ومضة تربوية
منطلقات "سيداو" لا تستقيم كقيم أخلاقية يمكن أن تصلح مجتمعاً ما دامت ترنو فيما ترنو إليه إلى مزيد من التفسخ والانحلال، حتى لو تلاقت ظرفياً في هدف ما مع قيمنا الأخلاقية؛ فديننا الإسلامي الحنيف يعلي من قيمة "النية" التي تحفز على "العمل"؛ فلا يصلح عمل صالح
و مخطىء من سافر ليجمع المال , غافلا عن مبادئه , و قيمه التربوية التى يجب ان يرعى على اساسها أسرته و أبناءه .و مخطىء من جعل السفر دعوه له يدعو اليها كل من يعرف , و يجعلها مبدأ من مبادئ رؤاه , و انما السفر لابد ان يكون لحاجه و سبب و رؤية كما سبق ..
اعزاؤنا لهم علينا حقوق كثيرة , لا يستحق احدنا ان يقف امام نفسه وقفه رضا إلا اذا كان يؤدى تلك الحقوق
..أو يحيا المرء فقط منتفعا ؟
فإلى سعى نصل فيه اعزاءنا , فنؤدى حقوقهم و نضعهم فى مقدمة اهتماماتنا , قبل ان نفقدهم ..
اننا في حاجة ماسة لمصالحة مع كتاب الله سبحانه , نستغفر الله سبحانه فيها عن تقصيرنا تجاه القرآن العظيم , ونندم ونتوب من هجره , ونؤوب ونعود إليه , نقرؤه فلا نفتر عنه , ونتدبره فلا نغفل عن معانيه , ونطبقه فلا ننكص عن تطبيق أمره ونهيه , نعود
مثل هذه الدورات ينبغي أن يتصدر لها علماء عاملون ومربون أكفاء كبارا , يملؤون مكانة القدوة , فيتم التأثر بهم علما وعملا عبر معايشتهم لفترة زمنية مناسبة .
أحسب أن رمضان فرصة سانحة لمثل ذلك , فالبيئة الإيمانية موجودة , والأجواء مهيأة ..فهل من مبادر ؟!
إذا فهو شهر كله خير لكنه يحتاج من المسلم والمسلمة إلى الهمة وشد السواعد فعن عائشة رضى الله عنها قالت :(( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله )) . رواه البخارى
إنها صفة النبلاء الكبار , والصادقين الأطهار , الذين أعد الله سبحانه لهم جنة عرضها السموات والأرض , ونعيما لا ينفد وقرة عين لا تنقطع , ذلك أنهم فضلوا الآخرة على الدنيا , وعلموا أن الخير في الإقبال على الآخرة , فلم تلههم الزينة , ولم يلفتهم الزخرف
توبة يتخلى فيها المؤمن عن كل مظلمة , فيردها إلى أصحابها , مهما كانت قليلة , ومهما تعلقت بشىء عزيز في دنياه , كي يقبل على ربه في رمضان بلا عائق يعوق قبول دعائه ورجائه .
إنما أعبد الناس من اتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه , وأخلص لربه سبحانه وتعالى , فاكتمل عنده الاخلاص والمتابعة , وهما شرطا قبول العمل .
أعبد الناس من استطاع أن يمنع نفسه عما حرم الله سبحانه , فإن فعل الطاعات قد يمكن لكثير من الناس و لكن ترك المنكرات لا يسهل إلا للصادقين العابدين .
يالها من فرحة تلك التي تنتظرك عندئذ ويالها من سعادة تلك التي ستضمك إليها وتحتويك , ويالها من حماية تلك التي ستحيطك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وشمالك ومن فوقك , تمنعك من الشيطان , وتنير بصيرتك نحو خيرك في الدارين
يعتمد البعض في سلوكه على كونه يستطيع إيجاد تأويل لأفعاله , تأويل لا يسهل تخطيؤه , بل يسوق المبررات والأدلة على كونه سلوكا مباحا , وسواء أكان ذلك في تكسبه أو في ترقيه المراكز والدرجات أو في حصوله على الميزات والمنافع .
وحياتُك لا تسيرُ في اتِّجاهٍ واحد ولا تستقيم على خطٍّ إلى منتهــاه
بل هي خطوطٌ أشبَه بخطوطِ يدِك المتشابكة والمنفصِلة عن بعضِها
وخُطاك تسير حيث قدَّر الله لك المَسير ومهما كنت عجولاً وطموحُك يدْفعُك للرَّكض والطَّمعِ الزَّائِد عن حاجتِك فلن تُدْرِك من بلوغِ غاياتِك وأحلامِك إلا ما قسَمَ الله لك أن تُدْرِكَه ..
