقهم شذر مذر، مما اضطر الدول الغربية إليه وجعلهم يتوسلون عنده ليسمح لهم بالاستفادة من الثروات الطبيعية الهائلة التي تتمتع بها أوزبكستان، كالغاز والنفط والذهب وغيرها وكذا موقعها وأهميتها الإستراتيجية الهامة التي تسيل لعاب الدول الكبرى.
2. قمعه الشديد لصعود المسلمين وضربه بيد من حديد للإسلاميين الذين لا يزال الغرب يعتقد بأنهم يشكلون خطراً كبيراً على مصالحه !!

وأما حقيقة الأمر؛ فإن مَن يعتقد بأن صعود الإسلاميين في أوزبكستان يشكل خطراً على المصالح الغربية وأن "كريموف" وزبانيته هم الجدار الفاصل والدرع الواقي من هذا الخطر مخطئ خطأ فادحاً، ومغالط نفسه، وذلك لأمرين مُشَاهَدَيْنِ ووَاقِعَيْنِ لا محالة:

1. أن الغالبية العظمى من الإسلاميين في أوزبكستان هم ممن تربوا على أيدي العلماء الربانيين الذين قاموا ولا زالوا يقومون بتهدئة الشعب وإبعاده عن التشدد والتزمت واللجوء إلى أعمال العنف وهؤلاء العلماء المسلمون هم الذين لهم الكلمة المسموعة لدى الشعب وهم الذين يملكون زمام الأمور في تحقيق المصالحة والتعايش السلمي مع مختلف الديانات وضبط العلاقات الدبلوماسية مع شتى الدول.

2. أن الصعود الإسلامي في أوزبكستان قادم وواقع ولا بد، فالدين هو دين الإسلام الذي وعد الله بحفظه ونصره إلى قيام الساعة، وهو دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها وجعلهم يتقبلون الإسلام ويسعون إليه بكل شغف وحب.

فخلاصة الأمر؛ أن الذي يعادي هذا الدين ويعتبر علماءه الربانيين "إرهابيين" ويظن أن الإسلاميين يشكلون خطراً على المصالح الدينية أو الدنيوية أو يسبّبون تصادماً مع الدول الأخرى فإنه في الحقيقة هو الذي سيخسر نفسه ويخسر دنياه وآخرته في نهاية الأمر بلا شك!

أما المسلمون فإنهم لا يزالون يتقدمون ويتطورون يوماً بعد يوم حتى يتحقق وعد الله ويعم الأرض الأوزبكية أيضاً السلام والأمن والأمان ويتمتع الشعب الأوزبكي بإذن الله بالتطور والرقي والازدهار بعد هلاك هذا الطاغية ومجيء حكومة إنسانية عادلة تراعي حقوق الناس جميعاً وتحترم حرياتهم وتفتح لهم آفاق التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي وغير ذلك.