فرصة العمر
9 ذو القعدة 1428

قامت صحيفة سويدية بنشر صور دنيئة تتضمن انتقاصاً وشتماً لنبينا - محمد صلى الله عليه وسلم-، سيد الخلق أجمعين, وأفضل الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، وهذا التطاول البغيض من هذه الصحيفة أنموذج حاضر للعداوة الظاهرة،

والمكر الكبّار من أعداء الله تعالى، وامتداد لكيد الكافرين وحنقهم تجاه قدوتنا وإمامنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، ومن أواخرها الرسوم المنشورة في إحدى الصحف الدانمركية قبيل سنتين.
إن الدنيا مظلمة إلاّ ما أشرقت عليه شمس هذه الرسالة الخاتمة، ولم ينعم الله على أهل الأرض نعمة أعظم من إنعامه بإرساله محمداَ - صلى الله عليه وسلم -، ولذا شهد عقلاء العالم بكمال علمه وتمام خُلُقه وغاية نصحه - صلى الله عليه وسلم -، فلا يفسر باعث هذا الاستخفاف المتكرر والحنق المكشوف إلا بالبغض والكراهية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والازدراء والعداوة لدين الإسلام وأهله، والحسد لأهل الإسلام على أجلّ نعمة وأعظمها.
قال تعالى: "وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ" (البقرة: 109), وقال سبحانه: "مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ" (البقرة: 105)، ولقد تولى الله عز وجل كفايته ونصرته فقال سبحانه: "إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ" (الحجر: 95).
وقال عز وجل: "إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ" (التوبة: 40).
وقال تعالى: "وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ" (الشرح: 4).
وقال تعالى: "إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ" (الكوثر: 3).

فكل من أبغض نبينا محمداً - صلى الله عليه وسلم - فهو الأبتر المنقطع من كل خير الخاسر في الدنيا والآخرة، فلا يجد له نصيراً ولا معيناً، لكن الذين ينصرون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويحبونه فإن الله ينصرهم ويرفع ذكرهم ويعلي شأنهم.

فالمتعيّن علينا أهل الإسلام أن ينصر هذا الرسول الكريم، و أن نذبّ عن جنابه ونقوم بتعظيمه وتوقيره كما قال تعالى: "وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ" (الفتح: 9).

ونؤكد ونذكّر إخواننا بالسعي الدؤوب من أجل نصرة خاتم الأنبياء والمرسلين، وأن نبادر لاتخاذ الحلول العملية المجدية، وأن ننشط في تطبيقها، ونتكاتف لتحقيقها، ومن ذلك: مقاطعة المنتجات السويدية، وامتناع التجّار من تداولها، وتواصي العامة بمجانبتها والاستغناء عنها.

كما أن على العلماء والدعاة أن يسعوا إلى تقوية محبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في قلوب أهل الإسلام، وتحريك المشاعر الإسلامية والعواطف الإيمانية، من أجل الذود عن دين الله تعالى، والانتصار لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - دون كلل أو ملل، وتبليغ رسالة الإسلام ودعوة الكفار إلى هذا الدين الخاتم.
فنسأل الله العظيم أن ينصر الإسلام وأهله، وأن يذل الكفر وأهله، والله حسبنا ونعم الوكيل.