
أدى الآلاف من المسلمين صلاة عيد الفطر المبارك صباح اليوم الثلاثاء فى المسجد النبوي الشريف، حيث امتلأ المسجد وأروقته وسطحه والساحات المحيطة به بالمصلين منذ الصباح الباكر، فرحين مبتهجين بالعيد، بعد أن من الله عليهم بصيام وقيام شهر رمضان المبارك، في جو مفعم بالطمأنينة والأمن.
وأم المصلين في صلاة العيد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، الذي ألقى عقب صلاة العيد خطبتي العيد، ودعا الله سبحانه أن يتقبل من المسلمين صيامهم وصلواتهم، وأن يعيد هذا الشهر الكريم على المسلمين أعواما عديدة .
وقال الشيخ الحذيفي: "إن عيد الفطر المبارك هو عيد مبارك كريم، حيث شرع الله لعباده عيدين مباركين، كل منهما يأتي عقب عبادة عظيمة، وبعد أداء ركن من أركان الإسلام، وكان في هذين العيدين غناء للمسلمين وخيرات وبركات ومنافع كثيرة".
وبين فضيلته أن الله تبارك وتعالى جعل للمسلم هذا العيد يوم فرح وسرور، وبهجة وحبور، وأباح له التمتع بالطيبات وبالتجمل والزينة، وبسط له في المباحات، ليأخذ البدن نصيبه مما أحل الله تعالى، ليستعد لعبادات قادمة". وأضاف "أن العيد يتضمن معاني إسلامية كثيرة، ومنافع وحقائق كثيرة، حيث يتضمن العقيدة الإسلامية الصافية المضيئة النقية من الشرك والبدع والمحدثات، ويتضمن العيد العبادة بالذل والخضوع والمحبة لله تعالى، وصلاة العيد تشتمل على ذلك كله، كما يتضمن العيد بيان التشريع الإسلامي وذلك بإظهار شعيرة العيد وأداء صلاته وتفصيل الخطبة لأحكام الاسلام العظيمة المباركة، ويتضمن أيضا تهذيب الخلق وتربية الفضائل وتثبيتها وتقويم السلوك، وذلك بالترغيب بالصبر، والاحتمال والحلم، والتواصل في هذا اليوم والتسامح، وتطهير القلوب من الغل والحقد والحسد والضغائن، وكذلك يتضمن التكافل الاجتماعي والترابط الأخوي الإسلامي وذلك بأداء زكاة الفطر قبل الصلاة .
وحذر فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف من الشرك بالله بالدعاء أو النذر أو الذبح أو أي عبادة أخرى، فإنه أعظم ذنب، ومن الزنا، فإنه مفسد للقلب ويكسبه الخبث، ومن قتل النفس المعصومة، والمسكرات والمخدرات فإنها تنسخ الإنسان وتبدل طباعه إلى شر وذل، والربا فإنه يمحق بركة العمر والمال والولد، ويوجب غضب الرب، داعيا المسلمين إلى تقوى الله في معاملاتهم في البيع والشراء، وحسن المعاملة بالتزام الصدق والعدل، محذرا في الوقت نفسه من أكل أموال اليتامى، والتعرض لأموال المسلمين، ومن الغيبة والنميمة.
ودعا فضيلته المسلمين الى شكر الله سبحانه وتعالى على ما من عليهم من الامن والامان وعافية الابدان وتيسر الارزاق وتوفر مرافق الحياة وانطفاء نار الفتن واجتماع الكلمة.