فكر ودعوة
إن الإنسان في الإسلام ليس كما يعرفونه في الفلسفة ( الكائن الناطق ) وحسب ، بل هو الكائن المكلف ، وهذا تشريف له ورفع من مكانته ودرجته بين الخلائق ، وهذ التكريم يستدعي أن يكون الإنسان على قدر هذه الغاية ( في أحسن تقويم ) ولا ينحط إلى أسفل سافلين .
نحن بحاجة ماسة لفهم حقيقة أنفسنا ، وحقيقة حياتنا ، والتفكر في مآلنا ، بحاجة إلى أن نعرف سبيلنا واضحا بينا ، فنستمسك به ونعض عليه بالنواجذ .
إنَّ الزَّمان لا يَثْبُت على حال، والأيام لا تَسْتقِرُّ على السَّمْعِ والطَّاعَة والانْصِياع، والأحداثُ تَتوالى وتتبدَّل، والخُطوب تَصول والنَّوائِب تَنوب، والدُّنْيا تُقْبِل بوجهٍ باسِم ثم تتوَلَّى وتُدْبِر بوجه عابِس مُتجهِّم
ثم هناك لذة أخرى أساسية هي لذة العمل بما تعلم وبما حصل من فوائد , وهي اللذة الاصلية التي يبحث عنها المخلصون , فإنما هم يتعلمون ليعملوا بما تعلموا ويُعلموا غيرهم ما تعلموا , مخلصين نياتهم لله , لا ليتفاخروا على غيرهم ولا ليشتهروا بما نالوا
كل لحظة قابلة لأن تضع فيها ميثاقا جديدا لطريقك المضيء وحياتك الناجحة ، كل دقيقة تستطيع بها وضع لبنة في بنائك الصلب ، فلا تتنازل عن تلك اللحظات ولا الدقائق ، فكلها معدودة عليك ..
تلك الآراء التي جَعلت من العَمل الأدبي صِناعَةً خالِيَة من الحِس الإنساني، قد فَصلت قيمتَه الذَّوقية كأداء وإِنْتاج عن قيمته داخِل المَنْظومَة الأَخْلاقِيَّة
إن هذا التحول الاستراتيجي العالمي الجديد نحو تشجيع زيادة النسل، وتهيئة المناخ المجتمعي لرفع معدلات الإنجاب، يفرض على العالم العربي والإسلامي تحولاً في السياسات والاستراتيجيات
والمنهج التربوي الإيماني يوجه نحو الاهتمام بتخريج جيل من طلبة العلم والعلماء العاملين الذين يلتف الناس حولهم، فالدعوة التي لا تخرج طلبة علم عاملين وعلماء ربانيين هي دعوة بحاجة للمراجعة في أصول عملها ومنهجيتها.
كنت أستمع لخطيب الجمعة يوما وهو يتحدث عن الإنفاق في سبيل الله وفضائل الصدقة على الفقراء والمساكين و.... الخ، فنويت أن أتصدق بمبلغ معلوم لصنف
القراءة حياةٌ، وأيَّةُ حياةٍ هي تلك التي تَغْمرُك بمَشاعِر الصِّدْق مع الذَّات والآخَر، والإِخْلاصِ للكلمة والمعنى المُراد، وأيَّةُ حياةٍ هي تلك التي تهَبُك ضِعْفَ السَّاعاتِ التي تَمْضي بلا عَدٍّ ولا حِساب
ومحب الدنيا لا ينفك من ثلاث: هم لازم, وتعب دائم, وحسرة لا تنقضي؛ وذلك أن محبها لا ينال منها شيئًا إلا طمت نفسه إلى ما فوقه, كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كان لابن آدم واديًا من ذهب لتمنى أن يكون له واديان, ولا يملا عين ابن آدم إلا التراب, ويتوب الله على من تاب ) أخرجه البخاري
لقد كانت للكلمات النبوية التحفيزية أثرها الواضح في نفس أبي هريرة رضي الله عنه , وقد أتت تلك الكلمات أثرها في قابل الأيام بالفعل , فكان أبو هريرة رضي الله عنه أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رواية للحديث , حتى أطلق عليه العلماء لقب " راوية الإسلام" ..
إن موضوع توظيف "التمثيل" لخدمة الدعوة الإسلامية موضوع بكر وشائك للغاية، وبحاجة لبلورة شديدة التعمق، ﻷنه شديد الحساسية، وقد يفتح الباب دون أن ندري للعديد من الانحرافات العقدية، التي قد تكون أشد خطورة من الانحلالات الأخلاقية.
وكذلك فعليك بالبذاذة والاخشوشان في الملبس وعدم التشبه بالأعاجم ولا بغيرهم, وكن حذرًا في لباسك لأنه يعبر لغيرك عن تقويمك في الانتماء والتكوين والذوق.
