أين الأمل ؟

د.سلوان سعد

        

    تتوالى النكبات تلو النكبات , قسمت البلاد , فقدنا الأباء والأولاد    ... وننتظر الأمل .
تقصف بلادنا , يذبح أبناؤنا , ترمل نساؤنا ... ويعلونا الأمل
هل نحن واهمون , حالمون , مسوفون  ماذا ننتظر , فلنرقد تحت ضلال اليأس ولندخل في سبات الحزن فلا ... أمل .

   ربما تبادر نفوسنا هذه الخواطر ويعلونا العجز والملل وربما هذا الذي دفع الصحابي الجليل خباب بن الأرت رضي الله عنه و بعض اصحابه الى الذهاب إلى رسول الله(صلى الله عليه وسلم (، وكان متكئًا في ظل الكعبة، وقالوا: يا رسول الله، ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا ؟ فقال لهم رسول الله (: (قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمَّنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون) [البخاري]  , تلك المحنه وهذا التمحيص كان نتاجا الى جيل من الرجال والنساء ممن حملوا راية الأسلام ودافعوا عنه حتى بلغ ضيائه مشارق الأرض ومغاربها .
المحن تصنع الرجال وما كان الفولاذ لولا الضغط والأنصهار , وما نراه اليوم من دموع وغضب ما هي الا علامات التعافي والصحة وبداية النهوض فالميت لايحس بالألم .
فمجتمعنا الأسلامي اليوم أشبه بتفاعل كيميائي من عناصر كانت خاملة والآن بداء يغلي ويتفاعل من شدة الضغط والتسخين , وسيكون نتاجه ذهبا خالصا  .

فلابد من الصبر والثبات ...
(يا أيها الذين ءامنوا استعينوا بالصبر والصلاه ان الله مع الصابرين)(البقرة )153
(يأيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)(آل عمران200)

والثقة بالله سبحانه وتعالى بأنه ناصر المؤمنين و الأستعلاء على الكافرين .... فهذا هو الأمل .
(ولا تهنوا ولاتحزنوا و أنتم الأعلون ان كنتم مؤمنين)(آل عمران 139) .