سألني ذات مرة أحد الأصدقاء , هل يختص وطننا العربي بهذه الصفة , صفة سرعة الوهن , وسرعة دبيب الشيب , إذ إنه – على كثرة سفره وتجواله بين الدول , لم يشهد شعورا سريعا بالكبر واستسلاما له مثلما يشهد في بلاد العرب - ؟!
والمؤمن لا ينال الرضا ولا يحصل له إلا إذا سبقه التوكل الكامل في قلبه, ودرجة الرضا درجة عزيزة غالية ولذلك لم يوجبها الله على عباده, لكن ندبهم إليها واستحبها منهم وأثنى على أهلها, بل أخبر سبحانه أن ثواب الرضا أن يرضى الله عنهم, وهو أعظم وأكبر وأجل من الجنان وما فيها .
واعظم الحسرات يوم القيامة ما وصف الله به ذلك اليوم في قوله: (يوم الحسرة) وفيه أشد الحسرة إنما تكون كما جاء في الحديث عندما يؤتى بالموت على هيئة كبش فيذبح بين الجنة والنار ويقال يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت !
.و من عرف الدنيا لم يفرح لرخاء, لأنه مؤقت زائل ، ولم يحزن لشقاء, لأنه مؤقت متغير ، قد جعلها الله دار ابتلاء وامتحان سواء بالسراء أو الضراء , وجعل الآخرة دار جزاء , فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا .
وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً , فيأخذ ليعطي, ويبتلي ليجزي
التكريم الذي كان منه تزيينه باللباس بألوانه التي ذكرها الله في كتابه..
الزينة التي أمرنا بأخذها عند كل مسجد.. إنه لباس التقوى .
ولباس التقوى ذلك خير..
توحيد الصف والاصطفاف لنصرة أهل السنة هو واجب الوقت , والأولوية التي يجب أن نهتم بها جميعا , فإن الله سبحانه قد أمرنا بهذه الوحدة , وبالاعتصام بحبله وعدم التفرق , خصوصا في أوقات الأزمات , " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " ..
ليظلَّ ذاك القلب الطفولي .. يحملُ في عيونه نجماتٌ تغازل الفرح وتطفئ جمرة الحزن، وعلى ضفاف الثغر الباسِم تغاريد صادِحة تحرِّك مجرى الدم السَّاكن كسكون تلك الأوراق التي ترْمقُ بطيفها الأبيض، وتستجدي القلم
وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم :" لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه ، قالوا : وكيف يذل نفسه ؟ قال : يتعرض من البلاء ما لا يطيق " أخرجه أحمد والترمذي
والحديث واضح الدلالة على أهمية أن يحمي المؤمنِ نفْسَه مِن كلِّ ما يكون سبباً لوقوعه في الأذى أو المهانة أوالمذلة أوالعجز .
وفي الشباب دوافع للمغامرة جعلوها للمغامرات الغرامية الطائشة والرياضات الخطيرة والألعاب العابثة، بدل المغامرة في العمل والبناء والكفاح في الحياة، أو المغامرة من أجل مبادئ وقيم، والمغامرة لبناء المجتمع ورقيه..
أيها الهم , لن تغلبني , فأنا متوكل على ربي سبحانه , عازم على المضي قدما في سبيلي الذي تيقنت من كونه صالحا وفي مرضاته عز وجل .
سأستعيذ بالله منك , كما علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن "
فالوسطية إذن هي شرائع الإسلام الحقة, وليست الوسطية تنازلا عن شريعة الإسلام, ولا عن شىء مما جاء به الوحي الكريم.
إن الأخلاق كالمبادىء , لا تتجزأ , ولا تتلون بألوان الظروف والأحوال , بل هي راسخة تحيا مع المرء في كل حال , حتى إذا رحل عن الدنيا ترك ميراثا مضيئا من صالح الأخلاق وكريم الصفات , فتذكره المواطن حيث ذكر اسمه , وتعلو من ذكراه رائحة زكية عاطرة .
كل عمل له جزاء , سنة كونية , وقاعدة ثابتة , يكاد أن يتفق عليها العقلاء , أثبتها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة , سواء أكان هذا الجزاء منظورا معروفا أو خفيا مجهولا , وسواء لقي العامل ذاك الجزاء في العاجلة أو لقيه في الآجيلة و فإنه ولاشك لاقيه ومواجهة ومسئولا عن فعله الذي فعل .