
في سعيه لتقليل الخسائر البشرية في صفوفه وبعد أن شهدت وحدها مقتل ثلث جنود الاحتلال الأمريكي في العراق، سلمت القوات الأمريكية، اليوم الاثنين، المسؤولية الأمنية عن محافظة الأنبار السنية إلى حكومة المالكي الطائفية التي يسيطر عليها الشيعة.
وكان من المقرر تسليم المحافظة في يونيو الماضي، إلا أنه تم تأجيل الخطوة مرتين، أولاها بسبب عاصفة رملية هبت بعد أيام من هجوم استهدف اجتماعاً لزعماء العشائر.
وكانت الأنبار بعد الاجتياح الأمريكي للعراق واحتلاله عقب سقوط النظام السابق عام 2003 أحد أهم معاقل المقاومة السنية، وسقط فيها ثلث القتلى الأمريكيين في العراق.
ومن الجدير بالذكر أن الأنبار هي أول محافظة سنية، والحادية عشرة من أصل 18 محافظة تتسلم القوات العراقية التابعة لحكومة المالكي الطائفية المسؤولية الأمنية عنها من قوات الاحتلال.
ومن المنتظر أن ترابض القوة الأمريكية في الأنبار، ويفوق قوامها 25 ألف جندي معظمهم من مشاة البحرية "مارينز"، في المحافظة بعد التسليم لبعض الوقت، إلا أن مهامها ستتركز على دعم القوات العراقية، عند الحاجة.
ويتزامن التسليم مع توقعات ببدء قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ديفيد بتريوس، تقديم توصياته إلى الرئيس الأمريكي، جورج بوش، ووزير دفاعه، روبرت جيتس، بخفض قوات بلاده من هناك. وتغطي تلك التوصيات انسحاباً أمريكياَ على مدى الستة أو الثمانية أشهر المقبلة.
ومن المقرر أن يغادر بتريوس العراق في 15 سبتمبر الجاري، ليتولى مهام منصبه الجديد كقائد للقيادة المركزية الأمريكية في أكتوبرالمقبل.