اعتبرت إحدى الصحف الخليجية أن وصول المتضامنين الأجانب إلى غزة أمس على متن سفينتي الحرية كسر الحصار "الإسرائيلي" والصمت العربي، بعد أن عجز وزراء الخارجية العرب عن تنفيذ القرار الذي اتخذوه قبل عامين بكسر الحصار.

وقالت صحيفة "الخليج" الإماراتية الصادرة اليوم: "إنه بعد مرور 21 شهراً على قرار وزراء الخارجية العرب في الثاني عشر من نوفمبر2006 كسر الحصار المفروض على الفلسطينيين، أتى كسر الحصار، أمس، ولكن ليس بأيدي العرب، إنما بأيدي 46 متضامناً أجنبياً من 17 بلداً قطعوا على متن سفينتين 244 ميلاً بحرياً وتحدّوا هيجان البحر وتهديدات "إسرائيل" وتشويشاتها على اتصالاتهم، ووصلوا الى شواطئ غزة وقرروا حرق جوازات سفرهم والبقاء، إلى حين انتهاء الحصار".

وكان رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية، قد دعا أمس، الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ووزراء الخارجية العرب، إلى دخول القطاع المحاصر عبر معبر رفح.

وأتت دعوة هنية بعد أن وصلت السفينتان اللتان تقلان ناشطين دوليين إلى ساحل شاطئ غزة، أمس، وسط استقبال فلسطيني كبير تخللته عروض وأهازيج فرح، بعد ساعات من الانتظار والمضايقات والتهديدات "الإسرائيلية". واعتلى عدد من الفلسطينيين السفينتين ورحبوا بحرارة بالمتضامنين الأجانب الذين اغرورقت عيونهم بالدموع.

وقال رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري إن المتضامنين الدوليين يعتزمون حرق جوازات سفرهم والبقاء مع أهالي غزة إلى حين رفع الحصار. وأكد أنه يجري الإعداد لقدوم المزيد من السفن للقطاع.

من جهته، أعرب مشير المصري، أمين سر كتلة "حماس" البرلمانية، عن أمله أن تتحرك الشعوب العربية والإسلامية من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة بشتى الوسائل، على غرار تحرك بعض الأوروبيين من خلال سفينتي كسر الحصار القادمتين من قبرص إلى غزة، مطالباً بفتح معبر رفح مع مصر فوراً.

وتمنى المصري في تصريحات صحفية له أمس أن يحرك ذلك "وجدان وقلوب الأنظمة العربية والإسلامية وشعوبها، وتحرك فيهم نخوة الإسلام ونخوة العروبة ونخوة الإنسان". معتبرا أنه "من العار أن يخاطر الأوروبيون ومن معهم بأنفسهم وأن يصروا رغم كل التهديدات والوعيد للوصول إلى قطاع غزة وفي المقابل نرى أن الشعوب العربية والإسلامية تقف تتفرج لتعرض الشعب الفلسطيني في غزة للموت البطيء في حصار لا مثيل له ولم يمر في تاريخ الحصار الحديث".

كما أعرب المصري عن استهجانه لأن يفك الحصار من البحر في ظل بقاء الحدود مع مصر مغلقة (معبر رفح).