
في ثنايا تعليقه على حادثة المقطم التي حصلت قبل يومين في مصر، وأدّت إلى انهيار عشرات الأطنان من الصخور على رؤس الأبرياء من الفقراء والنساء والأطفال، قال الشيخ سلمان بن فهد العودة -المشرف العام على مؤسسة (الإسلام اليوم): إن هناك حجارة سقطت، لكنّ هناك قلوباً أقسى من الحجارة، ظلت لفترة طويلة راضية أن تنعم بطيب العيش والنعم والثراء والخير والدعة، دون أن تلقي بالاً لمثل هذه الحالات الصعبة.
وتعجب الشيخ سلمان العودة في حلقة من برنامج (حجر الزاوية) نشر موقع "الإسلام اليوم" الذي يشرف عليه مقتطفات منها من تلك القلوب التي ظلت فترة طويلة دون أن تلقي بالاً لمثل تلك الحالات، ولم تستمع فيها إلى مطالبهم، داعياً إلى تدارك مثل هذه الأوضاع في كل بلد عربي وإسلامي.
وقال العودة: إن هناك حجارة، لكنّ هناك قلوباً أقسى من الحجارة، ظلت لفترة طويلة راضية أن تنعم هي بطيب العيش والنعم والثراء والخير والدعة، دون أن تلقي بالاً لمثل هذه الحالات الصعبة، مع أن شهادات العديد من هؤلاء الناس تدل على أنهم اشتكوا كثيراً إلى جهات مختلفة من مسؤولين وأعضاء مجالس شعبية أو محلية، وأكدوا لهم خوفهم من حصول الانهيار، والحاجة إلى بيوت أو مساكن بديلة قبل أن يموت العشرات، وهناك المئات ما زالوا مطمورين تحت الهدم.
وأكد الشيخ سلمان العودة أن انهيار جزء كبير من الجبل (عشرات الأطنان) على رؤوس الناس، وعلى بيوت عشوائية، قديمة ومزدحمة، و خارج نطاق الخدمة أصلاً، وخارج نطاق القانون أيضًا له علاقة مباشرة بالعنف، مشيرا إلى دراسة قامت بها صحيفة "الأهرام" المصرية، قالت فيها: إن انخفاض مستوى العنف أو صمت العنف السياسي لا يعني زوال العنف، بل إن العنف ذاته داخل المجتمع المصري يظهر، ولكن من خلال أشكال أخرى؛ من خلال عنف اجتماعي يتمثل في كثير من حالات الإحباط واليأس، وشعور الناس بعدم احترام القانون، مضيفا أن المعالجة لا تكون بسن قوانين جديدة؛ لأن الناس أصلاً لا يحترمون القانون؛ لأنهم يرون أن هناك من هو فوق القانون، وهناك ناس تحت القانون، وهناك من يُعاقبون بالقانون، وهناك ناس يفلتون من رقابة القانون؛ بمعنى أن القدر الذي يكفله لهم القانون ولو كان قليلاً، لا يستطيعون الحصول عليه، وخاصة إذا كان الذين يتجاوزون القانون، هم أصحاب الثراء والوجاهة، وهذا يولد قدراً من الحقد الاجتماعي؛ فمثل هذه الأماكن العشوائية لا يوجد فيها أدنى حد من الخدمات الإنسانية، فضلاً عن غياب القانون، فبالتالي تصبح هذه الأماكن بؤراً للرذيلة والمخدرات والفساد والفقر، وما يجره الفقر مما هو معروف.
وأوضح الشيخ سلمان العودة أن في هذه الحادثة درساً ليس في مصر الحبيبة التي هي قلب العرب والمسلمين، وإنما لكل بلد عربي وإسلامي، يفيد بأن هناك حاجة ماسة إلى تدارك مثل هذه الأوضاع، وإصلاح أوضاع السكن العشوائي، وإزالة البؤر التي تكون بعيدة عن القانون والخدمات والمصالح، مشيراً إلى أن تلك العشوائيات تكون مناخاً مناسباً لترويج المخدرات، وألوان كثيرة من المفاسد، كما أن سكانها يفقدون الهوية والانتماء بسبب الفراغ والإهمال.
وفي ختام تعليقه دعا الشيخ سلمان العودة للمفقودين والمطمورين، بالمغفرة والمكانة في الصالحين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "صاحب الهدم شهيد".