الوقت.. والاستفادة القصوى

لا بد أنك سمعت بالسؤال "ما الشيء الأطول والأقصر في آن واحد، والأسرع والأبطأ معاً، والذي نهمله جميعاً ثم نأسف عليه، ولا شيء يمكن أن يتم بدونه، إنه يبتلع كل ما هو صغير وينمي كل ما هو عظيم؟ نعم، إنه الوقت!!!

الوقت هو الأطول؛ لأنه قياس الخلود، وهو الأقصر؛ لأنه ليس بيننا من يملك الوقت اللازم لإنجاز كل أعماله، وهو الأسرع بالنسبة إلى السعداء، والأبطأ بالنسبة إلى التعساء، ولا يمكن عمل أي شيء بدونه؛ لأنه هو المسرح الوحيد الذي نعيش فيه إنه مادة الحياة يبتلع في طي النسيان كل تافه وينمي كل ما هو عظيم.

إن الوقت عند الناجحين غالٍ؛ لذلك فإنهم يقضون أوقاتهم في تأدية الأعمال التي لا يرغب الخائبون في عملها؛ والشخص العادي يجد من الأسهل أن يتكيف مع متاعب الإخفاق بدلاً من تقديم التضحيات التي تؤدي إلى النجاح. إن حقيقة أن يكون لدينا أهداف وتوجهات معينة في الحياة تعني القليل إذا لم يكن لدينا جدول زمني ببرمجتها؛ عندئذ فقط يمكننا أن نبدأ التحرك نحو تحقيق أهدافنا والوصول إلى مبتغانا.

ويصنف البشر ضمن واحدة من فئتين: الأولى سيئة الحظ غير موفقة تحاول القيام بعمل شيء ما يظل دائماً في الغد، أما الفئة الثانية التي تثير الإعجاب فهي المجموعة المستعدة للعمل على الفور؛ لأن الغد بالنسبة إلى هؤلاء غير مضمون.

إن قتل الوقت لا يعد جريمة عادية، إنه اغتيال متعمد؛ فإذا كان لزاماً على المرء أن يقتل الوقت فلماذا لا يقتله استغلالاً حتى الموت؟ حينما تقول: "أنا ليس لدي الوقت" فإنك تعني أن لديك شيئاً آخر أهم منه.

إن الوقت يعني لبعضنا اللحظة التي تكون فيها الفرصة في أوجها إنهم يؤكدون كثيراً على التوقيت الجيد وللوقت حينما تكون الفرصة أكثر من مواتية مغزى خاص عند كثير من الناس، ويعلمنا خبراء الإعلان أنه ليس هناك شيء أثمن من فكرة وردت في الوقت المناسب إذا كان بوسعك أن تتعلم إدراك اللحظة المناسبة حينما تأتي وأن تغتنمها قبل أن تذهب فإن مشكلات الحياة تصبح في منتهى اليسر.

إن الوقت عند بعضنا يمثل مجرد مقياس للثواني والدقائق والساعات والسنوات، وحينما يفكر أولئك في الوقت فإنهم يرون إما ساعة أو تقويماً ويستشعرون بعداً واحداً فقط هو الفترة الزمنية، لكن هذا المفهوم للوقت هو أكثر المفاهيم ضحالة، فأصحابه لم يبدعوا شيئاً مذكوراً؛ إن مأساة هذا المفهوم للوقت هو أنه يدمر روح المبادرة ويحبط البواعث الإبداعية، ولا يحقق إنجازاً في الوقت المخصص فإذا كان لدينا أسبوع لإنجاز مهمة من المهام فإنها سوف تستغرق أسبوعاً وإذا ما منحنا عشرة أيام لإنجازها فإنها سوف تستغرق عشرة أيام، فالمهمات تتمدد وتنكمش لاستيعاب كل الوقت المخصص لها.

وهناك الذين يعطون معنىً حقيقياً للحياة، وذلك من خلال إعطاء الوقت صفة العمق العظيمة، فالوقت لديهم ليس حبيس الساعة ولا أسير التقويم إن إنجازات هؤلاء تحطمها روح الإخلاص والحماسة لا الساعات أو الأسابيع فهم يؤمنون جداً بما يفعلون وينجذبون تجاه الهدف باندفاع روحي قوي لا يعترف بالوقت، لقد ألزموا قلوبهم بمهمة يحبونها، وعملهم ليس إلا تعبيراً عن رسالة تشع بالأهداف والغايات، وهذا الفهم للوقت يعد بكل تأكيد أحد البنود الأولى في أية صيغة من صيغ النجاح، ومن أكثر المهام صعوبة بين المجموعات جعل الناس ينظمون أوقاتهم، لذلك أصبح من الضروري على كل فرد أن يقضي بعض الوقت في بداية الأسبوع ليخطط بالتفصيل الجدول الدقيق لأعمال ذلك الأسبوع.