أنت هنا

14 رمضان 1429
المسلم-متابعات:

اندلع قتال عنيف بين إسلاميين وقوات الأمن في مدينة عشق آباد، عاصمة جمهورية تركمانستان السوفييتية السابقة، ونقلت وكالات الأنباء عن سكان محليين قولهم إن عشرين من رجال الشرطة على الأقل قتلوا في المعارك التي دارت رحاها وسط العاصمة.

وأكد شهود عيان أنهم سمعوا تبادلا كثيفا لإطلاق النار ليل الجمعة السبت وحتى الصباح. وأضافوا أن الشرطة حاصرت الضاحية الشمالية للعاصمة التركمانية.

وذكرت مصادر دبلوماسية أن دبابة وعربة مصفحة فتحتا نيرانهما بالقرب من محطة للمياه، حيث تحصن المسلحون بداخلها. وأضافت: أن ما بين 10 و20 جثة لعناصر من الشرطة قد نقلت إلى مشرحة في عشق آباد، موضحة أن المحطة لا تبعد عن مطار عشق آباد الذي يمكن أن يغلق بسبب الأحداث.

ولم تأت وسائل الإعلام التركمانستانية على ذكر القتال، في الجمهورية السوفييتية السابقة الغنية بالبترول التي تمارس رقابة شديدة على وسائل الإعلام.

وتقع تركمانستان في آسيا الوسطى، يحدها بحر قزوين، بين إيران وكازاخستان، وقد كانت تركمانستان من بين أهم دول آسيا الوسطى السبع، التي نالت استقلالها مع انهيار الاتحاد السوفييتي السابق. لكن وعلى الرغم من الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها وتشمل احتياطيات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي، فقد أخفق هذا البلد الصغير في الإفلات من المستنقع الاقتصادي المتردي والسيطرة القاسية التي لا تزال تحمل الطابع السوفييتي.


وقد قام الروس باحتلال جمهورية تركمانستان في عام 1881م، حيث دخل الشيوعيون عاصمتها"عشق آباد" في 1918م بعد مقاومة ضارية من السكان المسلمين. وقبل انهيار الاتحاد السوفييتي كان الرئيس سبرمورات نيازوف يتولى رئاسة الحزب التركماني الشيوعي، الذي أصبح الآن يحمل اسم الحزب الديمقراطي. وهو الحزب الوحيد المسموح به في تركمانستان اليوم. وتم إحباط الخصوم السياسيين بالاعتقالات والمضايقات. ولم يواجه نيازوف أي معارضة في وصوله الى سدّة الرئاسة عام 1992 في الانتخابات الأولى التي أعقبت الاستقلال. وبعد ذلك أصدر برلمانه الشكلي مرسوماً يقضي بأن بإمكانه الاحتفاظ بمنصبه لفترة غير محدودة. ولا تبدو نزعة تبجيل الحاكم المطلق في أي من بلدان آسيا الوسطى المستقلة عن الاتحاد السوفييتي اكثر وضوحاً وافراطاً مما هي عليه في تركمانستان؛ فالرئيس، الذي يحبذ أن يدعى تركمنباشي ـ أي زعيم التركمان ـ مع وضع صوره على كل شيء، ابتداء من العملة الورقية والمعدنية. والمطار الرئيسي يحمل اسمه وكذلك احدى المدن المطلة على بحر قزوين. وفي العاصمة التركمانية يدور تمثاله المطلي بالذهب على قمّة برج منجزاً دورة واحدة كل 24 ساعة.
ويحكم صابر مراد نيازوف تركمانستان بقبضة من حديد وسبق له سحق المعارضة وإغلاق وسائل الإعلام المستقلة في هذه الجمهورية السوفييتية السابقة التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة غالبيتهم الكاسحة من المسلمين.

وتشدد الحكومة التركمانية قبضتها ضد الإسلاميين، ويكفي للتدليل على ذلك أن تقرير لجنة الحريات الدينية في وزارة الخارجية الأمريكية أدرج دولة تركمانستان علي لائحة الدول التي تنتهك الحريات الدينية، ليس لأنها تمنع أو تعترض علي عمل المبشرين الإنجيليين القادمين من الولايات المتحدة وأوروبا‏,‏ ولكن لأنها تسرف في اضطهاد المسلمين من أهل البلاد‏.