
تعود الجريمة المروعة التي ارتكبتها القوات الصربية ضد المسلمين في مدينة سريبرينيتشا البوسنية إلى مسرح الأحداث من جديد غدا, حيث تصدر محكمة في لاهاي حكما بشأن مسئولية القوات الهولندية عن المجزرة.
وقدم مسلمون ناجون من مجزرة سريبرينيتشا التي وقعت عام 1995, شكوى يتهمون فيها الوحدة الهولندية المنتمية للقوات الدولية بعدم حماية أقربائهم.
وقال أقارب الضحايا في شكواهم: إن الوحدة الهولندية قامت بتسليم اللاجئين المسلمين لقوات صرب البوسنة، منتهكة بذلك عددا من القوانين الوطنية والمعاهدات الدولية.
وقالت محامية الادعاء ليزبيت زيجفلد في جلسات عقدت في يونيو الماضي: إن "الوحدة الهولندية كانت مكلفة بأمن المدنيين، وكانت مكلفة بمهمة إنسانية لكنها تصرفت خلافا لتعليماتها".
واجتاحت قوات صرب البوسنة مدينة سريبرينيتشا يوم 11 يوليو 1995, واقتادت آلاف الرجال والفتيان من المسلمين في شاحنات إلى مكان قريب حيث تمت تصفية نحو ثمانية آلاف منهم ورمت جثثهم في مقابر جماعية.
ولم يتصد الجنود الهولنديون المكلفون بحماية المنطقة للقوات الصربية بحجة "عدم تسليحهم بشكل كاف لهذه العمليات".
وكانت الحكومة الهولندية قدمت استقالتها في عام 2001 قبل أسبوعين من انتهاء ولايتها إثر صدور تقرير رسمي كشف أنها أرسلت جنودها في "مهمة مستحيلة" إلى سريبرينيتشا.
وأقرت الأمم المتحدة بأنها فشلت في حماية مسلمي سريبرينيتشا بدون أن يتعرض أي كان لملاحقات.