
في مقابل مليارات الدولارات التي ينتظر أن تعود على الاقتصاد الإيطالي جراء استئناف الاستثمار في ليبيا، وقع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني اتفاقا مع القذافي أمس يتضمن دفع 200 مليون دولار بشكل سنوي عبر 25 عاما من خلال الاستثمار في مشروعات البنية الأساسية.
وعلى الرغم من إصرار وسائل الإعلام الليبية على تسويق الاتفاق باعتباره اعتذارا إيطاليا عن فترة الاستعمار وتعويضا لليبيا بخمسة مليارات دولار عن ذلك، فإن حقيقة الأمر تبين أن هذه الخطوة "الرمزية" مجرد بداية لفتح المجال أمام الشركات الإيطالية لجني المليارات من خلال عملها في ليبيا بعد طردها من هناك منذ ثلاثة عقود.
وأوضح بيرلسكوني أن الاتفاق يتضمن دفع مبلغ 200 مليون دولار بشكل سنوي عبر 25 عاما من خلال الاستثمار في مشروعات البنية الأساسية، ومن أبرزها طريق ساحلي يمتد من مصر إلى ليبيا وتونس. كما يشمل تمويل برنامج لإزالة الالغام من مخلفات الحرب العالمية الثانية. وبالمقابل، ستظفر إيطاليا بعقود الطاقة مع ليبيا، بينما تشدد الأخيرة من إجراءاتها الأمنية للحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين. ومن بين الإجراءات التي سيتم اتخاذها تنظيم دوريات بحرية مشتركة.
وقال القذافي بعد لقائه مع بيرلسكوني في مدينة بنغازي الليبية أمس إن الاتفاق يفتح الباب أمام "الشراكة والتعاون" بين الدولتين.
وكانت إيطاليا قد احتلت ليبيا عام 1911، واستمر الاحتلال الإيطالي لليبيا حتى عام 1943، ثم حصلت ليبيا على استقلالها عام 1951.
وتتهم ليبيا إيطاليا بقتل الآلاف من مواطنيها وتهجير آلاف آخرين من ديارهم خلال الاستعمار الذي استمر بين 1911 و1943.
يشار إلى أن زيارة بيرلسكوني إلى ليبيا هي الثانية خلال عام واحد، وكانت الأولى في شهر يونيو الماضي، وركزت على بحث مشكلات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.