فإذا عرضنا للفكرة الإسلامية فمن المهم أثناء عرضها أن نعرض استقلالها ، وكمالها ، وقيامها بذاتها ، وكونها رسالة خاتمة ، برسول خاتم صلى الله ليه وسلم ، وأنها رسالة نجاة ، وأن منهجها منهج رباني يكتسب قداسته من كون مصدره الوحي الشريف
قد لا يدرك الكثير من عامة المسلمين مدى الخطر الذي يمكن أن ينتج عن نشر المعلومة المعاصرة دون روية وتثبت - وخصوصا إذا كان موضوعها يتعلق بالدين الحنيف - , فهي ثغرة عظيمة يمكن أن ينفذ من خلالها أعداء الإسلام للترويج لما يريدون , ومدخل لأصحاب البدع والمذاهب المنحرفة والباطلة لنشر بدعهم وأباطيلهم .
فالشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله أقام مدارس ليلية لتعليم الدين واللغة العربية، لإحباط الجهد الصليبي المحموم لسلخ الجزائريين عن هويتهم، بفرض اللغة الفرنسية في جميع مراحل التعليم.. ولو أن الشيخ شغل نفسه وشعبه بالخطب العصماء عن مساوئ الاحتلال وعن شرور سياساته الوحشية الحاقدة، لما تمكنت النخبة المسلمة من المحافظة على دينها ولسانها، وهي تقود ملحمة التحرير المظفرة.
فالعمل في الأرض لا ينبغي أن ينقطع لحظة حتى ولو كانت القيامة بعد لحظة بل ينبغي عليهم أن يعملوا ولا يساموا من العمل ولا ينتظروا الثمرة في الحال بل عليهم أن يعملوا ويصبروا ولا ييأسوا بسبب الفشل . فإن كل المعوقات والمسيئات والمستحيلات كلها لا وزن لها ولا حساب لها ولا قيمة.
أسلوب أصيل للدعوة إلى دين الله الخاتم غفل عنه الكثير من الدعاة , وطريقة فريدة لإخراج الناس من الظلمات إلى النور , حادت عنها – وللأسف الشديد - الكثير من المؤسسات والمراكز الدعوية... والذريعة الجاهزة لتبرير هذا الابتعاد عن منهج القرآن وهدي النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح هو : متطلبات العصر الحديث .
وعلامة الإخلاص أن تكون تصرفات الداعية منبثقة من شعوره برقابة الله عز وجل عليه وحده، و متناسبة مع التكاليف الشرعية، وهذا دليل على تجريد القلب من الخضوع لأي قوة من قوى الأرض، وإخلاص هذا الخضوع لله تعالى وحده، فإذا تنازع قلبَه الخضوعُ لله تعالى في بعض السلوك والخضوع لقوى الأرض في أنواع أخرى من السلوك فإن هذا دليل على خلل في إخلاصه لله تعالى .
إن شتى النعم تنتهي بانتهاء تلك الحياة القصيرة الزائلة ، إلا هذه النعمة الباقية ، ذات الأثر الدائم ، الذي يفتح الطريق إلى الخلود الابدي والنعيم الذي لا يغيب ..
ثم تدبر اطراد هذا المنهج في بناء النفوس الكبيرة ذات الروح الطامحة عندما يرفع سقف آمالها في الله سبحانه ، فهو الرحيم الكريم ، فادعوه بما تريدون وترغبون وتأملون ، فأمر أن يسال الداعي ربه بعظائم الأمور وأكابرها ولا يستكثر شيئا على ربه فقال :" إذا سأل أحدكم فليكثر ، فإنما يسأل ربه " ابن حبان
وإذا كان علماء الأمة قد عللوا الابتعاد عن التوسع في المباحات مخافة أن تشغل المسلم عن الطاعات والعبادات , وخشية من وقوع صاحبها في الشبهات ، فإن هناك الكثير من الأسباب التي يمكن أن تضاف إليها في زمن المحن .
وللصنعة في الإسلام معنى متميز ، ورؤية حضارية خاصة ، أساسها الإصلاح والنفع للناس ، وخصوصيتها تقوى الله سبحانه ومراقبته .
تخيل معي وتصور أن شخصا ما رأى إنسانا ضريرا يتجه دون أن يعلم إلى حافة هاوية أو واد سحيق أو خطر عظيم محقق , لا شك أنه سيتحرك بفطرته السلمية ومشاعر الخوف والخشية على هذا الضرير لإنقاذه وتنبيهه مما هو مقبل عليه , سواء بالصراخ لتنبيهه أو بالإسراع للأخذ بيده وإنقاذه من المهلكة التي كاد يهوي إليها