
أقال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، اليوم الأحد، اثنين من قادة جيشه، بعد أن سربا معلومات عن مقتل نحو 89 مدنياً أفغانياً في غارة جوية شنتها مقاتلات أمريكية، غربي أفغانستان الجمعة.
وحسبما أفاد بيان صدر عن مكتب كرزاي، فإن الضابطين اللذين تمت إقالتهما هما الجنرال جالاندر شاه، قائد الجيش الأفغاني للمنطقة الغربية، إضافة إلى قائد آخر يُدعى عبد الجبار، لم يُعرف على الفور طبيعة منصبه.
وكانت قوات الاحتلال الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، قد أقرت في بيان لها أمس بأنها "على دراية بسقوط ضحايا من المدنيين في المواجهات التي وقعت الجمعة بمنطقة شينداند، بإقليم هيرات" في غرب البلاد. وأضاف البيان أن تحقيقاً يجري حالياً بشأن تقارير تحدثت عن سقوط عشرات المدنيين، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، في غارة جوية للاحتلال الأمريكي أول من أمس.
وزعمت رواية سابقة لقوات الاحتلال أن قوات أمريكية وأفغانية شنت العملية العسكرية استناداً إلى تقارير استخباراتية تشير لوجود القائد الطالباني، الملا صديق، داخل مسجد في المنطقة لترؤس اجتماع للعناصر المسلحة هناك، وفق الجيش الأفغاني، الذي حاول تبرير استهداف المدنيين بادعاء أن مسلحين من "طالبان" قاموا بإطلاق النار على عدد من جنود الاحتلال في المنطقة بأسلحة خفيفة وقاذفات صاروخية، فقام الجنود بالرد على مصدر الهجوم، كما استدعوا دعماً جوياً، ما أسفر عن مقتل 30 مسلحاً، بينهم الملا صديق. ودحض شهود عيان هذه الرواية وأكدوا أن جميع القتلى من المدنيين العزل.
وتضاربت أرقام حصيلة الضحايا من جهة إلى أخرى، فقد وضعت "مفوضية حقوق الإنسان المستقلة" الأفغانية الحصيلة عند 78 قتيلاً، بينهم 20 امرأة، بينما أعلنت الداخلية الأفغانية عن سقوط 76 مدنياً، بينهم 50 طفلاً تحت سن الـ15.
ويزيد سقوط مدنيين أفغان في عمليات التحالف من الضغوط الهائلة على كرزاي، الذي أعلن السبت أن حكومته ستعلن قريباً عن "تدابير ضرورية" للحيلولة دون قتل مدنيين، إلا أنه لم يكشف عن تفاصيل. ووجه كرزاي اللوم إلى القوات الأمريكية، معتبراً أنها تقوم بشن عملياتها دون تنسيق مع الجيش الأفغاني.