كن صالحاً لأبنائك ..


من أهم خطوات تربية الأبناء وصلاحهم, هو صلاح الوالدين فبصلاحهما يصلح الأبناء, والله _تبارك وتعالى_ يدخل الأبناء الجنة بصلاح الآباء, فقد روى البيهقي في كتاب الاعتقاد عن ابن عباس _رضي الله عنه_ أنه لما نزل قول الله _تعالى_ : "وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى" , ثم أنزل الله بعدها قوله _تعالى_ :" أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ" يعني بإيمان .
ولقد أمر الله _تعالى_ الوالدين الذين يخافون على ذريتهم من بعدهم بالتقوى والعمل الصالح, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأعمال الصالحة كي يحفظهم الله بها0
قال _تعالى_ : "وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا". سورة الكهف .
قال قتادة : قد فرح به أبوه حين ولد, وحزن حين قتل ولو بقي لكان فيه هلاكهما, ذلك أن في بعض الأبناء الفتنة على آبائهم , قال _تعالى_ : "... وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ", ثم ذكر قوله _تعالى_ :" إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ". سورة التغابن .
قال مجاهد : يحمل الرجل على قطيعة الرحم أو معصية ربه فلا يستطيع الرجل مع حبه إلا أن يطيعه, أي ربما يطيع أبنائه وزوجته على طاعة أمه وهذا من ضعف الإيمان والخلال في تقديم المهم عل الأهم .
ولقد بين لنا الله _عز وجل_ صوره تدل على نفع صلاح الآباء, للذرية والأولاد كما في قصة الخضر ونبنا موسى _عليه السلام_ عندما قام الخضر يبني جداراً متبرعاً بدون أجر فيسأله موسى _عليه السلام_ عن سبب عدم أخذ الجر فكان جوابه, قال _تعالى_ : "وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ". سوره الكهف, والشاهد من الآية قوله _تعالى_: "وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا", قال ابن كثير: فيه دليل على أن الرجل الصالح يحفظ في ذريته وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة بشفاعة فيهم, و رفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة, لتقرعينه بهم .
قال سعيد بن الجبير عن ابن عباس: حفظ بصلاح أبيهما, ولم يذكر لهما صلاحاً, وتقدم انه كان الأب السابع فالله اعلم .
وفي الختام اذكر صورة تبين تأثر بعض الأبناء تأثراً شديداً بسلوكيات وصلاح آبائهم و غرس محبة نبينا محمد _صلى الله عليه وسلم_ في قلوب أبناء الصحابة _رضوان الله عليهم_ .

روى الليث, عن أبى الأسود, عن عروة قال: أسلم الزبير ابن ثمان سنين, ونفحت نفحة من الشيطان أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أخذ بأعلى مكة, فخرج الزبير وهو غلام, ابن اثنتي عشره سنه, بيده السيف, حتى أتى النبي _صلى الله عليه وسلم_ فقال: "مالك يا زبير؟ فأخبره, وقال: أتيت أضرب بسيفي من أخَذكَ".

أسال الله أن يرزقنا التربية الصالحة.