
أكد الخبير العسكري المصري اللّـواء أركان حرب دكتور زكريا حسين، المدير الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وأستاذ العلوم الاستراتيجية بجامعة الإسكندرية أن الولايات المتحدة خططت لأحداث سبتمبر، لتستخدمها ذريعة لاحتلال العراق وأفغانستان، وتدخلها في الشأن العربي والإسلامي بشكل سافر.
وقال الخبير العسكري في حديث خاص لموقع "المسلم" إن أمريكا اخترعت عدوًا سمته "الإرهاب" لكي تضع قدمها في كل شبر من الأراضي العربية والإسلامية، وهو ما تهيئ لها بعد هجمات سبتمبر، ما يجعلنا أمام دلائل تجعلنا كشعب عربي نصدق بأن الولايات المتحدة هي من خططت لهذه الأحداث. وقال إنه رغم مرور 7 سنوات على أحداث سبتمبر فإن صورة الولايات المتحدة لم تتغير لدى الشعب العربي، الذي ما زال يرفض تحميل أسامة بن لادن المسؤولية عن تلك الهجمات، ومازال العالم العربي مقتنعًا بأن هذا الحدث جاء بتخطيط أمريكي داخلي بالمشاركة مع الكيان الصهيوني وذلك لاعتبارات استعمارية كما حدث فيما بعد من احتلال أمريكا للعراق وأفغانستان.
وقال المدير الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية العليا إن إدارة بوش أقدمت على تنفيذ ما كان موضوعًا في الأدراج الأمريكية منذ وقت طويل، قبل هجمات سبتمبر، ما يعني أن الولايات المتحدة أرادت أن تسرع الخطى نحو تنفيذ هذا الاحتلال، وبالتالي كان لابد من عملية تقنع العالم، فجاءت هجمات سبتمبر لتكون التبرير والزعم الذي استندت إليه إدارة الرئيس بوش، واليمين المتطرف في أمريكا، لغزو العراق وأفغانستان.
ورأى اللواء زكريا حسين أن نفط العراق ومحاربة الإسلام كانا هدفين دفعا أمريكا لاحتلال العراق وأفغانستان، لكنها تذرعت بهجمات سبتمبر لتظهر في صورة المنتقم وليس المعتدي.
مؤكدا أنها لم تحقق شيئًا، حيث وقعت في مستنقع هناك، ولولا خوفها على هيبتها وعدم تكرار فضيحة الانسحاب من فيتنام قبل 50 عامًا لكانت اتخذت القرار بالانسحاب سريعًا.
وذكر اللواء زكريا حسين أن الولايات المتحدة اخترعت عدوًا سمته "الإرهاب" و"التطرف" لكي تضع قدمها في كل شبر من الأراضي العربية والإسلامية، لكنها فشلت فشلاً ذريعًا في حربها المزعومة على "الإرهاب"، ولم تحقق شيئًا، فهي لم تعتقل ابن لادن ولا الظواهري، بل إنها بحماقتها وعدوانها زادت من عدد المتعاطفين معهما، على مستوى العالم الإسلامي كله، والذي بات الآن يدرك أنه في حرب مفتوحة مع واشنطن.
وذكر الخبير العسكري المصري أن الولايات المتحدة تتراجع إلى الخلف في أفغانستان، في حين تحقق حركة "طالبان" المقاومة انتصارات استراتيجية مهمة، وتتقدم خطوات للأمام، ونتيجة المخاوف الأمريكية من الفشل في أفغانستان طالبت واشنطن دول حلف الناتو بإرسال المزيد من القوات إلى هناك. كما أنها تسعى جاهدة لنقل عدد من قواتها بالعراق بالإضافة لعدد من القوات البريطانية إلى أفغانستان.
وأكد حسين أن كل تلك مجرد محاولات "فاشلة"، لأن حركة "طالبان" أحكمت سيطرتها تمامًا على بعض القرى المهمة، وتقترب بقوة من العاصمة كابول، ولم تؤتِ الضربات الجوية المتلاحقة على معاقل الحركة ثمارها حتى الآن، وبالتالي فإن الإدارة الأمريكية الحالية ستترك إرثًا كبيرًا من المشاكل هناك، وستجعل الإدارة القادمة تفكر ألف مرة في الانسحاب قبل وقوع المزيد من الخسائر هناك. كما أن تحقيق أي نصر أمريكي هناك بات أمرًا مستبعدًا في القريب العاجل، لأن طبيعة المقاتل الأفغاني تختلف عنها في العراق، هناك الجميع يعاونون المقاومة، ويرفضون الاحتلال، ويساعدون على تهيئة الظروف لقتال الاحتلال. بينما في العراق استفادت قوات الاحتلال الأمريكي من الخلافات الطائفية والمذهبية، ولعبت على هذا الوتر جيدًا، واتبعت سياسة فرق تسد
وأكد الخبير العسكري المصري أن الاحتلال الأمريكي أرجع العراق عشرات السنوات إلى الخلف، فالقتلى العراقيون بالآلاف، إضافة للدمار الشامل لكافة البنى التحتية، مع اشتعال الخلافات المذهبية والطائفية، هذا غير مطالبة الأكراد بالحكم الذاتي.أما بالنسبة للحصاد العائد على المحتل الأمريكي؛ فبالطبع هو يسيطر الآن على النفط العراقي، ويخطط لاتفاق أمني يتيح له مواصلة الاحتلال بشكل مقنن، مع حكومة موالية للاحتلال بالأساس. المقاومة ستستمر مهما تراجعت حدتها في فترات معينة.