
وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، اليوم الخميس، إلى بغداد، في زيارة مفاجئة، تزامنت مع أنباء عن وصول المفاوضات حول مستقبل قوات الاحتلال الأمريكية في العراق إلى مراحلها النهائية.
وتتفاوض إدارة بوش مع حكومة المالكي الطائفية التي يسيطر عليها الشيعة على توفير غطاء لبقاء طويل الأمد لقوات الاحتلال الأمريكية عبر "اتفاقية أمنية"، بعد انتهاء تفويض الأمم المتحدة الذي تعمل بموجبه قوات الاحتلال في 31 ديسمبر المقبل.
وكان مسؤولون أمريكيون وعراقيون قد قالوا أمس إن المفاوضين أنجزوا مسودة الاتفاق الأمني بين بغداد وواشنطن، والتي تنص على إجلاء القوات الأمريكية عن المدن العراقية في الثلاثين من يونيو المقبل. حسبما أفادت وكالة "فرانس برس".
ونقلت وكالة "الأسوشييتد برس" للأنباء عن مسؤول عسكري أمريكي بارز قوله: "إن المفاوضين قد أنجزوا أيضا مسودة وثيقة أخرى عُرفت باسم اتفاقية إطار العمل الاستراتيجي التي تحدد الخطوط العريضة للعلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية بين العراق والولايات المتحدة". وقال المسؤول إن الجانب العراقي ضغط باتجاه أن ينص الاتفاق الأمني بين الطرفين صراحة على جلاء القوات بشكل كامل عن الأراضي العراقية بنهاية عام 2011، ناهيك عن تحديد أواسط الصيف المقبل كموعد لإتمام الجلاء عن مدن البلاد.
إلا أن المسؤولين الأمريكيين رفضوا الالتزام بشكل قاطع بإعطاء موعد محدد لإتمام الانسحاب النهائي من العراق، معللين ذلك بقولهم إنه يجب أن يتم تحديد موعد لذلك بناء على أهداف محددة يجري الاتفاق بشأنها بين الطرفين، ولا تكون مقتصرة على التحسن الأمني في البلاد فحسب، بل تشمل أيضا التقدم الذي يتم إحرازه على الجبهتين السياسية والاقتصادية.
وكان محمد الحاج حمود، كبير المفاوضين العراقيين، قد قال في مقابلة مع وكالة "رويترز" للأنباء في وقت سابق من يوم أمس الأربعاء: "إن المفاوضين الأمريكيين والعراقيين قد أنهوا مسودة الاتفاق التي ستُرسل الآن إلى القادة السياسيين في كلا البلدين من أجل مناقشتها". لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو قالت: "إن المحادثات بين الطرفين مازالت جارية"، وأضافت: "نحن نسعى للتوصل إلى نهاية للاتفاق الذي لم يُنجز بعد".