
قال مراقبون للوضع اللبناني الداخلي إن الحوار الذي دعا إليه الرئيس ميشال سليمان والذي ستعقد أولى جلساته الثلاثاء المقبل بغية إيجاد حل بين الأكثرية والأقلية النيابيتين للقضايا الخلافية الرئيسية بينهما تمشيا مع اتفاق الدوحة بات على المحك بعد اغتيال صالح العريضي القيادي في الحزب الديموقراطي المعارض مساء أمس الأربعاء في انفجار سيارة مفخخة في منطقة عاليه جنوب شرق بيروت. ويأتي اغتيال العريضي في وقت يشهد لبنان فترة هدوء تامة لا سيما بعد وثيقة المصالحة التي وقعت مساء الاثنين في طرابلس كبرى مدن الشمال وأنهت اشتباكات بين منطقة علوية وأخرى سنية وأحيت الأمال بأن يتعمم النموذج على مناطق أخرى شهدت أحداثا أمنية متقطعة.
وأسفر الانفجار الذي أدى إلى مقتل العريضي أيضا عن إصابة ستة أشخاص آخرين بجروح. وكان العريضي قد خرج من منزله في بلدة بيصور الواقعة في قضاء عاليه وحيدا واستقل سيارته وهي من طراز مرسيدس وما إن أدار المحرك حتى انفجرت به. وبحسب العناصر الأولية للتحقيق فان القنبلة كانت موضوعة داخل السيارة. وانفجرت بمجرد تشغيلها.
وصالح العريضي وهو في العقد الخامس من العمر قيادي في الحزب الديموقراطي الذي يرأسه الزعيم الدرزي المعارض طلال ارسلان الحليف لدمشق وطهران والخصم التقليدي للزعيم الدرزي وليد جنبلاط أحد أقطاب الأكثرية النيابية المناهضة لدمشق والمدعومة من الغرب.
وسارع جنبلاط الى زيارة عائلة القتيل مؤكدا أن الاغتيال يستهدف "السلم الأهلي"، وقال: "هناك من هو متضرر من المصالحة بيني وبين طلال أرسلان (في مايو)" ملمحا إلى سوريا، و"من الكلام الإيجابي" بين رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.وتعود آخر عملية اغتيال بسيارة مفخخة في لبنان إلى 25 يناير حين اغتيل الضابط في فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي وسام عيد الذي كان يشارك في التحقيق في الاغتيالات التي عصفت بلبنان منذ 2004 واستهدفت بغالبيتها شخصيات مناهضة لسوريا.
على صعيد آخر، اعتبر النائب اللبناني بطرس حرب أن مبادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لعقد طاولة الحوار في القصر الجمهوري في 16 سبتمبر الجاري، تضع اللبنانيين أمام مسؤولياتهم وتؤدي إلى حل إشكالية استمرارِ وجود سلاح حزبِ الله خارج إطار الشرعية اللبنانية. وناشد حرب كلَّ الفرقاء التعامل مع مبادرة الرئيس سليمان بتجرد لأن أيَّ فشل في حل إشكالية سلاح حزب الله سيؤدي إلى انهيار الدولة.